الثلاثاء، 31 مارس 2009

الفارس ..!


لا تنتظري أن يبتسم العابس
فالفارس ليس الفارس
مدي بإنائكِ
عبر السلك الشائكِ
مدي طرف ردائكِ
حتى يصنع منه للقلب ضمادا
ويسد شقوق البرد القارس
تتوالى كل فصول العام على القلب الباكي
لم يستر روحه عبر الأشواك سوى رؤياكِ
فعيناكِ الفردوسان: هما الفصل الخامس
عيناكِ هما
آخرنهر ٍ يسقيه
آخر بيت يأويه
آخر زاد في التيه
آخر عراف يستفتيه
فأريحيه
أريحيه على الحجر البارد
ليرتاح قليلا
فلقد سار طويلا
وقفي كملاك الحب الحارس
حتى لا يفجئه الموت
قفي كملاك الحب الحارس
أمل دنقل ..!

يفوح .. ألف مرة ..!!

يفوحُ شذى الياسمين وإن قتلناه ألف مرّة .
لأحدهم ..!

الخميس، 26 مارس 2009

النعاس ( 1 ) ..!

لا أدري لم أكره النعاس ..!
ربما لأنه يجر فمي لُيفتح ..! ويجبر عيني أن تغلقا ..!
يتعبني كثيرا .. ويحرمني من لذة العبث ..!
يسطو علي في كل يوم .. لا أذكر أني فقدته منذ خلقت ..!
أجده في الصباح .. وأراه في الظهيرة .. ويسيطر عليّ عند سواد الليل ..! الســـ12ــاعة .!!
ليته يوصلني لوسادة دافئة .. أو فراش ناعم .. أو يد حانية ..! وإنما يرميني إلى سجن الكوابيس وأحلام لا مفسر لها ..!!
جبان يحب الانتقام .. حتى وأنا أكتب هذه السطور يلمح لي ويدور حولي ويدعوني للخمول .. فتبا لكل أنفاسه الباهتة ..!
أخي حسان: سأرفع يدي مستسلما له ..!! وأخلد إلى النوم ..! أراك لاحقا ..!

أمي تقول: الدش ممنوع يا ولدي ..!!



أمي تقول: الدش ممنوع يا ولدي ..!! أمي تقول: الدش ممنوع يا ولدي..!!في بيتنا هذه الأيام -ومنذ سنة تقريبا-هناك حراك فكري قوي جدا جدا فالمؤتمرات قائمة.. والمناظرات متتالية.. واللقاءات متعاقبة .. والجلسات كثيرة .. والندوات يوم من بعد يوم ..ولو كنت أعرف مدير قناة المستقلة د.الهاشمي لوجهت له دعوة خاصة لإدارة تلك المواجهات وتصويرها ولجعلت جزءا كبيرا من تلك المعارك الفكرية بيني وبين والدتي -حفظها الله –على منبر قناته بدلا من مناطحات السنة والشيعة.. والبحث عن الديمقراطية العربية التي مدري وين ألقاها.؟القضية باختصار: أني في يوم من الأيام قدمت خطابا لوالدتي الموقرة طلبت منها الإذن بأن أشتري دشا ( ستلايت ).. وكتبت في الخطاب البرامج التي أرغب بمتابعتها وكانتــــ( فكرية ـ ثقافية ـ اجتماعية ).. فالقضايا الرياضية والفنية لا همّ لي فيها.!!إلا أني تفاجأت بأن الورقة عادت إليّ ممزقة ومكتوب عليها ( شل هالفكرة من رأسك يا ثور ) ..!أفا يا ذا العلم ..عندها قررت أن أفتح ملف القضية وابدأ حوارا صريحا مع الكريمة أمي .. وأحسب أن أمي ديمقراطية تسمع أراء المخالفين وتسمح لهم بطرح أفكارهم من غير أن تكتم أفواههم أو تضربهم بالحذاء.!!وفي صالة الطعام بدأت أول مقابلة ( وجها لوجه ).. ونحن على وجبة الإفطار .. قلت لأمي لقد قدمت لمعاليكم طلب ورُفض من سعادتكم هل يمكن لي أن أعرف السبب..؟طنشتني .. وصلّحت فيها ما اسمعتني .. وأخذت تغمس رغيفها بالزيت الزيتون ..حسيت أنه طاح وجهي شوي ..أخوي الصغير مات من الضحك.. ويقول لي لقّط وجهك.! يا عميد الأحرار.!!تركت الطفل يضحك كما هو .. وقلت في نفسي لن أتردد بطرق باب الحرية في منزلنا العامر ولو على رقبتي..!! فالحرية ستشرق شمسها قريبا .!فأعدت السؤال لوالدتي الحبيبة مرة أخرى .. فردت عليّ بعين حارة جدا: أفطر بس.. وخل الخرابيط عنك ..! ( ارتفع صوت الوالدة قليلا ) يا وليدي ما دمت حيا ما يدخل بيتنا دش .!!سمي .. أبشري .. والله ما طلبتي شيء .. غالي والطلب رخيص .!اللقاء الأول .. انتهى بهزيمة ساحقة ..!....فكرت .. وعملت خطة جديدة .. قمت بإعدادها .. ودرستها .. وترتيبها..طبعت ورقة A4 وكتبت عليها ( أمي ربت بيت .. أمي ما أحلاها.. كيف البيت يكون .. لا أعرف لولاها ) .! وذيلتها بــ( ابنك الحر: عام الفيل .!) .!صورتها عشرة نسخ .. وقمت بلصقها في أماكن بارزة تراها أمي .!ثم خرجت ساعة من البيت وعدت.. وفي عقلي يخيل لي أن أمي ستتنازل...وتأذن بالستلايت..وإذ بي أفاجأ بأن أوراقي ممزقة ومرمية على الأرض .!!سألت أخي من فعل هذا.؟ قال أمي يا منافق .!!ذهبت لغرفتها .. واستأذنتها بالدخول .. وإذ بها تقول: يا من شرى له من حلاله علة.!!قلت لها .. هل تأذني لي بالكلام معك قليلا ....وتحدثت مع والدتي ساعة كاملة فيها اكتشفت أن أمي ترى التحريم في الدش ( حرام ).! وقالت من عنده دشا لا يرح رائحة الجنة.!وقالت أيضا سمعت ذلك في إذاعة القرآن الكريم.!وبينت لها أن الستلايت جهاز ذو حدين.. مثله مثل أي جهاز آخر..! ويخرج فيه علماء ومفكرين ومثقفين.! وأنا بحاجة لمتابعة برامجهم يا أمي .! لكنها لم تقتنع .!! وقال العب على غيري .!!النقاش كان شديد جدا.. والحوار كان حامي بالمرة .. لكن حسبتها هزيمة ثانية .. لأني لم أتقدم ولو خطوة واحدة .!!....وهكذا بيتنا.. بهتز باللقاءات.. ويضج بالنقاشات.. ويعج بالحوارات .. ويرعد بالخلافات.. ويبرق بالآراء.. ويزبد بالأفكار.. ويعترك بالأقوال......وما زلت أحاول وأكافح.. وأقوم بمظاهرات سلمية في ( حوش البيت ).! وإن كان بعض المعاصرين يرى تحريمها.!!!وأفكر بالقيام بإضراب.. بس خايف أموت جوع.!!....ولولا علمي بضيق وقت " أمي " وزحمت مواعيدها في المستشفيات المختلفة وتنقلاتها بين العيادات والدكتورات والمستشارات لطلبت منها مناظرة على الهواء مباشرة وفي أي قناة فضائية تختارها.. حتى لو أرادت أن تكون المناظرة في إذاعة القرآن الكريم لقبلت ذلك.. ومن غير أي تردد أو تأخر.!هتاف:نبي دش في البيت يا أمي .. وتحت رقابتك المشددة..!!
رئيس المعارضة المنزلية: عام الفيل

أبو القاسم الشابي .. إذا الشعب يوما أراد الحياة ..!


ولد أبو القاسم الشابي في يوم الأربعاء في الرابع والعشرين من شباط عام 1909م الموافق الثالث من شهر صفر سنة 1327هـ وذلك في بلدة توزر في تونس .
أبو القاسم الشابي هو ابن محمد الشابي الذي ولد عام 1296هـ ( 1879 ) وفي سنة 1319هـ ( 1901 ) ذهب إلى مصر وهو في الثانية والعشرين من عمره ليتلقى العلم في الجامع الأزهر في القاهرة.
ومكث محمد الشابي في مصر سبع سنوات عاد بعدها إلى تونس يحمل إجازة الأزهر.
ويبدو أن الشيخ محمد الشابي قد تزوج أثر عودته من مصر ثم رزق ابنه البكر أبا القاسم الشابي ، قضى الشيخ محمد الشابي حياته المسلكية في القضاء بالآفاق ، ففي سنة 1328هـ 1910 م عين قاضيا في سليانه ثم في قفصه في العام التالي ثم في قابس 1332هـ 1914م ثم في جبال تالة 1335هـ 1917م ثم في مجاز الباب 1337هـ 1918م ثم في رأس الجبل 1343هـ 1924م ثم انه نقل إلى بلدة زغوان 1345هـ 1927م ومن المنتظر أن يكون الشيخ محمد نقل أسرته معه وفيها ابنه البكر أبو القاسم وهو يتنقل بين هذه البلدان .
ويبدو أن الشابي الكبير قد بقي في زغوان إلى صفر من سنة 1348هـ – أو آخر تموز 1929 حينما مرض مرضه الأخير ورغب في العودة إلى توزر ، ولم يعش الشيخ محمد الشابي طويلاً بعد رجوعه إلى توزر فقد توفي في الثامن من أيلول –سبتمبر 1929 الموافق للثالث من ربيع الثاني 1348هـ. كان الشيخ محمد الشابي رجلاً صالحاً تقياً يقضي يومه بين المسجد والمحكمة والمنزل .
وفي هذا الجو نشأ أبو القاسم الشابي ومن المعروف أن للشابي أخوان هما محمد الأمين وعبد الحميد أما محمد الأمين فقد ولد في عام 1917 في قابس ثم مات عنه أبوه وهو في الحادية عشر من عمره ولكنه أتم تعليمه في المدرسة الصادقية أقدم المدارس في القطر التونسي لتعليم العلوم العصرية واللغات الأجنبية وقد أصبح الأمين مدير فرع خزنة دار المدرسة الصادقية نفسها وكان الأمين الشابي أول وزير للتعليم في الوزارة الدستورية الأولى في عهد الاستقلال فتولى المنصب من عام 1956 إلى عام 1958م. وعرف عن الأمين أنه كان مثقفاً واسع الأفق سريع البديهة حاضر النكتة وذا اتجاه واقعي كثير التفاؤل مختلفاً في هذا عن أخيه أبي القاسم الشابي. والأخ الآخر عبد الحميد .
يبدو بوضوح أن الشابي كان يعلم على أثر تخرجه في الزيتونة أو قبلها بقليل أن قلبه مريض ولكن أعراض الداء لم تظهر عليه واضحة إلا في عام 1929 وكان والده يريده أن يتزوج فلم يجد أبو القاسم الشابي للتوفيق بين رغبة والده وبين مقتضيات حالته الصحية بداً من أن يستشير طبيباً في ذلك وذهب الشابي برفقة صديقة زين العابدين السنوسي لاستشارة الدكتور محمود الماطري وهو من نطس الأطباء ، ولم يكن قد مضى على ممارسته الطب يومذاك سوى عامين وبسط الدكتور الماطري للشابي حالة مرضه وحقيقة أمر ذلك المرض غير أن الدكتور الماطري حذر الشابي على أية حال من عواقب الإجهاد الفكري والبدني وبناء على رأي الدكتور الماطري وامتثالاً لرغبة والده عزم الشابي على الزواج وعقد قرانه.
يبدو أن الشابي كان مصاباً بالقلاب منذ نشأته وأنه كان يشكو انتفاخاً وتفتحاً في قلبه ولكن حالته ازدادت سوءاً فيما بعد بعوامل متعددة منها التطور الطبيعي للمرض بعامل الزمن والشابي كان في الأصل ضعيف البنية ومنها أحوال الحياة التي تقلّب فيها طفلاً ومنها الأحوال السيئة التي كانت تحيط بالطلاب عامة في مدارس السكنى التابعة للزيتونة.
ومنها الصدمة التي تلقاها بموت محبوبتة الصغيرة ومنها فوق ذلك إهماله لنصيحة الأطباء في الاعتدال في حياته البدنية والفكرية ومنها أيضاً زواجه فيما بعد.لم يأتمر الشابي من نصيحة الأطباء إلا بترك الجري والقفز وتسلق الجبال والسياحة ولعل الألم النفساني الذي كان يدخل عليه من الإضراب عن ذلك كان أشد عليه مما لو مارس بعض أنواع الرياضة باعتدال.
يقول بإحدى يومياته الخميس 16-1-1930 وقد مر ببعض الضواحي : " ها هنا صبية يلعبون بين الحقول وهناك طائفة من الشباب الزيتوني والمدرسي يرتاضون في الهواء الطلق والسهل الجميل ومن لي بأن أكون مثلهم ؟ ولكن أنى لي ذلك والطبيب يحذر علي ذلك لأن بقلبي ضعفاً ! آه يا قلبي ! أنت مبعث آلامي ومستودع أحزاني وأنت ظلمة الأسى التي تطغى على حياتي المعنوية والخارجية ".
وقد وصف الدكتور محمد فريد غازي مرض الشابي فقال: " إن صدقنا أطباؤه وخاصة الحكيم الماطري قلنا إن الشابي كان يألم من ضيق الأذنية القلبية أي أن دوران دمه الرئوي لم يكن كافياً وضيق الأذنية القلبية هو ضيق أو تعب يصيب مدخل الأذنية فيجعل سيلان الدم من الشرايين من الأذنية اليسرى نحو البطينة اليسرى سيلاناً صعباً أو أمراً معترضاً ( سبيله ) وضيق القلب هذا كثيرا ما يكون وراثياً وكثيراً ما ينشأ عن برد ويصيب الأعصاب والمفاصل وهو يظهر في الأغلب عند الأطفال والشباب مابين العاشرة والثلاثين وخاصة عند الأحداث على وشك البلوغ ".
وقد عالج الشابي الكثير من الأطباء منهم الطبيب التونسي الدكتور محمود الماطري ومنهم الطبيب الفرنسي الدكتور كالو والظاهر من حياة الشابي أن الأطباء كانوا يصفون له الإقامة في الأماكن المعتدلة المناخ. قضى الشابي صيف عام 1932 في عين دراهم مستشفياً وكان يصحبه أخوه محمد الأمين ويظهر أنه زار في ذلك الحين بلدة طبرقة برغم ما كان يعانيه من الألم ، ثم أنه عاد بعد ذلك إلى توزر وفي العام التالي اصطاف في المشروحة إحدى ضواحي قسنطينة من أرض القطر الجزائري وهي منطقة مرتفعة عن سطح البحر تشرف على مساحات مترامية وفيها من المناظر الخلابة ومن البساتين ما يجعلها متعة الحياة الدنيا وقد شهد الشابي بنفسه بذلك ومع مجيء الخريف عاد الشابي إلى تونس الحاضرة ليأخذ طريقة منها إلى توزر لقضاء الشتاء فيها.
غير أن هذا التنقل بين المصايف والمشاتي لم يجد الشابي نفعاً فقد ساءت حاله في آخر عام 1933 واشتدت عليه الآلام فاضطر إلى ملازمة الفراش مدة. حتى إذا مر الشتاء ببرده وجاء الربيع ذهب الشابي إلى الحمّة أو الحامه ( حامة توزر ) طالباً الراحة والشفاء من مرضه المجهول وحجز الأطباء الاشتغال بالكتابة والمطالعة. وأخيراً أعيا الداء على التمريض المنزلي في الآفاق فغادر الشابي توزر إلى العاصمة في 26-8-1934 وبعد أن مكث بضعة أيام في أحد فنادقها وزار حمام الأنف ، أحد أماكن الاستجمام شرق مدينة تونس نصح له الأطباء بأن يذهب إلى أريانا وكان ذلك في أيلول واريانا ضاحية تقع على نحو خمس كيلومترات إلى الشمال الشرقي من مدينة تونس وهي موصوفة بجفاف الهواء.
ولكن حال الشابي ظلت تسوء وظل مرضه عند سواد الناس مجهولاً أو كالمجهول وكان الناس لا يزالون يتساءلون عن مرضه هذا : أداء السل هو أم مرض القلب؟. ثم أعيا مرض الشابي على عناية وتدبير فرديين فدخل مستشفى الطليان في العاصمة التونسية في اليوم الثالث من شهر أكتوبر قبل وفاته بستة أيام ويظهر من سجل المستشفى أن أبا القاسم الشابي كان مصاباً بمرض القلب.
توفي أبو القاسم الشابي في المستشفى في التاسع من أكتوبر من عام 1934 فجراً في الساعة الرابعة من صباح يوم الأثنين الموافق لليوم الأول من رجب سنة 1353هـ. نقل جثمان الشابي في أصيل اليوم الذي توفي فيه إلى توزر ودفن فيها ، وقد نال الشابي بعد موته عناية كبيرة ففي عام 1946 تألفت في تونس لجنة لإقامة ضريح له نقل إليه باحتفال جرى يوم الجمعة في السادس عشر من جماد الثانية عام 1365هـ. .
رحمك الله يا أبا قاسم الشابي ..!

