الخميس، 29 أكتوبر 2009

فليشهد التاريخ أني ملحد ..!! ( القرار الأخير ) .!

من هنا.. فليشهد التاريخ أني ملحد؟ ( بيان )

رسالتي إلى كل إنسان :
..
حيرة.. وسهر..
غربة.. ووحدة ..
خوف.. وهلع..
شبهات تولد مع شروق شمس الرب العظيم..
وتكبر عند انتشار ظلام الليل الدامس..
فؤادي يختنق بأحبال شبهاتي.. فهو من الموت قريب..
أطوف بين العلماء أبحث عن سيف يمزق ظنوني.. ويقتل شكوكي.. ويطرد شبهاتي..
لكن...
لا شيء.!
بل أشياء من القسوة.. والغلظة والشدة.. والتوبيخ..
أجدبت عيوني.. وغابت دموعي.. وجفّت جفوني..
وا غربتاه.. وا رحمتاه.. وا شبهتاه..
أسئلة بلا أجوبة.. وشبهات بلا ردود..
استوطنت الشبهات في صدري المسكين..
ودمرت كل يقين فيه..
المعذرة: اقرأ المقال لسطره الأخير أرجوك..

فكان هذا البيان التالي:
الفرار الأخير..
( النفس بفطرتها ، مشوقة إلى المعرفة ، تستشرف كل غيب ، وتشرئب إلى كل مجهول ، فتبحث عن أصل كل شيء وكنهه ، وسببه وعلته ، وسره وحكمته ، فكان دأبي وديدني أن اسأل الشيوخ والرفاق ، عن هذا العالم ..
ما هو ؟
ومتى خلق ؟
وممّ خلق ؟
ومن الذي خلقه ؟ وكيف خلقه ؟
فلا أقابل على هذه الأسئلة إلا بالزجر ، ولا أجاب عليها إلا بالسُّخر ، فيقول المشايخ عني:
هذا ليس بطالب علم ولا دين.. ... إن هو إلا متفلسف سخيف.. حتى عمّ هذا التسخر من كل الرفاق ، فنبذوني ، وتسابقوا ، ترضيا لواقعهم ، إلى أن نعتوني بأشنع الألقاب ، حتى ضاقت بي الدنيا وما فيها ..!!
وزادني هذا التهكم إصرارا وشكا ، حتى وقر في قلبي أن الحقائق التي أنشدها ، لا تدرك ولا تعلم ، إلا من طريق الفلسفة ، وأن العقل والدين لا يجتمعان ، ولولا ذلك ما نفر مشايخي من الفلسفة ، ولا تهربوا من الخوض معي ، في كل جدل عقلي ، حول سر الوجود ، فأهملت دروس الدين، وأخذت ابحث عن كتب الفلسفة ، فما وجدت منها ، في بلادنا إلا النذر اليسير ، فصرت اقرأ بلا فهم ، وازداد في كل يوم حيرة وشكا ، وثرثرة وجدلا ، وما زال هذا هو حالي ، حتى يأس بعض الناس مني ، وخافوا أن يسري الداء على الرفاق ، فحكموا بطردي من مجالسهم..!! )
تركني الجميع..
أمي.. أبي.. أختي.. صديقي الملحد (من بلاد بعيدة).. فقط.!
فلا صديق يُسمعني صوته، ولا عدو يُرعبني سوطه..
لا أرى أحدا، ولا أحدا يراني..
بقيت وحدي في هذا الكون، أدخل غرفتي ، انكسر فيها ليالي، وأعتكف فيها أيام، أفتش كُتبي ، وأمزق أوراقي، لعلي أجد دواء سُرُوحي، وعلاج روحي ، وضماد جروحي.
لكن للأسف..
الإلحاد يبتلعني.. يأكلني..
الشكوك تحاصرني.. تحيط بي..
الحيرة تموج بقلبي.. وتعبث بدربي..
شكوكي ترتفع لتلامس حافة الفضاء.!
وحيرتي تعلو لتصفع سُحب السماء.!
وأسئلتي أراها جليّة أمامي كخيوط شمس صحراء الصيف القاحلة.!
تدور بين السماء والأرض.!
وتنتشر بالطول والعرض.!
مكتوبة في كل بيداء..!
ومنقوشة على كل سماء.!
ومختلطة في مياه الأنهار.!