أبلغ ما في ..

.
أبَلغُ ما في السياسة والحُب معاً : أن تقالَ الكلمةُ وفي معناها الكلمةُ التي لا تُقال ..
.
الرافعي
.


أبَلغُ ما في السياسة والحُب معاً : أن تقالَ الكلمةُ وفي معناها الكلمةُ التي لا تُقال ..


الرافعي

حوار على باب المنفى ..! للساخر الكبير: ( أحمد مطر )

رغم لغة السخرية والهجاء في شعر أحمد مطر، إلا أن هذا النص باذخ الوجع،ناضح بالوجد العظيم..
لماذا الشعر يا مطرُ؟

- أتسألني
لماذا يبزغ القمرُ؟
لماذا يهطل المطرُ؟
لماذا العطر ينتشرُ؟
أتسألني ..
لماذا ينزل القدرُ؟!
أنا نبت الطبيعة
طائر حرُ،
نسيم بارد،حَرَرُ
محار دمعه دررُ!
أنا الشجرُ
تمد الجذر من جوع
وفوق جبينها الثمرُ
أنا الأزهارُ
في وجناتها عطرُ
وفي أجسادها إبرُ!
أنا الأرض التي تُعطي كما تعطى
فإن أطعمتها زهراً
ستزدهرُ.
وإن أطعمتها ناراً
سيأكل ثوبك الشررُ
فليت اللات يعتبرُ
ويكسر قيد أنفاسي
ويطلب عفو إحساسي
ويعتذرُ!
******
لقد جاوزت حد القول يا مطرُ
ألا تدري بأنك شاعر بطرُ
تصوغ الحرف سكيناً
وبالسكين تنتحرُ؟!
_ أجل أدري
بأني في حساب الخانعين اليوم
منتحرُ
ولكن ..أيهم حيٌ
وهم في دورهم قبروا؟
فلا كف لهم تبدو
ولا قدم لهم تعدو
ولا صوت،ولا سمع،ولا بصرُ
خراف ربهم علفٌ
يقال بأنهم بشرُ
*******
شبابك ضائع هدراً
وجهدك كله هدرُ
برمل الشعر تبني قلعة
والمد منحسرُ
فإن وافت خيول الموجِ
لا تبقي ولا تذرُ!
_هراءٌ..
ذاك أن الحرف قبل الموت ينتصر
وعند الموت ينتصرُ
وبعد الموت ينتصرُ
وأن السيف مهما طال ينكسرُ
ويصدأ ثم يندثرُ
ولولا الحرف لا يبقى له ذكرٌ
لدى الدنيا ولا خبرُ
********
وماذا من وراء الصدق تنتظرُ؟
سيأكل عمرك المنفى
وتلقى القهر والعسفا
وترقب ساعة الميلاد يومياً
وفي الميلاد تحتضرُ!
ما الضررُ؟-
فكل الناس محكومون بالإعدامِ
إن سكتوا ،وإن جهروا
وإن صبروا، وإن ثأروا
وإن شكروا ،وإن كفروا
ولكني بصدقي
أنتقي موتاً نقياَ
والذي بالكذب يحيا
ميت أيضاً
ولكن موته قذرُ!
******
وماذا بعد يا مطر؟
-إذا أودى بي الضجرُ
ولم أسمع صدى صوتي
ولم ألمح صدى دمعي
برعد أو بطوفان
ساحشد كل أحزان
يوأحشد كل نيراني
وأحشد كل قافية
من البارود
في أعماق وجدان

يوأصعد من أساس الظلم للأعلى
صعود سحابة ثكلى
وأجعل كل ما في القلبِ
يستعرُ
وأحضنه .. وأنفجرُ


أحمد مطر ..!!



الجمعة، 20 مارس 2009

( ـ ) مسكين يا إبليس ( ـ ) ..!

( ــــ ) مسكين يا إبليس !! ( ــــ )

الرحمة ..
تجري في دمي .. وتسيل مع دموع عيني .. وتبتسم مع أسناني الصفراء .. وتسير في عروقي .. أمشي من أجلها .. وأبكي لشئنها .. وأضحك كرمال عينيها .. أحزن لانعدامها .. وأفرح لوجودها .. وأصيح لفرضها .. وأنادي لبقائها .. وأمزق ( هدومي ) عند اندثارها .. وأنتف شعري لاختفائها .. وأجن عندما لا أراها .. وأهبل حينما ندوسها ..
ومن قمة رحمتي الشاهقة التي وصفتها لكم .. سأقول كلمة حق عند بني البشر .. لا أخاف فيها لومة لائم .. فلقد مللت من ظلم العامة منكم.. واتهام الخاصة منكم .. للمدعو " إبليس !! .. فلكم سمعت أذني تحذير منه .. وأنه هو أبو المصائب وأمها !!
مسكين يا إبليس .. كل من أتى اتهمك في ظهرك .. ورماك على وجهك .. وقذفك دون تريث .. الأطفال يسبونك .. والنساء يدعون عليك .. والرجال يتهمونك .. الطلاق بسببك .. والرسوب خلل منك .. والفشل بقيادتك .. فرقت بين الأصحاب .. وهدمت البيوت .. ومزقت العلاقات .. وخربت المنازل .. وشتت الأحباب ..
أبعدت الأخ عن أخيه .. والابن عن أبيه .. والبنت عن أمها .. والصاحب عن صاحبه .. والزوج عن زوجه .. الكل يشتكى منك .. والكل يتعوذ منك .. يُجرح أحدهم في رأسه فيلعنك .. ويُمزق نعل الآخر فيلعنك .. ويُشق جيب زيدهم فيلعنك .. ويُطرد عمرهم من وظيفته فيلعنك .. ويُجلد زيد آخر على قفاه فيلعنك .. وعندما لا يقبل عمرو آخر في جامعة يلعنك .. وعندما زيد .. وعندما عمرو ..
حتى اللص عندما يسرق و يتم القبض عليه يتهمك .. بل وحتى الفاجر الذي غرق في وحول فجره وكفره عندما يفقد حبيبته التي سيزني بها يلعنك .. بل وحتى القاتل الذي يفقد النفس التي كان يرمي إلى قتلها وتمزيقها إربا إربا يلعنك ..
مسكين يا إبليس ..
في عالم كله ينادي للسلام .. والدعوة إلى التعايش .. وقبول الآخر .. لم أرى من ينادي إلى السلام معكم .. وتبادل الخبرات .. وأنت أكبر معمر على وجه الأرض .. ويكفي أن عملك شريف .. ووظيفتك جميلة .. تشرح الصدور .. وتحرس القلوب .. وتجري في الدم مع الكريات الدم الحمراء والبيضاء .. وتغسل أذان خلق كثير عند بزوغ شمس يوم جديد .. دون إزعاج ودونما أثر .. فشكرا لك من الأعماق على غسيلك الدائم .. وشكرا لك على حرصك على كرياتنا ـ الحمراء البيضاء .. وشكرا لسهركم الدائم على رؤوسنا .. ووقوفكم المتكرر معنا .. بشكل ملاحظ وواضح جدا .. هجرتم النوم من أجلنا ..
فشكرا لك ـ يا إبليس ـ من أعماق زبالة بيتنا .. مكانك المفضل .. وسردابك الدائم !!!! ومجلسكم العامر !!

معلومات خطيرة .. من السيرة الذاتية ..!

معلومات خطيرة !! من السيرة الذاتية
· في جوالي 23 رسالة كلها كلمي ( اتصل بي ) إلا ثلاثة ..
الأولى : يا حمار لا تزعجني ما عندي فلوس ، الثانية : جب معك موية بسرعة !! الثالثة : تخفيضات هائلة تصل إلى 50 % اتصل نصل .
· في حياتي كلها وصلت إليّ هديتان :
الأولى : من والدتي لما كنت صغيرا أثناء عودتها من الحج . الثانية : من مدير المدرسة وقصتها أن مدرس الرياضيات سألني عن جدول الضرب فلم أعرف الإجابة فضربني حتى سال دمي عند ذلك لم أتحمل تلك اللكمات الموجعة والضربات المؤلمة فقررت أن أبكي بأعلى صوتي بين أبناء فصلي لعلي أن أٌرحم فبكيت بدموع القهر قبل دموع الألم فسمع المدير ذلك العواء فحضر مسرعا ووجدني عند باب الفصل فأخبرته بالذي حصل فأهداني علبة مناديل أمسح بها دموعي وشيء من دمائي النازفة ..
· على مر الزمان الغابر لم أربح في دنياي إلا مرة واحدة وهي لما كنت في قريتنا التي لم يبقى منها شيء حتى اسمها نسيته والعجيب أني كلما أتيت إلى أمي أسألها عن اسم القرية تقول أظنها كذا ثم إذا عدت إليها بعد حين وإذا بها تقول لي أظنها كذا تأتي باسم آخر ، حتى يومك هذا لم تبت أمي على اسم واحد فأصبح لقريتنا ما يقارب المائة والخمسون اسما .. المهم كان هناك دكان في تلك القرية المسكينة وكان الجهل ملازم لها فلا علم ( ولا هم يحزنون .. ) أقام هذا الدكان مسابقة عريقة لم يشارك بها إلا اثنين من الرجال وطفل لا أعرف منهما الرجلان .. وبعد منافسة شديدة بينهما انتهت المسابقة بفوز احدهما الذي لما رأى الجائزة قال هذي لا تصلح لي دعوها للأطفال فالتفت إليّ وقال دونك إياها وكان عمري في تلك السنة قد جاوز العشرين .
· من صفاتي أني أنسف كل ما كان أمامي من المأكولات ، فعندما تأتي أمي بأكل من جارنا الغني ألتقمه لقمة واحدة لأنه تمرة أو تمرتان ، الأجمل في هذه التمرات خشونتها فهي تبقى في فمي لدقائق معدودة دون مضغ .
· لا أؤمن بأن هناك أسلوب للحوار سوى ما قد كتب في الكتب فلا تطبيق له ومن سولت له نفسه بذلك فليتحمل جنونه .
· في مدرستي معلم كثيرا ما يضربني لاتساخ ثوبي وأحيانا لانقطاع نعلي وثالثة من أجل رائحة جسدي ، يريد أن يؤدبني ويربيني ويعلمني أن أتنظف وأهتم بنفسي وما يعلم أن مخزن بيتهم أكبر من بيتنا المتهالك وراتب سائقهم أكثر من دخلنا السنوي .
· كثيرا هي المواقف التي تعكر عليّ حياتي رغم ويلاتها اللاسعة فمرة كنت ألعب مع أختي الصغيرة أسماء أريد أن أهون عليها شيء من الجوع حتى تأتيها ساعة النوم لا أريدها تبكي ولا أريدها تتألم ولا تتوجع لكن الفاجعة التي صبت دموعي صبا هو سؤالها أخي متى أموت ؟ متى أموت ؟
· لدي ثوب قصير جدا ليس ذلك دينا ما هو إلا صدقة من رجال الدولة حصلت عليها قبل سنوات وما زلت ألبسه إلى يومك هذا .

الحرية مصلوبة .. مطلوبة .. ( لا أدري ) ..!

الحرية مصلوبة .. مطلوبة لا أدري
لا تتهموني بالجنون والسفاهة .. فإني كذلك منذ زمن فلا تضيعوا الوقت في تأكيد ذلك ... وما عاد الجنون عيب ..نظرة :كثيرا ما قلبت عيني الجميلتين بقراطيس تتكلم عن الـــ ) حــــــــ ـــــر يـــــــــ ــــــــة ) فزدت قناعة ( وتورطت ) فابتسامة :وكثيرا ما حركة أناملي الجميلة العاشقة لكتابة مشاكسات عن الـــ ( حــــ ــر يــ ـــة ) فتحمست لها وسعدتفغمزة :وكثيرا ما صرخت بلساني وصدعت به حتى أصبح طويلا على أعداء الـــ ( حـــ ــر يــ ـــة ) .. فهمسة :عشت أيام أسميتها أيام الـــ ( حــــــــ ـــــر يـــــــــ ــــــــة ) فالليل حر والنهار حر ..فكلام :ورددت كلمات أطلقت عليها حروف الـــ ( حــــــــ ـــــر يـــــــــ ــــــــة ) كنت أنشدها أحيانا ..فحب :ملكت الـــ ( حــــــــ ـــــر يـــــــــ ــــــــة ) .. كل شيء فيّ .. حتى أني أصبحت أعشقها وأهيم بها ..فموعد:وبدأت أنشرها بين الناس .. وأزيدهم ثقافة حولها .. فأهدي هذا كتاب .. وأعطي هذا شعرا .. وأرسل إلى آخر رسالة .. طبعا كلها تدور حول الـــ ) حــــــــ ـــــر يـــــــــ ــــــــة ) ..فعناق :وبعد هذي القصة الطويلة بالصفحات والمليئة بالفصول جاء موعد العناق مع رجال الدولة ولصوص الـــ ( حــــــــ ـــــر يـــــــــ ــــــــة ) .. وأعداء الـــ ( حــــ ـــر يـــــــ ــــــة ) .. فدعوني إلى صومعة جديدة جميلة المنظر وحسنت المظهر لكن يعيبها عذابها فقط ..وهكذا بدأت علاقتي مع الحرية وهكذا انتهت .!!فلا حرية بعد اليوم ..

قصة .. ( حريق قلب ) ..!

قصة .. حريق القلب
بداية اسمحوا لي أيها الفضلاء أن أعتذر لكم عن هذه الورقات المبكية .. وعن هذه الحروف المحزنة .. وعن هذه العبارات المؤلمة .. فلا تلموا سطور ورقاتي .. فما هي إلا شيء من معاناتي .. ولا تستغربوا من شكاتي .. فلم أجد سواكم يستمع لنبراتي ..
لا جديد في الدنيا فكلها مآسي .. وكل أناس فيها يقاسي ..
قصتي طويلة لا نهاية لها .. ومتعبة لا راحة فيها .. وضيقة لا سعة فيها .. وحارة لا برودة فيها .. ومعركة لا سلام فيها .. وجحيم لا جنة فيها .. ونيران لا ماء فيها .. وليل لا نهار فيه .. وصحراء لا زلال بها .. وسوداء لا بياض فيها .. ومقدمة لا خاتمة لها ..
قصة يصعب عليّ سرد كل حقائقها.. فهي محرقة وموجعة .. ولاسعة ولاذعة .. فالدموع من اجلها سيّالة .. والأحزان لذكرها ميّالة .. آلامها سياط .. وذكرها أشواك .. وتذكرها عذاب .. والتفكير فيها أوجاع .. وكتابتها انتحار !! .. ونشرها جريمة .. وتوزيعها عداوة للسعادة ..
لا أستطيع أن أذكر لكم منها أيها الأحبة إلا اليسير .. واليسير فيها عناء ودعوة صريحة للبكاء والحزن .. لكن سأكتب لكم حواف هذه القصة وأطرافها .. التي سترون فيها حياة عجيبة .. وشؤون رهيبة .. ومواقف عصيبة .. هذا في أطراف القصة فكيف لو خضنا بداخلها .. ووقفنا على كل معانيها ... ولامسنا أحداث أيامها ولياليها .. وعرفنا كل ما فيها من ألفها إلى يائها .. ومع ذلك لن أذكر لك أيها الحبيب منها إلا قليل القليل والقليل مؤلم حتى النخاع !! .. والله المستعان .
قصة كثير ما أفكر فيها .. وكثير ما أجاهد نفسي لنسيان شي منها .. ألزم نفسي إذا مر ذكرها في ذهني على تركها وعدم الالتفات إليها.. أحاول سريعا بطردها من مخيلتي وصرفها عنّي ورميها في مهملات الأوجاع.. دائما ما أحاول أنساها مرات ومرات .. لكن لا جدوى .. ولا حيلة ..
قصة عندما أصبح أجدها عالقة فيّ .. وأمسي لأرائها أمام عينيّ .. ضيقت عليّ الدنيا .. وسوّدت الحياة بناظريّ .. وكرّهت الناس إليّ .. وطوّلت ساعات يومي .. وضاعفت ليالي حزني .. لا جمال فيها إلا الصبر .. ولا روعة فيها سوى الدموع .. تغرس في قلبك الهم .. و تزرع فيه الغم .. وتحصد منه الكآبة والمآسي والألم .. وتثمر الحزن والضيق والقلق ..
قصة أتعبتني كثيرا .. وأرهقتني على ما يعلوني من إرهاق .. زادة الطين بلة .. وجعلت الأفراح أحزانا .. والأحزان سكنى لنا ودارا ..
قصة .. من بعدها ضيعت الفرح .. وفقدت الأنس .. وفارقت الأصدقاء .. وأصبحت أحلم بالابتسامة .. وكأني السعادة حرمت عليّ ..
قصة أجلستني مع الحزن .. وعرفتني بالهم .. وأقعدتني بجوار الدمع .. وعانقتني باليأس .. وصادقتني بالحيرة .. وجاورتني بالبكاء .. وألزمتني بالوحدة ..
عذرا أيها القارئ إذا تفجرت دموعك .. وتحركت نبضات قلبك واهتزت عروقك .. ووقف رأس شعرك وتبدل لونك .. وتغير ت حالك من فرح إلى ترح .. وأخذت أمورك بانتكاسة.. وشؤونك بتعاسة .. وعشقت الجلوس لوحدك .. لثقل همك .. ولعظم ما ألمك .. معذرة على الإزعاج .. فالقصة تعكر المزاج .. وترحب بالحزن بكل ابتهاج ..
قصة .. تكتم الضحكة .. وتسيّل الدمعة .. وتطرد الفرحة .. وتخنق العبرة .. وتبعد البسمة .. قصة .. تجدني ضعيفا أمامها .. ومسكينا عند عباراتها .. وهزيلا في سرد جولاتها .. ونحيلا في الصبر على صولاتها .. ومظلوما أمام قسوتها .. وباكيا على عتبات بابها .. وشريدا بين طيات أحداثها .. وأسيرا في سجون أنغامها ..
قصة .. دائما ما تجلسني لوحدي .. ولو كنت مع أمي وجدي .. لا ترى لي حراك .. ولا همس ولا حتى حِكاك .. الجسم جامد .. والدمع هادر .. والصمت يملئ غرفتي .. ويغطي جلستي .. ويحرس وحدتي ..
لا أظن أحد في هذه الدنيا يعاني من هذه الحياة مثلي .. ويكره هذه الدنيا ككرهي .. واقرأ القصة لتعرف ذلك .. واحكم على ما قلت كما بدالك .. لا قصة كهذه القصة .. الموجعة بقذائفها .. والدائمة بتكرارها .. والمحرقة بنارها .. والمبكية لذكر أحداثها ..
قصة لو كتب عنها الشعراء لتركوا الشعر .. ولو جلس لمناقشتها المفكرين لاعتزلوا البشر .. ولو التفت إليها الملوك لتركوا العروش .. ولو وضعت في دروسنا لعطلت الدراسة .. ولو أهدت إلى أعدائنا لفروا من لقائنا ..
قصة .. كلما تحدثت عنها هاج المجلس وعاج بالبكاء .. وضج الناس حتى تظن أن القيامة قامت .. والصور نفخ .. والصراط نصب .. والحساب حان وقته .. وجاء زمنه .. وكل يقول نفسي نفسي ..
قصة .. مكبلة بالحرمان .. وموصدة بالظلم والطغيان .. قصة .. يا ويح من قرأها .. ويا ويل من ناظرها .. ويا حسرةً على من رواها وحفظها .. ويا عذاب من سمعها .. ويا تعاسة من تهجى حروفها ..
قصة .. لابد للدهر أن يمسحها .. ويجب على الزمان أن يشطبها .. وينبغي على المفتي أن يحرمها .. وعلى الراعي أن يمنعها ..
قصة .. إذا كنت تريد السعادة لا تقرأها .. وابتعد عنها واترك مغازلتها .. واهجر صفحاتها وشتت سوادها .. قصة .. إذا كنت تطلب الراحة فاقطع مطالعتك .. واذهب إلى نومك وعوض ما فاتك .. أو اقرأ شي يفرحك ويعلمك شيء من حياتك .. وإذا أردت الحزن الدائم .. والصياح والمآتم .. ومصاحبة الملاحم .. فأتم مطالعتك ولا تفارقها .. واحرص أن تقرأها حتى نهايتها ..
قصة .. لا أتوقع أحد يصبر عليها .. ولا يتريث حتى نهايتها .. تفجر النفوس .. وتشعل الروؤس .. .. نبأها جلل .. فهي تشيب الطفل .. وتعمي المبصر .. وتخرص المتكلم ..
لا أدري كيف سأستمر في كتابة سطورها .. ولكن حسبي أن من سيقرؤها هم أحبتي وإخوتي .. فدونكم شيء من مأساتي .. وصفحة من وجعاتي .. وجبال من حسراتي .. وبحار من ويلاتي .. وسحب من آهاتي ..
لا . لا . معذرة أخي القارئ لا أستطيع أن أكتب من قصتي ولا حتى سطر واحد .. حاولت ولكن نفسي تمنعت .. طلبتها فرفضت .. رجوتها فنهرتني .. شحذتها فطردتني .. لذلك أستبيحك العذر فلا أستطيع أن أروي عليك شيء من تلكم القصة الفظيعة .. وما ذاك إلا لأني أحبك .. فلا أريد أن أضرك .. ولا أريد أن أضيق عليك جمال حياتك .. وروعة دنياك .. فدعني وحيد الهم .. ولا تهتم ..
خل واحد منا يصبح جريح وواحد يعيش الحياة ويفلها

( حياة طفل ) لم يتجاوز الثلاثين من عمره ..!!

( حياة طفل ) !!! لم يتجاوز الثلاثين من عمره !!

تأملت .. ثم تألمت ..
ووقفت .. حتى فقت ..
وعشت .. حتى " شعت " ..
كتبت .. حتى بكيت ..
.. لا أدري لكن سيموت بإذن الله .. ( ادعوا له بالموت فهو يعاني من دنياكم ) طفل ..قصصه تبكيه وتضحك غيره .. وأفعاله تهلكه ويعيش غيره .. البراءة منحوتة في جبينه .. والبساطة عالية فوق هامته ..
من هو ؟ من هو ؟ من هو ؟ !!!
عُرف وهو صغير بسرواله الأصفر .. ودمعته السيّالة .. وصوته الشجي .. ولعبته " الخربانة " .. ووجه المحزن .. وروحه الأسيفة .. وجسده الهزيل .. وقلبه الطري .. وصدره الخائف .. وشخصه المظلوم .. ونومه المرعب .. يحب الوحدة .. ويطلب الخلوة .. ويعشق الظلمة .. ويتمنى الموت .. ويخاف الحياة .. يبكي الليل لوحده .. ويعيش النهار لوحده ..
همومه نشأت معه .. ويقيت عنده .. حتى شابت معه .. ذاب بين الهم والغم .. واستسلم للنكد والوجع .. وركن للبؤس والقنوط ..
يتيم الأب .. ووحيد الدرب .. عندما يكلمه القوم فليس هناك إلا السب .. ولا يعرفونه إلا عن السلب والنهب ..
مسكين متهم دائما وأبدا .. ألعوبة أهل الأرض .. وأضحوكة زمانه .. مشرد بين قومه .. ومعذب عند أهله .. وأسير في أسرته .. حت قال ذات يوم " إن كان أسرى كوبا بمثل ما أنا عليه لهم في شقاء دائم " .. أيامه عذاب .. ولياليه سراب .. التعاسة له بالمرصاد .. فلا مفر ولا مهرب منها إلا إليها .. حتى سمع أحدهم يقول .. تعاستك تعاستك نود لك تعاستك ..
حالته أنين في أنين .. وكأنه في ليلة من ليال العابدين .. بكائه له أزيز كأزيز المرجل .. ولو رفع صوته لاتهم بالرياء .. وطلب السمعه .. وما دروا أن دموعه وقف للدنيا .. ونشيجه عزف للكون .. ولحن للعالم .. وحداء للمهمومين .. وإهداء للأبرياء .. لا يمل الصياح .. لأنه رائد له .. ولا يكل من الصراخ لأنه عاشق له .. تعوّد ذلك حتى دون سبب .. لأنه يعمل بشعاره البكاء لنا والحزن لنا والبؤس لنا .. حتى في الفرح يبكي .. فإذا أعلن العيد بكى .. وذهب لزاويته وجثى .. وراح يفجر عيونه .. ويستمطر دموعه .. ويضرب خدوده .. مآسيه تترى .. وأحزانه تبقى .. وهمومه تحيى
هكذا هو في طفولته ..
الجوع ملازماً له .. والفقر مصاحباً له .. فاسألوا كل منهما عن شيخه .. فما عساهما إلا أن يقولا هو هو ..
الخبز اليابس أحلى وجباته .. والماء الملوث يروي عطشه .. ويسد جوعه .. لا تحسبوه عالما بقول الحبيب صلى الله عليه وسلم ( بحسب ابن آدم لقيمات يقيمن صلبه ) .. فهو حتى هذه اللقيمات لا يكاد يجدها ..
هكذا هي طفولته ..
الشقاء يحيط به كأمريكا .. والحماقة تعانقه كإسرائيل .. والأيام تخيفه كالنووي .. والمشاكل تطارده كالصومال .. والمآسي تعرفه كالعراق ..