ومعلقة بين أوراق الأشجار.!
تنتفض مع كل غبار.!
وتهيج كالإعصار.!
فلا تُبقي في قلبي غير الخراب والدمار.!
..
رباه..
رباه..
رباه..
...
أبكي في المساء .. وأصبح في بكاء..
أمكث في غرفتي نهاري جلّه.!
وأصعد لسطح البيت لأبكي الليل كله..
أصرخ بصوت عال.. وكأنني طفل رضيع.. فقد أبيه وأمه..
أسأل النجم الكبير أين ربّي؟ فلا يجيب.!
وأصرخ بوجه النجم الصغير علّه يخافني.. فيبقى يغازلني بضوئه ولا يستجيب.!!
وأخاطب القمر من إلهي؟؟ فيصد عني ولا يبالي.!
وأصارح الهواء بإلحادي.. علّه يخطفني لربي.. أو يرمي بي إلى مكان سحيق.. لكنه أصم أبكم قاسي..
وأناشد سكون الليل أن ينطق.. أن يتكلم.. أن يهرج..!
لكنه صامت لا يفقه حالي.. ولا يسمع مقالي..
قلق وأرق، رهاب واكتئاب ، هلوسة ووسوسة، صرع ووجع ، إزعاج واندماج ، ظنون وجنون ، قهر وسهر ، غلطة وورطة ، أحلام وأوهام ، كد ونكد، زهق وعرق ، هم وغم ، اختناق وإرهاق، خفقان ودوران، عزلة وعلة، تذمر وتدهور، ضيق وحريق..
ألم كبير..
قواي انهارت.. دموعي سالت.. نفسي تعبت.. روحي ملّت..
رميت بجسدي على حصيري الممزق..وأخذت أبكي .. وأبكي.. وأبكي..
قصتي هذه تتكرر كل يوم..!
وتعاد صياغتها عند كل صباح..!
تركت الجامعة.. وربما فُصلت منها.!
إمام المسجد طردني.. وهو يقول لي السؤال في مثل هذه الأمور بدعة وليست من منهج السلف الصالح.!
ووالديّ أحضرا القارئ ليرقيني فلما انفرد بي وبقينا لوحدنا سألته سؤالا واحدا.. فلم يجيب..
وقلت له قصتي الطويلة فقال أنت رجل موسوس ومريض والله المستعان.!
قلت له أجبني أرجوك فعلاجي في رد سؤالي..
صرخ بوجهي وقال اتق الله ولا تتبع خطوات الشيطان.!
ثم أومئ برأسه الغبي والتفت لأبي وقال: ابنك أخشى عليه من عذاب جهنم.!
قلت له هل أنت خازنها؟
سكت وأخذ يتمتم ويتعوذ ويهلل.. وأظنه قال: عافانا الله .. عافانا الله
هربت من عنده وأنا مقهور.. وكنت اسأل نفسي..
هل هؤلاء هم رجال الإسلام الذين يملكون لكل سؤالا جوابا.. ؟
ما أغلظهم وما أقساهم عليّ..
جفاء صلب جدا.!
...
كرهت كل شيء..
اعتزلت الناس..
وهربت إلى المأوى الوحيد الذي يقبلني وأقبله( غرفتي )..
فذاك هو عالمي الواسع والضيق..!!

وما زلت أبحث عن إلهي..!
..
دائما ما أردد..
إلهي..
خذني إليك..
ويكفيني ..!



وكتبه عام الفيل على لسان ملحد..!
يا سادة هذا مشهد من حالة ملحد أعرفه جيدا يبحث عن الحقيقة
يقول باسكال(صنفان من الناس فقط يجوز أن نسميهم عقلاء: وهم الذين يخدمون الله لأنهم يعرفونه، والذين يجِدّّون في البحث عنه لأنهم لا يعرفونه )..
لذلك كان حقا علينا من باب الحاجة والضرورة إن لم يكن من باب الحق والعبادة والتقوى ومن أجل سلامة عقولنا وسلامة قلوبنا وسلامة إنسانيتنا ومثلها العليا وسلامة المجتمع أن ندعو إلى الإيمان بالله ونُيسره للعقول ونشرح له الصدور.. فمن لهؤلاء الصبية؟؟


عام الفيل:
n1n19@hotmail.com