.. أبو يزيد

ولذلك قررت الانتكاسة ..!

قررت الانتكاسة ..
لا تستغربوا من عنوان هذا المقال ولا تتعجبوا من حروفه ولا تندهشوا من رسمه المخيف فقراري سليم ( فيما أظن ) فرب ضارة نافعة وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم . كم كنت أتردد في قول هذه الجملة سواء بلسان رأسي أو بلسان قلمي لكن قد آن الأوان لكي أسمعها وأخطها للجميع دون خوف أو تردد أو ارتباك فالوقت قد حان وآن .. فلا تنصدموا فالإنسان باحث .. أبشركم : قررت الانتكاسة .. وليصفى لكم الجو .. يا أقزام فلتتطرب آذان الخبثاء ولتمرح أسماعهم النتنة ولتفرح بسماع هذا الخبر ولتطبل طبلات أذانهم المقززة .. ولتدمع عيونهم دمعات الفرح ولتستلذ بقراءة هذه الجمل ولتتكحل بهذه الأسطر اللامعة فيما يظنون!!! وليرسلوا لي التهاني والتبريكات عبر الهاتف عبر الفاكس عبر الإيميل (في الأسفل ) فهم مبادرون كما عرف عنهم .. وليجتمعوا زرفات ووحدانا وليلتموا من كل حدب وصوب وليعجلوا قبل دنو الأجل فالأرواح بيد الله.. وليشتروا الألعاب النارية والزينات التجميلية والهدايا العطية والدروع التذكارية والشهادات التقديرية وليرشوا أرضهم بالورود والياسمين وليفرشوها بالسجاد التركي وليكثروا من البخور الكمبودي وليفعلوا ذلك كله في أضخم القصور وأجمل الدور وإن شئم فاجعلوا فرحكم في رياض الأندلس أو في ربوع أندنيسا أو في أرجاء الصين أو عند الأهرامات أو في الزيتونة أو في فيافي الجزيرة وذلك أضعف الإيمان وما ذاك إلا لعظم المناسبة التي لطالما انتظرتموها على أحر من الجمر وليس من عاداتكم وتقاليدكم أن تفوتوا مثل هذه المناسبات التي تعني لكم ما تعني..
يا الله ما أجمل الانتكاسة !!
أخيرا وجدت نفسي وتعرفت على ذاتي وانقشعت الغمامة التي كانت تدور أمام بصري واختفى ذاك السراب الخادع فقررت الانتكاسة لأني .. كنت مجرما وأنا أعترف لكم جميعا كنت مجرما .. مروجا لبعض الأفكار بيّاع لبعض الألفاظ خاطف لبعض الحقوق ظالم خائن نصاب جاهل كذاب .. هذه هي حقيقتي فكبف تريدوني لا أنتكس .. بأي وجه أواجهكم أيها القضاة وبأي لسان أتحدث معكم أيها البلغاء وبأي دليل أحجكم أيها العلماء .. مجرم!! كيف يجرؤ على الحديث .. مجرم!! كيف يجسر على النقاش .. فجرائمي واضحة للجميع ناصعة بيضاء بل سوداء مليئة بالحيص والبيص . وبما أني كُشفت أمام العيون وعُريت في صورة واضحة .. كيف لي أن أستمر ؟؟؟ كيف أستطيع أن أستمر في تنفيذ خططي التنظيمية السرية وقد بانت كالبدر بل كالشمس .. لخبطتوا أوراقي يا شلة المطاوعة
يا الله ما أجمل الانتكاسة !!
كأنني كنت مخنوقا منذ فترة ليست بالهينة لا أستطيع أن أتنفس هواء نقيا صافيا وكأنه كان على راسي جبال الهملايا مع جبال السروات و أجزاء من جبل أحد وشيء من حطام مبنى التجارة فلا أستطيع أن أتحرك أو أدب ولكن أبشركم يا أقزام قد رحل وأفل وتلاشى كل ذلك منذ أن قررت الانتكاسة ولو كنت أعلم ذلك لاخترت هذا الطريق من البدايات ولكن لا شكر الله لكم تلميعكم لي هذا الطريق المغلق المميت المتحجر ..
يا الله ما أجمل الانتكاسة !!
سوف أركض برجليّ ويديّ وأغامر بشحمي ولحمي لكي أكون علماني لبرالي قومي ملحد شيعي بعثي نصيري حداثي إنساني أي شيء لكن أعمل ضدكم وأدمر منهجكم وأفضح أمركم وأعلن سركم وأحرق أوراقكم فعرفت عنكم كل صغيرة وكبيرة فانتظروني فإني قادم لأفضحكم أمام الخلائق ولأدفنكم بكفيّ يا أقزام فلتقهقه يا سني على هذه الأشكال المتأخرة .. مسكين يا أقزام .
يا الله ما أجمل الانتكاسة !!
سأكون قريبا لبراليا فأعمل بلا عطل وأقدم بلا تحطيم وأنتج بلا حقد وأزرع فأحصد وأعطي فأشكر وأساهم بلا طرد وأشارك بلا تثريب وأتكلم بلا تكذيب وأبتسم ولا أعبس وأفرح ولا أحزن وأتنفس ولا أنخنق وأسير ولا ارجع وأذكر ولا أنكر وأحضر ولا أغيب وأحلم ولا أغضب وأجاوز ولا أعاتب وأتفهم ولا أتجاهل وأكبر ولا أصغر وأتحرك ولا أركن وأرتاح ولا أنكدر وأعيش ولا أنتحر وأتاجر ولا أرابي وأرحب ولا أصرف وأحسن ولا أسيء ..أكون مكرما لا مهانا... لدينا أسلوبا ليس بأسلوبكم الذي لا يعترف به حتى أبو جهل واسألوا المخططات عن ألسنتكم التي لابد أن يحكم عليها بالقصاص يالمطاوعة !!
يا الله ما أجمل الانتكاسة !!
ومن أول ما باشرت عملي اللبرالي الممتع الذي لا يعقب عليّ فيه الكبار ناهيك عن الأطفال تذكرت أيامي النتنة التي قضيتها معكم كلها بقيل وقال وبصال وجال وسوء الظن والزعم والانتقام للذات وحب البروز والرئاسة والسعي خلف الأشكال والمشي نحو الألقاب والتعظيم واستعباد الأطفال وكدهم ..
جلست مع زملاي الليبرالية فلا مقارنة بينكم وبينهم قلوبهم متراصة وقلوبكم متناحرة ألسنتهم نظيفة وألسنتكم قذرة ليس على بعضهم شيء وأنتم حدث بلا حرج ومع ذلك حجزتم الجنة لكم ..
أخيرا :
عندما تجتمع الخصوم .. وعندما تقوم القيامة .. وعندما أقابل المولى .. وعندما لا يكون بيني وبينه ترجمان .. سوف أحملكم المسئولية.. أقول يا رب كنت في صفهم وأحد العاملين معهم أقدم لك وأعمل لك وأفكر لك قاصدا وجهك راجيا أجرك مبتغا جنتك خائفا من نارك سنوات مضيتها بين ظهرانيهم مضت وانتهت وأنت أعلم بها كم من عمل عملته ثم أتى حقير فدمره وكم من مشروع من أجلك أنشئته ثم يأتي من يأتي طالبا مني أن أستشيره وإلا لا يقوم مشروعك فيا رب انتقم ..
قرار الانتكاسة : كما أنه يعني لكم عيدا فهوا لي أعيادا ..

فافطر كما أمرت ولا تتبع فتواهم ..!

فافطر كما أمرت ولا تتبع فتواهم .. !!
جحووووش ..
عفوا أقصد جيوووووش من الممثلين والممثلات .. وكتائب من الفنانين والفنانات .. وسرايا من العاملين والعاملات .. مرابطين في عامهم كله على صناعة أفلامهم .. وإنتاج أعمالهم .. وإتقان فنهم .. معتكفين في ساحات جهادهم الفني .. جعلوا أرواحهم وقفاً للكميرا .. وقدموا أجسادهم ريعاً للمسرح ..!
جلد لا مثيل له .. وجهاد لا تجد له نظير .. واحتساب لا يعلم له قرين .. دبيب دائم .. وحركة مستمرة .. ودوران لا ينقطع .. وسرعة وثابة ..!
لم يثني عملهم شمس حارة .. ولا ليلة باردة .. ولا فترة غابرة .. ولا لحظة قاترة .. ولا ( هيئة ) واقفة .. ولا حتى لجنة دائمة ..!
كسروا كل القيود .. وحطموا كل السدود .. وتجاوزوا جلّ الحدود .. لم يهنوا ولم يحزنوا .. ولم ييئسوا ولم يتراجعوا ..
نفروا من أجل المشاهٍد المحترم المسكين .. فاختاروا له من الممثلين أسخفهم .. ومن الممثلات أفضحهم .. ومن المخرجين ألعنهم .. ومن النصوص أخلعها .. ومن القنوات أفجرها ..!!
ليزرعوا الابتسامة على الوجوه.. فهي من أعظم القربات (الابتسامة في قلب مؤمن ) .. ومن أجل أن يحافظوا على الطفل في بيت أمه .. ويعنوا المراهق على صيامه فيلهونه عن السيجارة والخمرة .. وليساعدوا الخادمة في الطبخ .. ويسلوا الجائع ألا يسرق السنبوسة .. وليثروا المجتمع بثقافة عالية .. فيعرضوا التاريخ .. والموضة والأزياء .. وشيء من الفتوى المختااارة .. المحبوكة بالطريقة الأمريكية ..
فكم من فقير أغنوه .. وكم من صغير ربوه .. وكم من حزين أضحكوه .. وكم من يتيم رعوه.. وكم من صائم فطّروه .. وكم من عابد ألهوه .. وكم من مؤمن أزعجوه .. وكم من عاااقل أردوه .. في أسفل سافلين ..!!
يكفي ..!أن محرابهم المسرح .. وأداتهم العود والمزمار .. ورأس مالهم لميس وأمثالها ..! أجلكم الباري ..!
عام الفيلقناة الفيل الفضائيةتابعونا..!! في الحلقة القادمة ..!

عذرا ما نشستر يونايد ..!!

عذرا مانشستر على الهزيمة ..!! ( ولينصرن الله من ينصره ).

· اعذرونا على ضيافتنا السخيفة .. فما كنت طائرتكم فسيحة .. وما كانت فنادقكم مريحة .. ومع ذلك فتنتوا الجماهير باللمسة .. وأجبرتوا الحضور على الجلسة .. فاستمتعنا بالتصوير معكم .. والتوقيع منكم ..وأحرجتوا الحكم بنظافة لعبكم .. وأبهرتوا الجميع بجمال تنافسكم .. وأخجلتوا اللعيبة بتعاونكم ..من أجلكم أعدينا عدتنا .. وبدأنا بتجميع لعيبتنا .. فاخترنا من كل فرق ممكلكتنا .. لأننا إخوة متماسكون فيما بيننا .. متعاونون على منافسينا .. !!
· رأينا فيكم جمال الأخلاق .. وروعة الاتفاق .. وصدق لا نفاق .. وفوز باستحقاق .. ولعب في السماء فاق .. وللجماهير راق .. وكان علينا شاق ..
· فهنيئا لنا حضور أقدامكم .. ومبارك لعيوننا إمتاعكم .. وأعان الله الدفاع على إرباككم .. وشطارة تمريراتكم .. وكثرة مشاغباتكم .. لعبكم فن فريد ولقاءكم طبخ شديد .. وأهدافكم ذكاء وتسديد .. ومهاراتكم تطور يزيد ..
· أشعلتم الملعب بمهارة .. وأحرقتم الزرع بشطارة .. وفجرتم الدفاع بجدارة .. ولغمتم الحارس وهديتم داره .. فلم يخيفكم الحكم بالصّفارة .. ولا الجو بنفض غباره .. ولا حتى برده وأمطاره ..
· أخيرا : اسمحوا لنا .. أن نبوح لكم بسرنا .. فإن أعطينا غزة موعد .. بأن نفوز عليكم ونسعد .. وفعلا نصرنا الله الأوحد .. فلكم فلسطين .. ولنا المباراة يا مساكين ..فاذهبوا إلى بلادكم بهزيمة لن ينساها التاريخ .. ولن تجدوا أمامكم سوى التوبيخ ..

لا تفرح يا عائض القرني ..!

لا تفرح يا عائض القرني ..كلما داهمتني مشكلة .. أو حاصرتني كارثة .. أو دبت إليّ مصيبة .. أو أقعدتني صاعقة .. أو أكلتني آكلة .. أو رميت في نفسي .. أو ذقت طعم الهزيمة .. أو سمعت خبر مؤلم أو قرأت حدث مبكي .. أو شاهدت موقف محزن .. أو عشت جو الحرمان وساعات القهر والطغيان وأيام الظلم والنسيان .. وكلما ضاق الفضاء بوجهي .. وغلّقت الأبواب لحظي .. وطمست سماء الأرض بعيني .. وسجنت في المعمورة بهمي ..عند ذلك .. مباشرة ومن دون أي نقاش وبلا مقدمات أتجه مسرعا متعطشا إلى كتاب عائض القرني القديم !! لا تحزن ..أتصفح أوراقه البيضاء بهدوء .. وأقلب صفحاته الملساء برقة .. أنظر إلى حروفه بشغف .. وأتمعن مواضيعه بتريث .. حرصا مني على ألا تزيغ عينيّ عما أريد .. والسعي خلف ما يكشف لي ما هو محترق حد الوريد ..أتصفح الكتاب .. فأبحث عن علاج حزني .. ودواء نفسي .. وطبيب حسي .. وراحة بالي .. وصفاء ذهني .. ونقاء فكري .. وسلامة جسمي .. وسعادة روحي ..فأجد في صيدلية لا تحزن أسماء أدوية ما عاد لها فائدة ولا قيمة ولا أدري أين المسئولين عنها !! ومن تلك الأدوية ( لا تنتظر شكرا من أحد ـ ما مضى فات ـ يومك يومك ـ اصنع من الليمون شرابا حلوا ـ لا تحطمك التوافه ـ نعمة الألم ـ فن السرور ـ رب ضارة نافعة ـ تعز بالمنكوبين ـ من لنا وقت الضائقة ـ ابتسم ـ فصبر جميل ـ يا شقاوة هؤلاء ـ لا ينفعك القلق شيئا الخ … ) ..أدوية أكل عليها الدهر وشرب .. وبدأ ينفثها ويرميها دون رحمة .. أصبحت متهالكة وغير مناسبة ـ وقليلة الفائدة والمعالجة .. فدائما ما أرى الغبار يعج حولها .. والنمل يسير على أنفها .. ( لا تحزن !! )صحيح أن هذه المواضيع عالجت في نفسي شيئا كثيرا في يوم ما ..لكن ( لا تفرح ) يا عائض فكتابك ( لا تحزن ) أصبح للهموم الخفيفة .. والأحزان الهينة .. والمصائب السخيفة .. والنكبات التافهة .. والدموع الباردة ..فهلا كتاب لهموم رجل يبكي الماضي ويخاف المستقبل ويصيح من أوجاع الحاااضر !!أخيرا :ليعلم شيخنا الفاضل المناضل عائض القرني أن كتابه وإن بيع منه مليوني نسخة ولنقل أكثر من ذلك وزيادة ..إلا أنه عالج صغائر الهموم والأحزان فهلا كتاب يا شيخنا الفاضل لجبال المصائب وبحار النكائب .. لمن بكت الأرض لبكائه .. ودمعت السماء لدموعه .. فما أبرد النار عند غليان قلبه .. وما أحر القطب المتجمد الشمالي عند التهاب نيران همه .. وما أدفئ من النووي عند شكواه ..
ننتظر ذلك من أبي عبد الله الشيخ عائض أو من أي فرد آخر يعالج كبار المهمومين وشيبان المغمومين ..

المستقبل مظلم .. ( رسالة ) .!!

لمستقبل مظلم يا عالم .. ( !! )
تدور في ذهني هواجيسا حامية لم أجد من يخمدها .. وتحلق برأسي أفكارا أبحث عمن يدمرها ..
تضرب بي هنا وهناك ..
وتعصف بي رياحها دون هدوء .. !
قاومتها أيام .. وانتصرت عليّ سنون !!
استولت .. وملكت .. وأعلنت أنها تجري بدمي !!
حاصرتني .. قيدتني .. أقعدتني !!!
طفشتني .! بهدلتني .! شككتني .!
باختصار بسيط جدا : أرهقتني !!
تحوم في جمجمتي بشكل دائم ..
وتعمل دونما توقف ..
فاسها يحرث .! وهي تغرس .!
سيفها شطير .. وجرحها كبير ..
نفسي تعبت .. وروحي تتمنى لو أنها رفعت ..!
قرأت كتابا لأعالجها فلا نتيجة ..!
تصفحت مجلة لأنساها فلا حيلة .!
سمعت أغنية لأجهلها ولكن للأسف ..!
تصفحت موقعا .. لأهجرها .. لكنها بقيت وزادت .!
دعوت .. قرأت .. سافرت .. جلست .. كتبت .. كتمت .. تحركت .. اشتكيت .. لعبت .. نمت .. قمت .. سهرت .. كشت .. ناظرت .. ضحكت .. بكيت .. تغافلت .. تناسيت .. تغابيت .. تجاهلت .. ووالله تعبت .. بالفعل تعبت ..!
ليتني لم اقرأ ..
ليتني لم أشتكي ..
ليتني لم أتصفح ..
ليتني لم أحكي ..
أردت حلا ..!
فبقى شكّي حووولا .. وازدادت مصيبتي دهرا .. وأصبح قلبي جمرا ..
تكاثرت أنفاسي .. و
تشابكت أسلاكي .. واختلطت أوراقي .. واحتست مع حالي ..
كانت شبهة .. فجعلوها شبهات ..
كانت مشكلة .. فصارت مشكلات ..
كانت قطرة .. ففجروها أنهارا ..
كنت أبحث عن حلا .. فأصبحت أبحث عن حلولا .. !؟
المستقبل مظلم .. والحياة شيء مبهم ..
كيف يمكن لنا أن نعيش ..؟
وأن نبقى .!
يا بلدي .. يا وطني .. يا قائدي .. يا وزيري .. يا عالم !!
الحقوق مسلوبة .!
الوظائف قليلة جدا ..!
الكهرباء يتعطل فجأة في بلد النفط .. وأين .؟ في العاصمة ..!
الازدحام سوق قائم .!
الواسطة موضة .!
الفقر منتشر .!
الخيانة سائدة .!
لقم العيش غالية .!
…إلخ . شبهات لا تنتهي .. وأمراض لا تنقضي ..
هذا وعدد السكان تجاوز العشرون مليونا ..
والبشر في ازدياد ..
فسيتجاوزون الثلاثون .. بل والأربعون .. وسيصلون الخمسون ..
لا خيار إلا الهلاك .!
لا حياة لمن تنادي .!
أريد علاجا .!
أريد حلا .!
المستقبل مظلم .. وربما سيضيئه النووي .!
( لا أدري ) .!
عاااام الفيل ..

شيكافو الصداقة ..!

شيكاغو الصداقة ..
.. صديق .. بل أصدقاء ..
كنت أظنها حياة لا تموت .. وأيام لا تتكالب .. وليال سامرة ساهرة باقية ما بقينا.. وبحار زرقاء نمرح على شواطئها ونسرح .. الشمس والقمر يعرفان صحبتنا .. والليل والنهار لا ينكران أخوتنا .. والقرطاس والدفتر يشهدان جريان توقيع عهدنا .. والعين والدمع يحسان بسياط آلامنا ..
أخوتنا أشهر من أسامة بن لادن مع جنده.. وأقوى من قوات مسكن الجن بوش .. ورئيس العالم القديم الأحمق كلينتون .. وأكبر من أوربا الرابية .. إلا أن الصحافة الحاقدة لا تشخبط ولا تلخبط ولا تحوم حول حمانا ..( لا أدري لماذا لكن ربما لأن غير معروفين ) ..
هكذا هي أخوتنا ..بلغت شهرتها عنان سماء الأرض .. وعمق أرض السماء ..وجرِب إن شئت وابحث عنا في قوقل فستجدنا في مجلدات عنكبوت النت في موقع شيكاغو في منتدى ومن الحب ما قتل ..
ولا أعرف هل كانت حكايات العجائز لأحفادهن عند النوم عن صداقتنا ؟؟ربما !! فليس بيننا وبين رواية ألف ليلة وليلة فرق إلا بالتذكير والتأنيث والبداية والنهاية وألف ليلة فقط !!
ولا أخفيكم سرا ..أن عناوين صداقتنا قنابل يحتج عليها نظام الدول.. وأحزمة ناسفة ينكرها العالم من باب الأمر بالمنكر والنهي عن المعروف.. فمعذرة لا أستطيع سرد بعضها لأن فيها ما يفجر عنقي تلك الوصلة التي هي بين رأسي ومتني والبعض الآخر يجعلني ضيفا عزيزا مكرما في فنادق لا تدخلها أشعة الشمس وليس فيها لا حس ولا همس ميزتها أنك لا ترى لا تسمع لا تتكلم !! ( السجن )
فلن أبوح بعنوان واحدا .. طبعا ليس خوفا كما تعلمون وإنما لكيلا أحسب من خوارج هذا العصر العاصر ..
ومما لا بد من ذكره ويجب علينا سرده .. هو ما كنا نرسمه وننقشه على أكتافنا قاصدين الذكرى وذلك لترسيخ تلك المعالم بيننا وجعلها تسبح في دماء أجسادنا مع كرات الدم الحمراء والبيضاء والسوداء ..ومن تلك المعاني ..الاعتذار .. والتضحية .. والعفو .. والابتسامة .. والنصح .. والصبر .. والبذل .. والجود .. والفداء .. والستر .. والصدق .. والأمانة .. والرحمة .. والتعاون .. والإيثار ..
وبهذه الألغام أصبحنا أصدقاء نحزن لحزن أصغرنا .. ونفرح لفرح أحدنا .. وننصت لحديث أكبرنا .. نلتقي وكأنا غبنا سنين .. ونفترق وكأنا ابتعدنا مئين .. أعدائنا كثر ولكن أشدهم الفراق .. نعتصر مر الحياة بجلساتنا .. ونحتمل وجع الدنيا بلقائنا .. نصنع الابتسامة لمهمومنا .. ونوزع التهاني لناجحنا .. رحلاتنا لا تنقطع .. ومحبتنا لا تصطنع .. ساعاتنا جميلة .. ولحظاتنا رهيبة .. نحلق بين سحائب المحبة .. ونرقص على أوتار المودة .. ونطرب على أصوات الخلة .. ما أجمل الحياة بنا .. وما أجملنا بالحياة .. نرتوي عند اللقاء .. ونظمئ عند ساعة الوداع .. ليس هناك غربة ما دمنا متقاربين .. أشهر الكلمات بيننا أخي إني أحبك في الله .. وأشهر الردود أحبك الله الذي أحببتني فيه ..ما أجمل حديثنا أيا كان .. لا نعرف الملل عندما نكون معا .. ولا نجد للكسل محلا بيننا .. حاجاتنا متحدة .. وأفكارنا متقاربة .. وهمومنا مشتركة .. أشجاننا متشابهة ..لا تحسبوا حياتنا جنة !! بل جنان !! حديث متفق عليه عند البخاري ومسلم .. وحياة لا يستطيع وصفها لا إقبال ولا شكسبير .. ولم أجد في خطب الخطباء خاصة الخطيب الجاهلي البليغ قس بن ساعدة كلمة واحدة تصور هذه الحياة وتحكيها .. أيامنا مرت ولو كان أهل الجنة في مثل ذلك لكفى ..هكذا كانت وهكذا كنت أظنها .. ومضت السنون تلعب وتنهب .. ودارت بنا دائرة إبليس .. وصرنا فجأة ومن دون أي مقدمات في فخ الدنيا الماكرة العاكرة الساكرة وقد لفت لفتها وتفلت تفلتها ..
فلقد ساقت إلينا سواقيها .. وأرتنا قبائحها .. وجعلت عاليها سافلها .. وبدأ نباح الكلاب .. وصياح الديكة .. وعويل النساء .. واحترقت شمسنا .. واهتز كياننا .. وضاعت ابتسامتنا .. وكثر تفرقنا .. وعم خبرنا .. وشاع شئننا .. بعدما كنا .. وكنا ..
ماذا حصل ؟؟ ماذا جرى ؟؟أعدك أمام لوحة المفاتيح لتكتب لنا بعض خيانات الدنيا …
ليتني بقيت طفلا صغيرا …

مدري ليش كتبتها ..!

..سطور لا أدري( ليش ) كتبتها

هكذا هو …هكذا هو .. يحب ويعشق ويكره ويبغض .. إنسان طبيعي .. لو أنّ تغيرات الجو أثرت فيه .. يتأثر كثيرا .. ويتردد دائما .. ويخطأ غالبا .. يقرأ ويكتب .. ويخسر ويكسب .. ويبكي ويلعب .. أحلامه لم تبدأ حتى تنتهي ، شخص ثري بالهموم ـ يعد الثالث عالميا كما عرف هو شخصيا من خلال مطالعاته المستمرة لقصص الفاشلين ـ فهو محاط بالغموم ، وراسم للسعادة ، وصانع للابتسامة ، لا أدري كيف جمع بينهما ، لعلّ جنونه الرابط المشترك الوحيد ، مليء بالتناقضات ، حياته حياة لو أنها دون نفْس ، وسعادة لو أنها دون قلب،وخلود لو أنها دون روح ، الإشاعات تطارده ، ويفلت منها ، والأكذوبات تلاحقه ، فينجو منها ، يشتكي الناس ، ويصبر على البأس ، قناعاته متأخرة ، لو أنه حصل عليها بدري لقلب الدنيا ولأحدث أعجوبة في زمانه ، عبراته معه ، وعَباراته عنده ، له فلسفة مع الحمقى ، وله ” نكبات ” مع الكذابين ، لا يصبر كثيرا عليهم ، ولا يتحمل مجالسهم ،ولا يسمع لهم ، يقدر بسمته الساقطة ، ويعاتب دمعته الدائمة ، عاش بضع سنين فملّ الدنيا ، وصرخ بوجه العالم ، وطرد محبيه ، وكأن الناس لا يعرفون إلا هو .. ، ظن المسكين أنّ النّاس يبحثون عنه ، وينتظرون منه ، وما علم أنهم بانتظار لحظات ساعات العزاء لوالديه ، فقد عزوا أبويه حيا وسيهنئون أبويه ميتا ...تقلب في مراحل الدراسة ـ الابتدائية والمتوسطة والثانوية والجامعية ـ دون اهتمام يذكر ، أو علم ينشر ، أو قلم يعصر .. أو رأي ينصر .. لا يعرف المبتدأ حتى ينتهي بالخبر .. يكره ابن مالك لألفيته .. التي يشتمها الأستاذ قبل الطالب .. ويحب المتنبي لقصائده .. التي رغم الأنوف طافت على الدنيا وراجت .. كانت قرأته متنوعة لا تركيز فيها .. وقد قرأ الشرح الممتع والأجزاء الثلاثة للقاء المفتوح لابن عثيمين وشرح عمدة الأحكام للبسام وزاد المعاد لابن القيم والرحيق المختوم ولا يعرف أحكام سجود السهو ولا يحفظ شروط الصلاة بترتيب . و لا يدري عن معركة احد أو بدر متى كانت وأين صارت وأيهما أسبق من الثانية .. ولا يعرف متى مات النووي .. وأين عاش !! ويظن أن البسام صاحب إبراهيم النخعي وما يعلم أنه حي يرزق .. ويزعم أنه طالبا بارعا في علوم اللغة ولا يعرف ي هذا الفن إلا كتابا واحدا اسمه الجاحظ لمؤلفه الكتاب !!!!!! أقصد الكتاب للجاحظ أو الجاحظ ( يوووه .. لا أدري ) من مؤلف الثاني ومن صاحب الآخر ..يصبح على أبيات حسان .. ويمسي على شيلات خلف مشعان .. لا مقارنة عنده بين الفصيح والعامي .. فلا عامية عند الفصيح وقد علم كل أناس مدوخهم .. ومزعجهم .. ومقرفهم .. وسلامتكم !!يحفظ الشعر ، ويكتب الشعر ، فينشد تارة ، وتارة يحدو به ، فإذا طالعوه الحسّاد أبصر قول أبو تمام :وإذا أراد الله نشر فضيلة طويت أتاح لها لسان حسودوإذا أصابه ألم فإنه يتفرد به ويكون خاص له وذلك لقول القائل :لا تشتكي للناس جرحا أنت صاحبه لا يؤلم الجرح إلا من به ألمالشعر صديقه الأول ، ومرجعه في حزنه وفي فرحه ، فالمتنبي عنده عملاق ، وأبو تمام عظيم ، وأحمد مطر مجدد . وشاعر المليون ( سيم سيم ) امرئ القيس ، لا يفهم منهما شيئا !! ويحتاجان إلى معاجم وقواميس وسواطير وفزعة بعض الشباب ..هوايته نتف الشعر ، من جذوره ، فيده تلعب في الشارب ساعة حتى تنهيه ، وتشاغب باللحية حتى تشوهها ، هوايته دائما ما تجر عليه الويلات ، وتكب عليه ” وايتا ” من الصرخات والنصائح ، والحمد لله أنّ هناك من فسقه في ظاهره وجعل باطنه لله ، وبعضهم اتهمه بالنفاق ، والحمد لله على كل حال ، وبعضهم لبسه تهمة التهاون في الدين ، كما أنّ هناك من اتهمه بالتشدد ، والتقليد ، لكن هكذا حياة بقية السلف !!!يقرأ كتاب وما إن ينتهي إلا ويجد سواد متطاير على صدر ثوبه ، وما إن يفكر بقضاياه السخيفة إلا ويده تعبث في بستانها المفضل ، وما يجلس في مجلس إلا وأن ينتف سبعين شعرة وفي رواية مئة شعره ، ما عاد ذاك يخفى على القريب منه ، فلو فتشوا جيبه لوجدوا شعرا ، ولو تصفحوا جزء من كتبه لرأوا حبيبات صغيرة سوداء ، سراميك الغرفة أبيض وما إن يدخلها إلا وتتغير بالتدريج إلى السواد ، وكأنه يحب ذلك اللون ( لا أدري ) وللمعلومية هو أبيض من كوفي أنان الله يأخذه !!..يقهره التخلف الحاصل في مجتمعه ، التحريم أصبح شربة ماء ، والتكفير أهون من ذبابة العراق، والخروج على الدين موضة ، والقول بلا علم من أيسر ما يكون والحمد لله ، والتثبيط هدف منشود، والحسد غاية ينشدها الحسود ، فأصبحوا فُرقا في التصنيف ، وقادة في التخلف ، ونجوم في الجهل ، ورؤساء في الجبن ، يضحك عليهم تاريخهم ،ويلعنهم دهرهم ، ويبكي من أجلهم عصرهم ، فلا تعاون ولا تكاتف ولا تصادق ولا تشجيع ولا حتى قل خيرا أو اصمت !!تمنى أنّه لو نشأ بعيدا عنهم ، وقريبا من نفسه ، يختلي بربه ساعة ، فينام بهدوء ، ويستيقظ مطمئن ، فيصلي صلاته ، ويقرأ ورده ، ويذهب لمدرسته ، ويفتش مذكراته ، فيجلده المعلم لتقصيره ، ويثيبه المدرس لتفوقه ، ثم يعود لبيته فيجلس مع أمه ( أغلى الكون ) ، فيأخذ منها علم الحياة ، وفنون الدهر ، ودروس الزمان كلها ، بعيدا عن ترهات كثيرا من المنظرين ، وفلسفة جمع غفير من الجهلة ،وخزعبلات سلمان رشدي وحزبه ، واجتهادات بعض متشددي الدين التي ( دهورت الأمة ونكبتها ) !!.ثم ينصرف ليتصفح كتاب اليوم ، فيعيش مع نبي كريم ، أو صحابي جليل ، أو شاعر عظيم ، أو قصة مبدع كبير ، فتذرف دمعته لمطاردة سراقة للعظيم الأول عليه الصلاة والسلام ، وينبهر من عمر وقصته مع الفقراء ، ويتأمل في شعر أبي تمام ، ويعجب من قصة محمد يونس .ثم يتوضأ ويستعد لصلاته ، ويذهب بوجه خاشع ليكون ضيفا في بيت ربه ، أكرم الأكرمين ، بعيدا عن بيوت البخل والخسة ( بدون ذكر أسماء ) !!يتمنى أن يكون كذلك .. ولكن .. ( هيهات )
لا يستطيع أن يمحي الماضي ، وأبشركم انه لا يملك تخطيط المستقبل ، ولا يفهم واقعه الحالي ، الرؤية أمام عينيه ظلام في ظلام ، لم يجرب الخمر ولو طرفة عين ، لكنه يعيش حالة السكارى ، وتحيط به وساوس المرضى ..أخيرا :الحياة .. فوز وخسارة .. وعلو ودنو .. وضحك وبكاء .. وطاعة ومعصية .. وبر وعقوق .. ونوم وسهر .. ونجاح وفشل .. ورحمة وقسوة .. وذكاء وغباء .. وعلم وجهل .. ووفاء وغدر .. وكتابة ثم كتابة ثم كتابة .
سطر ونص :فمن نعم الله عليه القلم والدفتر ، أو قل الكيبورد والوورد ، فلولاهما لبقي وحيدا .. والحمد لله .. من قبل ومن بعد ..

وفاء سلطان .. ووفاء إدريس .. عملية إرهابية ..!


وفاء .. بنت لوس انجيلوس .. وبنت إدريس ..!!

سأكون في هذه المقالة تكفيري وجهادي وإرهابي وقتالي ووووو .. في ظن دكتورة النفس المريضة المرتدة المنصرّة: وفاء سلطان .. بنت لوس انجيلوس .. زينها الله بصاروخ على جبينها النتن .. وإن أرادت على لسانها العفن .. فلا مانع لديّ ..
وفاء سلطان .. المخلصة لأمريكا .. المجاهدة من أجل المسيحية .. تتهم تعاليم ديننا .. وتنتقد رسولنا .. وتهاجم رموزنا .. لم تُعرف إلا من بعد أحداث 11 سبتمر ..
.. يكفي لقد دنست هذه الصفحة بما يكفي .. فهذا تعريف موجز وسريع بهذه الأمورة المتعلمة!! ..
ودعوني أخبركم عن وفاء أخرى ..فافسحوا الطريق لقلمي ليكتب دون توقف .. وليرسم من غير كلل .. وليعبر من غير ملل .. وليمضي ينثر الكلمات .. ويبث الجمل .. ويرمي الحروف .. وينقش النقاط .. وليسيل ويسيل ويسيل حتى يغرق الساخر .. ( ونروح فيها .. واللي ما يعرف يسبح من الآن يمشي خير له .. وقد أعذر من أنذر .. )
.. وقبل البدء أستأذنكم ـ أيها القراء ـ أن أرسل قبلة وعبر قناة الساخر الأنترنتية !! على جبين والديها الكرام المحترمين الذين علمونا من هي وفاء .. وأقول لهما هكذا التربية وإلا فلا !! ..
وإن كانت قد أخجلتنا وفاء سلطان .. صاحبت الهوية العربية .. التي ما زالت تحتفظ بجنسيتها ( العربية ) وللأسف .. إلا أني جعلتها سافلة تدوسها أقــ ـــ ــ …..!! ( والله يأخذ الإعلام الذي أبرزها ولج العالم بها .. وجع .. )
وإن كانت قد أخجلتنا من اسمها وفاء اللغير وفية .... إلا أنّه عندنا ألف وفاء بغير ما تريده أمريكا وأذنابها ..
وهذي بذيك .. وإن عدتم عدنا ..وفاء إدريس ..امرأة بألف رجل .. بل في هذا العصر بمليون رجل ..
أيها السادة : أجد في نفسي خجلا كبيرا عندما أتكلم عن امرأة مجاهدة في زمن لا رجال له .. واسألوا غزة إذا تذكروها !!
وفاء إدريس ..فارعة الطول .. واسعة العينين .. جميلة الشكل .. صغيرة السن .. لم تتجاوز العشرين من عمرها .. الحياة أمامها في البداية .. مَن في عمرها تبحث عن زوج يسعدها .. لتعيش حياة الأمومة .. وتكوّن أسرة جديدة .. فتربي الأطفال .. وتمرح معهم .. وتلاعبهم .. وتدرسهم .. وتنتظر منهم مستقبلا واعدا ..
مَن في سنها!! .. تبحث عن مال يغنيها .. وجاه يعليها .. سيارة فارهة .. وعمارة شاهقة .. وسياحة دائمة .. وخادمة ساعية ..
مَن في عمرها !! في الغالب .. تجد فيه شقاوة المراهقين .. وعبث العابثين .. وحركات الطائشين ..
رمت بكل ذلك خلف ظهرها .. وتحت قدميها .. وداسته .. ثم ركلته بعيدا .. وقالت هذي تفاهات ابحثوا عن أهلها أما أنا فلا أعرف منها شيئا أبدا ..
همها بعيد عن هذا الأمور .. فدمعها يسيل على أبناء بلدها فلسطين .. وهمها صرفته إلى غزة وجنين .. ترى الأطفال يموتون جوعا .. فكم من عجوز أسقطه مرضه ؟ وكم من فتاة في ريعان شبابها شوهتها قنبلة ؟ وكم ؟ وكم ؟ وكم من الأمهات يبكين دما لا دمعا ؟ .. يشكين إعاقة أولادهن .. أو قتل أطفالهن .. أو سجن أبنائهن ..
فما عادت وفاء تلمح شوارب الرجال .. إن كان هناك شوارب .. وما عادت تؤمن بأن الرجال هم أهلا لرد المحتل .. فجاء دورها لتفعل فعلتها !! وليسطر التاريخ أمرها ..
فلبست ثوب الموت .. ولهجت بحروف الوادع .. وغنت أنشودة الختام .. وأرادت أن تسقي الأرض من دمها .. لتحي أبناء جلدتها .. ولتنقذ وطنها .. فما عاد الأمر حكرا للرجال ..
لبست حزامها الناسف .. وأرادت أن تعيد لنا صفحة من صفحات المجاهدات .. فودعت القريب والبعيد .. وخطبة على منبر الحياة .. خطبةٌ لا دموع فيها ولا خوف .. ولا تلعثم في سطورها ولا تردد .. عازمة على الشهادة .. ومشتاقة إلى الجنة العالية .. قادمة بقوة .. وبدأ المسير .. الدنيا كلها تنظر إليها .. العالم كله يترقب أمرها .. هدوء ملئ الكون .. الليل اختنق .. النهار يفرك عينيه .. الشمس خجلت .. التاريخ وقف أمامها .. يتأمل مشيها .. يحفظ درسها .. ينقل تاريخها .. يسطر أفعالها .. يروي أمرها .. ويلقي كلماتها ..
وفاء تسير .. تسمع تكبير من بعيد .. وعجوز جاوزت الثمانين تتمتم بالدعاء لها .. وطفل يجري خلفها وهو يبكي ويصيح .. يقول وفاء وفاء وفاء انصر دينك .. الكل يتفرج .. الكل يأخذ درس نظري تطبيقي .. بأن الشوارب ولّت .. وجاء دور وفاء .. فما أجمل الحزام الناسف على خصرها .. وما أروع الكلمات التي ترددها .. الله أكبر الله أكبر ..منظر رهيب .. ولحظة عصيبة .. وساعة أخيرة .. لكنها عروس تُزف إلى جنة ربها .. تسير بخطوات واثقة .. تريد أن تسجل اسمها في عالم البطولات .. وفي موسوعة الشهداء .. وقد أقسم التاريخ بأن ذلك سيكون رغم أنفه !!
يا الله .. وفاء بقي على هدفها دقائق .. فكم من حاجز قد عبرت .. وكم من تفتيش قد أعمى الله عليهم .. فعبرت الصعاب .. وتجاوزت المصاعب .. ونسفت النكبات ..
وفاء تسير .. خطوة .. خطوة .. خطواتها الأخيرة على هذه الأرض قد اقتربت .. أنفاس الدنيا أصبحت تضيق أمام ناظريها .. تركت الدنيا لأهلها .. فأرادت أن تذهب إلى وطنها الحقيقي ( الجنة ) .. وقفت وفاء وصيدها أمام عينيها .. تنظر إليه وهي في فرحة كبيرة .. وسعادة غامرة .. وبسالت شديدة ..
وفاء الآن في وسط تل أبيب .. وما هي إلا لحظات .. ما هي إلا لحظات .. وقفت وفاء .. وقفة الأبطال .. وأخذت بيدها على حزامها .. تتحسسه .. تتأكد من أمره .. فهو أنيسها في عاصمة إسرائيل .. وهو معينها للانتقام من أبناء القردة والخنزير .. وما هي إلا طرفة عين .. إلا وقد رحلت وفاء بعملية مباركة .. وقد أثخنت بالعدو .. وزادتهم ذلة على ذلتهم ..
فهذي بنتنا اسمها وفاء إدريس ..فإلى جنة الخلود يا وفاء إدريس .. وإلى الجحيم يا وفاء سلطان ..
كتبه : عام الفيلفلا نامت أعين الجبناء ..

أمرك خطير .. يا سلمان العودة ..! ( كلمة في الحياة ).

أمرك خطير يا سلمان العودة ( نظرة وجه ) !!

العودة : أصم ،متعصب ، مخالف ،منسحب .. إلى آخر القائمة التي ربما أملي منها موقع الساخر برمته ( أمزح لا تطردوني ) .نعم .. سلمان العودة ، أصم عن الكلام في الآخرين ، والوقوع بهم ، فهدفه أرقى من ذلك بكثير .. واحضروا محاضراته !!، ومتعصب للإبداع والنجاح والعلم ، بح صوته لذلك ،وسال قلمه من أجل ذلك .. واسمعوا برامجه !! ومخالف لكل من أراد أن يوقف الأمة في صحراء الجمود القاحلة ، لتذوق ويلات التخلف والتأخر والفشل واقرأوا بياناته !! ومنسحب من محاضرات القذف ، وندوات السب والغيبة ، ومنديات الشتم واتهام النيات وتابعوا ندواته !! ..سلمان اللا عودة للخلف، شخصية زادت الدنيا ضجيجا وصراخا ، وعويلا وصياحا ، شخصية لا تعرف الهدوء ، وروح لا تركن إلى الكسل ، طموح عالي ، ونفس سامية ، وقلب نابض ، وفؤاد متحرك ، وعقل منير ، وفكر خطير ، وعلم غفير ، وفهم كبير ،وقلم سيّال ، ولسان دليل ، وكتاب جديد ، وبرنامج مفيد ، وشريط مجيد ،ورأي سديد ، واجتهاد فريد ، وعطاء يزيد ، فمرة في قناة ، وأخرى في جريدة ، وثالثة في إذاعة ، وتارة في محاضرة ، وخامسة في ندوة ، ومتى يكون في بيتنا ( يا رب يكون قريب ) قولوا آمين .همة لا تقف !! جوالات دعوية ، ومحاضرات إيمانية ، ودروس فقهية ، وكتابات تربوية ، ومشاركات فكرية ، ودعوات أخوية ، من دولة إلى جارتها ، ومن مدينة إلى عاصمتها ، ومن قرية إلى قريبتها ، جاوز الحدود ، وطار في كل السماء ، وتكلم على كل أرض ، لا يعرف مصطلح اسمه الوقوف .. وهذه التي لا تطاق ..أعمال جبارة ، ( الحياة كلمة ) و ( أول اثنين ) و ( موقع الإسلام اليوم ) و … و … و … فقد جعل من برنامج الحياة كلمة .. حياة ، ومن برنامج أول اثنين .. تفوق ، ومن موقع الإسلام اليوم .. انطلاقة .كم أسال دمعة ؟ وكم شجع مبدع ؟ وكم أنار فؤاد ؟ وكم علّم طالب ؟ وكم أفتى سائل ؟ وكم زرع همة ؟ وكم بكى وأبكى ؟ وكم ؟ وكم ؟ رصيده بالملايين من المتابعين ، لا حرمه الله الأجر ..أتعبت من بعدك يا سلمان .. وأخجلت دعاة عصرك ، وأغضبت الحاقدين الدجالين ، ألسن أخذت تلهج بذكرك مدحا وحبا .. وأخرى بدأت تلهج بشتمك حسدا و حقدا ، ولن أنسى إجابتك للأخ فهد السعوي في إحدى حلقات برنامجك ” الحياة كلمة ” عن سبب عدم ردك على الهجوم ، والاستهداف الواضح لشخصك ، فقلت بلغة الواثق : ـ وفي تلك اللحظات عبرت دموعي عينيّ دون استئذان ـ إنني إذا قعدت للرد على هذا السيل الجارف من الاتهامات ، فإنه سوف يأخذ مني جل وقتي , والعمر قصير !!! يا الله !! درس يغنيك عن آلاف الصفحات .. بل المجلدات فشكرا شيخنا سلمان ..رأس لا أعرف متى ينفجر !! مخزون هائل ، ومكتبة متكاملة ، فيها استحضار رهيب ، ـ ما شاء الله ـ فالآية والحديث والشعر والمقولة .. على طرف شفتيه ، يتسابقون للخروج ، ويتبادرون للانطلاقة ، ويتدافعون عند لسانه .. ( اذكروا الله ) !!!خارجي .. مبدع خرج عن المألوف .. وفارق عادات المشايخ .. وأصبح داعية يخوض كل المنابر .. ويقصد كل المنتديات .. ويدعو إلى بناء الدنيا و الآخرة .. زاحم أهل الشر فأخجلهم .. خلقا وتعاملا ودعوة .. ولم يلتفت إلى أحاديث بدأت ولم تنتهي في سبه .. والطعن فيه وبمنهجه .. فلم يقف عند حروفهم .. وبياناتهم .. وأساطيرهم التي اكتتبوها .. وبقدر عمله يقدم النقد له .. فالعظيم .. عظيم .. وسلمان عظيم يا عظيم أنت !! قيا شيخ سلمان أحرقهم أكثر !! وزدنا برامجا تبني الأمة .. وترتقي بها في معارج النجاح العالمي .. وسلّم التفوق الكبير ، لنصنع الدنيا دون سموم ، فيعود الإسلام رائدا ، لا غفلة .. لا جهل .. لا فقر .. لا ضعف .. لا ظلم .. لا ضلالة ….أجد نفسي شحيحا في الكتابة عند هذا العلم ، وبخيلا في سرد السطور التي كنت متوقعها .. ( لعلها عين منكم )..!

ألم عاق .. وحياة عمي المـــ ( عاق ) .!!


ألم عاق وحياة عمي .. المـــــ(عاق) !!
لا زوجة .. لا ولد .. لا قدرة .. لا قوة .. لا غنى .. لا إخوة .. لا نشاط .. لا قراءة .. لا علم .. لا عمل .. لا شباب .. لا حركة .. لا فسحة .. إعاقة دائمة .. وجلوس مستمر .. ووحدة ملازمة .. وصمت متواصل ..العظام بالية .. والأسنان تالفة .. والعيون خافته .. والشعرات بيضاء .. والأوجاع تحاصره من كل جانب .. والهواجيس تداهمه .. والأحلام تخيفه .. تذكره بماضيه المبكي .. وبعالمه المحزن .. وبغربته التي هي أكثر من نصف عمره ..النوم عنده صعب .. والراحة تعب .. والسكوت حديثه .. والوحدة زحمة غرفته .. كثيرا ما أره واضعا يده على خذه كأنه ينتظر ملك الموت .. ويرتقب حضوره ..عاش زمانه مع الدواب .. وقضى لحظاته في الأغنام ما بين ذهاب وإياب .. فحياته عذاب .. وأيامه سراب .. حتى الشعر منه شاب .. فلم يستمتع بالشباب .. ولم يقرأ ولو كتاب !! .. ولم يدرس مع الطلاب.. وحيد في حياته ..لا أنيس ولا ونيس .. لا صديق ولا جليس .. بين أربعة جدران .. بسقفها ( الزنكي ) .. وبابها الحديدي .. نوره شمس ربي .. فإذا غربت عنه أظلمت غرفته .. فيعسر عليه أن يشغل النور .. ولا تساعده قواه لتعطير غرفته بالبخور .. ولا يستطيع قضاء حاجته وهو مستوروحيد في حياته ..الدمعة تحبسه.. والقصيدة تُجلسه .. والذكريات تُؤنسه .. والهموم تحرسه .. والغطاء يطمسه .. والإعاقة تخنق تنفسه ..وحيد في حباته ..عمره جاوز الثمانين .. ومواقفه تعد بالملايين .. وبعض أقاربه لم يراه منذ سنين .. فلم يحسنوا عليه .. ولم يجلسوا بين يديه .. ولم يزوروه حتى في عيدية ..وحيد في حياته ..ينام ويرقد وهو لا يعلم أين الليل ومتى فارق النهار .. وإذا سمع الصوت فلا يميز بين صوت الأنثى ولا حنجرة الرجل .. وإذا جاع وللطعام احتاج أخذ يصيح بصياح يسبق الفوت .. وكأنه في سكرات الموت .. ويردد بلسانه الناشف .. ما تغديت ما تعشيت ..وحيد في حياته ..معاق لا يستطيع الحراك .. إلا زحفا بعراك .. حاجته يقضيها بصعوبة .. ويفعلها ربما وهو على ثوبه ..وحيد في حياته ..لا يشتكي همه .. ولا يحكي غمه .. ولا يدري ما الذي ألمه ..
حياته لو كتبت رواية لأبكت متصفحيها .. ولو اختصرت بعبارة لأبكت ناظريها .. ولو رسمت بصورة لأبكت متأمليها .. ولو جمعت بقنبلة لفجرت صانعيها ..
.. كم في مجتمعاتنا من معاق .. يعاني من عقوقنا ..عمي .. معذرة

علاقتنا الغبية .. وعدواتنا الأبدية .. ( هكذا أنتم يا عرب ) ..!


علاقتنا الغبية .. وعداوتنا الأبدية .. أنتم يا عرب
جهود وأعمال متخالفة .. ونفوس وأروح متنافرة .. وأقوال وأفعال متضاربة .. فلا تآلف ولا تكاتف .. ولا تصافح و لا تناصح .. ولا توجيه ولا إرشاد .. ولا ذكر ولا تذكير .. ولا تواصي ولا تآخي .. بل لعنات تتبعها لعنات .. واتهامات تتلوها اتهامات .. النظرات حادة .. والألفاظ حارة .. والأفعال ضارة .. والكتابات تارة من بعد تارة .. سطورها حمراء .. ونقاطها فحمات سوداء .. وحروفها قنابل عشواء .. لهيبها محرق.. وحرارتها تحرق .. والجلوس قربها سعير .. والنظر إليها خطير .. والرد عليها ضرير ..
المحبة بينهم كفر .. والتعاون بينهم فسق .. والسلام مصلحة .. والابتسامة مكر وخداع .. فراقهم عيد .. ولقائهم جحيم ..عكسوا ما يبكي المحبين .. فجعلوا أجمل لحظاتهم لحظات الوداع .. وأتعس ساعاتهم ساعات اللقاء ..
لم يلم شملهم قول عالم .. ولا توجيه فاهم .. فالجميع يظن أنه ليس بظالم ..لم تربيهم أقوال الحكماء .. ولا أبيات الشعراء .. ولا سطور الصحفاء !! .. ولا كتب العلماء .. ولا ألحان الغناء .. ولا تصريحات الأمراء ..قلوبهم غلف .. وعداوتهم أوراق مجموعة بملف .. يتوارثها الخلف عن السلف ..ما بينهم هو أشد من عداوة قابيل لهابيل .. وأطغى من عداوة فرعون لموسى .. وأظلم من ظلمة الليل البهيم ..قلوبهم ممتلئة بالكُره .. وألسنتهم متلونة بألوان الفحش والقذف.. وأيديهم مستعدة للضرب والنتف ..فرَح الأول عزاء للثاني .. ونجاح الثاني فشل للأول .. لا يتمنون نعمة لبعض .. تضيق الأرض بما رحبت إذا مدح أحدهم .. ويتمنى الأول لو أن الأرض تبلعه عندما علم أن الثاني حصل له خير وتفوق .. بل ويقوم أحدهم ويتضرع بين يدي الله .. ويخفت بالدعاء لمولاه .. ويرفع كفيه حتى تعلو عيناه .. وتسيل دموعه حتى تبتل لحياه .. ويسأل ربه أن يرمي عدوه شر رمية .. وأن يخسف به وبداره الأرض ..
يتحدثون عن النيات وكأنهم يعلمون الغيب .. فهذا يعرف قصد هذا .. وذاك يعرف نوايا الآخر .. تحاليلهم تذكرت بتخطيط هتلر .. وتخيفك وكأن هناك عدو يكمن خلف جبل ..التسامح فيما بينهم أبعد بعيد .. والعداوة عندهم أقرب قريب .. الشك هو الأصل .. والريبة فرع من ذلك .. حسن الظن بينهم ذنب لا يغتفر .. وطيب المعاملة تنازل وخوف وخطر ..الصلح بينهم يحتاج لجهد .. وقوات عسكرية .. ودبابات نارية .. وحراسات دولية .. ولقاءات يومية .. ومؤتمرات عالمية .. وشاشات فضائية .. وخطب منبرية ..
وبعد ..هكذا أنتم يا عرب !!!

دكاترتنا في الجامعة ..( قبحهم الله ) ..!!

دكاترتنا في الجامعة .. قبحهم الله .. آمينسبتمبر 18, 2008 by عام الفيل
دكاترتنا في الجامعة … قبحهم الله
اسمحوا لي أيها القراء بهذه الأسطر المتفجرة فما هي إلا معاناة طالب عاش بين حماقة دكاترته …
فيا لغتي ارمي في صفحاتي كلمات التشفي والانتقام .. وجمل الهجاء والاحتدام .. ودعي عنك حروف المدح والثناء والاحترام ..وتعال يا المتنبي وأعرني أخزى كلمات شعرك الرنان.. وتعال يا القذافي وأعطني أسوأ تصرفاتك في كل مكان .. وتعال يا بوش وأعطني أجود قنابلك المجربة على الأفغان ..
ويا أساتذة الساخر جاوزوا عني .. فإني مقهوررررررر.. معلنها حرب بسوس .. ومعركة ضروس .. على دكاترة همهم الفلوس .. وتضييق النفوس .. ففي الصباح تجد أحدهم عبوس .. وفي المساء ترى أحدهم ناموس ..
كنت لا أعرف من أين لهم أن يحصلوا على شهادة ( الدال ) لكن مع تطوري في المعارف الداخلية والخارجية عرفت ذلك جيدا وكأن الأمر هين لا يحتاج سوى إلى دراهم معدودة .. فالبحوث غيوث في زمن الليوث .. ههههه
مسكين ..كنت في بداية حياتي أحب الشعر بشكل خاص واللغة العربية بشتى علومها بشكل عام ..ومن هنا حرصت على الدخول في كلية الآداب في قسم اللغة العربية في جامعة الــــ .. ( مبارك للمدير الجدي تعيينه فيها ) ..ولله الحمد … حصل لي مرادي .. وحققت آمالي .. بدعوات أمي وجدي وخالي ..لأني كنت أطمح في أن أعيش مع المتنبي والفارابي .. ومع الجاحظ والفيروز آبادي ..وأرغب بمعرفة جديد لغتنا .. وروعة لهجتنا .. وحلاوة نطقنا .. وسهولة منطقنا .. وفن بلاغتنا .. وسحر حرفنا ..
مسكين .. هكذا كنت أفكر ..تخرجت من الثانوية .. ومباشرة انطلقت إلى الجحيم أقصد إلى الجامعة .. وتركت أمي بأعين دامعة .. تدعو وتردد يا رب يا رب .. تقبله وتوفقه في هذا الدرب ..
أعطيتهم أوراقي .. وكان معي رفاقي .. فبشروني بالقبول .. فالتفت لزملائي وقلت ( مو معقول ) ذهبت وسألت المسئول .. هل اسمي مع المقبولين موجود .. قال نعم فقلت له تأكد قال : يا ( ورعان الثانوي لا تزعجونا .. خلاص اسمك طلع .. تعال في بداية الدراسة .. روح لأهلك يا شاطر ) ..
انصرفت للبيت .. ولا أدري كم من الوقت بكيت .. فرحت فسقطت دموع الفرح .. دون مقاومة تذكر ..فتحت لي أبواب الجامعة .. وكلي آذان سامعة .. مؤدب أضع يد على يد فلا تسمع لي همسا .. ( والعجيب أني ساكت بلا عريف ) ..
مر الفصل الأول يدخل أستاذ ويخرج جحش .. ويدخل جحش ويخرج أستاذ .. بقدرة قادر تكون هذه العمليات فلا تسأل كيف ولا لماذا ؟؟ ( قالوا معهم شهادات ) …
انتهى الفصل وبدأ الآخر وما زلت عاميا جاهلا لا أعرف أعرب ما تحته خط ولا حتى ما فوقه خط كقولك : زور الأستاذ الشهادة ـ وغرد الجحش على الطلاب ـ وغش الدكتور أبنائه في الجامعة …
للأسف لا أخفيكم أنه كان لدي ما يغنيني عن دراساتهم النحوية وكتبهم الأدبية .. لكن ظننت أني سأدخل جامعة ..وسأكون أديبا ومثقفا .. يشار إليه بالبنان ( يا حسرة ) وسأعيش مع أساتذي كأب مع والده .. ( راحت أيام التربية )( لكن شكلهم غشوني ) ..
ودعوني أعترف أمامكم بما أفادوني وعلموني ..ما استفدت منهم سوى أنهم ضيعوا بضاعتي بخلافاتهم وكثرة أقوالهم .. وملحمات البصريين مع الكوفيين والعكس ..
فأول مادة أعلنت العداوة لها والحرب ضدها مادة سيبويه وذلك بتأييد من دكاترتنا الأسود الذين لا يعرفون من النحو سوى المجلد الذين يكون بين أيديهم والمذكرات من أيام زمان ..يقرؤونه من أول المحاضرة .. حتى يرفع يده أحد الطلاب قائلا ( يا دكتور انتهى الوقت من زمن ) فيبتسم ويقول أووو آسف جدا لقد أطلت عليكم الشرح !!! وما شرح شيئا والله ..( الله يرحم والدين ابن عقيل اللي دبرهم ) ثم يقول لعل الدرس واضح جدا وسهل .. نراكم في المحاضرة ما بعد القادمة لأني سأكون مشغولا في المحاضرة القادمة في النادي الأدبي فلدينا مؤتمر سأقدم فيه بعض الورقات والمحاضرات حول طرق التدريس وتطويرها .. ( من المضحك المبكي ) ..
ثم يقول بلهجة فيها الحسرة على طلابه متى يا أبنائي نعيش جو علمي ممتع يعيش الطالب فيه مع المادة .. وكما أنتم عارفين يا شباب .. هناك كثير من المدرسين وللأسف لا يجيدون مهارات التعليم ولا يفقهون شيئا من تخصصاتهم .. ( هلا كان لنفسك ذا التعليم ) ..ومن هنا أعلنت أني خارجي وإرهابي كاره لنحو سيبويه .. وأصبحت أدعو عليه وعلى أبويه ..كثيرا ما أحرج عندما اسأل في النحو .. وما لي حيلة بعد ذلك سوى هز الجمجمة قليلا .. يمينا وشمالا .. وأقول للسائل لا أدري .. ارجع لشرح ابن عقيل .. وأبتسم وأقول ترى النحو شي كبير ( تصريفه ) تحتاج منك لمهارات عالية كمهارات دكتور النحو عندنا !!.. الله يخلي له ( شرح ابن عقيل ) …
وهكذا بدأ مستقبلي يلوكه جهلت الــ( د ) ..
وللحديث بقية …
طالب جامعي فاشل …

التردد ..مطاردة ومحاصرة ..!!

لا .. لا ..نعم .. نعم ..
بيان لنفسي فقط ….في صدري بحار من التردد .. بل محيطات .. أغرقت نبضاتي .. وغطت فؤادي .. وأعمت أهدافي .. ولعبت بأفكاري .. وغيبت آمالي .. وأحرقت أمنياتي .. وهزت حياتي .. وقلبت ساعاتي .. تسونامى أرعبني .. فأغرق ودمر .. وهدّم وفجر .. وفرق وبعثر .. ومزق وكسّر ..
وجيش دمرني .. فقتل وسلب .. وسرق ونهب .. وظلم واغتصب .. وشنق وصلب .. وداس وضرب .. وأشعل اللهب ..
وظلام أخافني .. سواد شديد .. وأصوات تعلو وتزيد .. صياح دون تغريد .. وعواء من بعيد .. والهواء يزيد .. والبرد قارس وعنيد ..
وحصار جوعني .. فلا دواء للداء .. ولا طعام للفقراء .. ولا سرير للمرضى .. ولا ماء للعطشى .. ولا بيت للسكنى .. فلا ملجأ ولا مأوى .. ولا سكنى ولا مخبئ ..
هكذا فؤادي بين الـ ( لا ) والــ(نعم ) !!
أعيش بين معركتي ( لا ) و ( نعم ) .. أو ( نعم ) و ( لا ) .. أمضي ساعة وقراري ( لا ) .. وتأتي أخرى ليكون رأيي ( نعم ) .. تشرق شمس بــ( لا ) .. وتغرب بــ( نعم ) ..
أين أجد حل هذه العويصة ؟ .. لا أدري .. (شيخ دين ـ طبيب نفسي ـ سمكري ـ صيدلاني ـ ليبرالي محترم ) أم ماذا ؟
يا ليتني لم أكن أعرف إحدى هاتين اللكمتين أقصد الكلمتين .. لأمضي دون تردد .. وأعيش حياة مليئة بالقرارات .. فإما ( نعم ) ـ عينك عينك ـ ,وإما ( لا ) ـ عينك عينك ـ .. فسبحان من جمع النون بالعين بالميم .. وسبحان من لمّ شمل اللام بالألف ..
لا أدري !!
لا أدري ما الذي أسكن التردد في هذه اللحمة الصغيرة ( قلبي ) .. وكيف استقر وبقي .. بل وأحاط به .. واستولى على أرضه .. وزرع حتى حصد .. وأصبح سيدا دون معارضة سلمية .. أو خلايا إرهابية .. أو تفجيرات خارجية ..
…. ومن هنا اسمحوا لي أيها السادة الفضلاء أن أترككم مع سطور المقالة ، لأذهب إلى فؤادي وأنزع منه هذه القذارة .. وأقلب الحكم عليه .. والقيام بثورة عالمية .. لا مثيل لها ولا شبيه .. دون إذن من البيت الأبيض .. أو موافقة من مجلس الأمم .. ولا حتى تصريح من وزارة الأوقاف !!.. فلا تردد بعد اليوم .. وإن غضبت الدول الثمانية .. أو زعل حلف الناتو .. أو شرهوا علينا ربع العم سام ..
فلا لا .. لآ .. لآ لآ لآ لآ لآ ..لا لا لا .. للتردد ..
وسأجعل شعاري قول الشاعر :
إذا كنت ذا رأي فكن ذا عزيمة .. فإن فساد الرأي أن تترددا
هيا لنرمي التردد في زبالة الفاشلين .. ونتركه لمناصب المخذولين .. ولنهجره وننساه في حياتنا .. هيا لنعيش حياة واضحة .. لا تردد فيها ..


متردد سابق
.

وصايا زعيم .. قبل المؤتمر بثواني ..!!

وصايا زعيم .. قبل المؤتمر بثواني ..!!
أيها البطانة الصالحة : ابتعدوا قليلا .. عنّي ..ارجعوا للخلف .. ” كمان “قليلا أيضا .. يا بشر ..!!وأعطوني بشتا ” عباءة ” سوداء .. أو بيضاء ..طيبوها .. ولبسوني إياها ..وأحضروا اللواقط وأعدوها .. ونظفوا القاعة وجهزوها .. وأخبروا الصحفيين ليحضروا هنا ويشعلوها ..واستووا .. وأحسنوا جلستكم .. ولا أشوف أحد يتثائب منكم كالعادة .. أو ينام .. أو يطنشني .. أو يصلِّح فيها ما يسمع ..!! وما يفهم ..!!وانتبهوا لي ” يا…. ” وخلوني أشوف واحد مو معي ..!! والله لألعن والديه ..!!واعلموا أني سوف أخطب بكم خطبة عصماء .. مالها أول ولا لها تالي ..!! ..!! وأبشركم أني سأحاول أن أذرف دمعة لعيونكم .. فصوروا دمعتي جيدا .. وثبتوا الكميرا عليها .. وبثوها في الفضائيات .. ولكم اللي تبون ..!! أشعروني أني خطيب مفوه .. مزمجر .. قوي بالمرة ..!!تفاعلوا معي بقلوبكم .. وتابعوني بأعينكم .. وزيدوني “حماسا” بتصفيقكم .. وأطربوني بتصفيركم .. وكبروا بأعلى أصواتكم .. وحركوا رؤوسكم .. وهزوا هاماتكم .. وأروني دموعكم .. وأسمعوني تمتماتكم .. وأظهروا لي خشوعكم .. ولا تعبثوا بسبحاتكم .. وبينوا للشاشات تأثركم .. وللصحف إعجابكم .. وللعالم كله تمسككم .. ورضاكم بسيدكم .. وعبروا للناس سروركم .. وتحدثوا عن قوة قائدكم .. وفطانة زعيمكم .. وصرامة رئيسكم ..
وحدثوا المراسلين أني بليغ ..واكتبوا في الصحف أني عظيم ..وصاحب لسان قويم ..
حجة داحضة .. وكتاب يمشي على الأرض ..قولوا .. متحدث ” كويس ” .. وخطيب كبير بارع ..وأن الحروف تعشق فاه .. والجمل تغازل محياه ..والكلمات تمرح بين شفاه .. سوط على الأعداء .. ورحمة على الأشقاء ..لا يهاب جمهور .. ولا يخشى الظهور ..ملك الملوك .. صاحب البنوك ..وقتال ” الأتلاء ” ..القائد العملاق .. ( وليس السرّاق ) كما تقول المعارضة .. وانشروا في المنتديات أني حبيب الشعب ..وضميرهم الميت .. عفوا .. ضميرهم الحي ..!!..وأنتم أيها الحراس : احذروا أن يدخل أحدا بحذائه .. احتراما للموجودين طبعا .. ..هيا اعملوا ما قلت لكم ..فالمؤتمر اقترب ..فاجلسوا .. واستمعوا .. وأنصتوا لعلكم ترزقون راتبا جديدا ..وانصرفوا الله لا يبارك فيكم إلى مقاعدكم ..…