الثلاثاء، 30 يونيو 2009

ديوجين .. صاحب المصباح ..!

يحكى أنه عاش في أثينا خلال القرن الثالث قبل الميلاد رجل اسمه ديوجين.. وكان يلقب ،نظراً لأسلوب حياته، بالـ ( Cynic) وهي كلمة إغريقية تعني بالإنكليزية (dog) أما معناها بالعربية فتستطيعون البحث عنه إن شئتم...ومن هنا جاء اسم الاتجاه الفلسفي المعروف بالـ (Cynicism) أو الكلبية..ذهب هذا الرجل يوماً إلى الفيلسوف اليوناني أنتيثينس (وهو أحد أتباع سقراط ) وطلب منه أن يقبل به كتلميذ.. فرفض الأستاذ.. وعندما ألح ديوجين بطلبه .. ضربه أنتيثينس بعصاه، فقال ديوجين: "اضربني كما تشاء.. لكنك لن تجد أبداً عصاً أصلب من تصميمي على البقاء والاستماع لما تقوله.. طالما أنه يستحق الاستماع"...وعندها أُعجب الأستاذ به وقبله بين تلامذته... ومنذ ذلك الوقت أُعتبر ديوجين أحد أهم الفلاسفة الكلبيين..يؤمن هذا المذهب بمبدأ سقراط القائل بأن الفضيلة هي غاية الحياة وهي سر السعادة.. حيث عرّف الفضيلة بأنها المعرفة.. ثم كل من جاء بعده حاول الوصول لهذه الفضيلة كل على طريقته... وكانت الكلبية هي أحد المدارس الثلاث التي تفرعت عن السقراطية ( الرواقية، الأبيقورية، الكلبية)بالنسبة للكلبيين فقد كانوا يرون أن السعادة هي المقدرة على التخلي عن كل شيء.. وأنها تتحقق بالعيش وفقاً للطبيعة وعبر تحقيق الاكتفاء الذاتي بالاستغناء عن كل ما هو زائد عن الحاجة ..طبعاً لا يعتبر المذهب الكلبي مدرسة فلسفية منظمة بكل معنى الكلمة وإنما كان طريقة حياة أكثر من كونه نظام فلسفي..كانوا يرفضون كل ما هو سائد من أعراف وقوانين وعادات وتقاليد ولم تكن نظرة الناس إليهم تهمهم في شيء.وكان ديوجين أشهر رواد هذا المذهب..وأكثرهم طرافة.. لأنه كان يطبق نظريته عملياً.. ليثبت للناس أن الفضيلة ليست مجرد نظريات فلسفية...حيث لم يكن يملك أي شيء .. وكان معتاداً على ضبط النفس والتقشف الصارم معرضا نفسه إلى البرد والحر الشديدين.. فكان يرتدي عباءة خشنة ويحمل عصا ومحفظة صغيرة.. ويعيش في برميل!!عُرِف بازدرائه للغنى وذمه لمظاهر الترف والإسراف والتبذير.. والاكتفاء بما يتفضل به الناس عليه من طعام..كان يقول أنه فقط أولئك الذين اعتادوا على الحياة الناعمة.. سيشعرون بالتذمر عندما يجربوا العكس..أما أولئك الذين اعتادوا على حياة خالية من المتع.. فيبدو أنهم يجدون متعة أكبر في ازدراء مباهج الحياة...تماماً كما يجد المحب قيمة ومتعة أكبر في البعد عمن يحب!!
يقال أن ديوجين كان طوال حياته يحمل مصباحاً مضيئاً ويتجول به نهاراً بحثاً عن (honest man)..اعذروني فلم أجد بديلاً مناسباً لهذه الكلمة وعندما بحثت عنها في القاموس أعطاني كل هذه المعاني:)شريف.. محترم.. فاضل.. أمين.. مستقيم.. صادق.. صريح.. مخلص.. متواضع.. بسيط.. بريء( فلم أعرف كيف يمكن أن تجتمع كل هذه المعاني في رجل واحد!!!ولهذا عذرت ديوجين الذي لم يستطع أن يعثر بين شعبه على هذا الـ (أونست مان) ..فكيف له أن يجد رجلاً لم أجده حتى في قاموس!!(ملاحظة: الرجل هنا يُقصد بها الإنسان بشكل عام)

والآن أصبح مصباح ديوجين .. مصباح الحكمة.. و رمزاً للبحث عن الحقيقة..ويبدو أن كل المثقفين العرب يحملون مصباح ديوجين!!فعندما حاولت البحث عن ما يمكن أن يكون قد كُتب عن ديوجين في الصفحات العربية.. فوجئت أن الجميع يقول ( أنا أحمل مصباح ديوجين) بحثاً عن شيء ما!!!أما بالنسبة لديوجين فيبدو أنه لم يكن يبحث عن شيء (يعرف مسبقاً أنه لن يجده) بقدر ما كان يحاول خلال هذا البحث أن يكشف الناس على حقيقتهم.. فكان يلجأ للسخرية والتهكم ليفضح طبائع البشر وسلوكهم...بمعنى أنه كان: a sneering fault-finderسُئِل مرة: هل الموت شر؟أجاب: كيف يمكن أن يكون شر .. ونحن لا نشعر به عندما يكون بيننا!!وعندما قال أحدهم بأن الحياة هي الشر..قال: ليست الحياة .. وإنما ممارستها بشكل خاطىء!!سأله أحدهم: لماذا تدرس الفلسفة؟؟فأجاب: ما أهمية أن تعيش.. إن لم تتعلم كيف تعيش بشكل جيد!!رأى ذات مرة شاباً متأنقاً بشكل مبالغ به فقال:هو حمقٌ للرجال.. وسذاجةٌ للنساء...سُئِل مرة: لماذا يتصدق الناس على المتسولين ولا يفعلون ذلك مع الفلاسفة؟؟قال: الناس تتصدق على المتسولين لأنهم يخشون أن يصبحوا مثلهم.لكن لا أحد يتوقع أنه سيصبح فيلسوفاً يوماً ما!!!سأل يوماً بخيلاً شيئاً من الطعام..فقال له البخيل: سأعطيك لو استطعت إقناعيفقال ديوجين: لو كنت أستطيع إقناعك .. لأقنعتك بشنق نفسك!! ذات مرة كان مسافراً فأمسك به قطاع الطرق وساقوه إلى سوق النخاسة لبيعه كعبد.. وعندما سألوه: ماذا بإمكانك أن تفعل؟؟قال: أحكم الرجال.. بيعوني لمن يريد سيداً له!!وعندما سمعه أحدهم.. أخذه إلى بيته وجعله معلماً لأولاده...يبدو أن هذه الحادثة قد تركت أثراً واضحاً في نفس المواطن العربي.. حيث يستخدمها الكاتب العربي في مقالاته السياسية.. إذ يرى في ديوجبن صورة للحاكم العربي أو الغربي (لا فرق).. الذي مازال يصرخ فينا قائلاً: من يشتري له سيداً؟؟والغريب أنه مازال يجد من يشتريه!!! رغم أنه لم يعد يحمل مصباح الحكمة!!!سُئِل مرة: هل الموت شر؟أجاب: كيف يمكن أن يكون شر .. ونحن لا نشعر به عندما يكون بيننا!
وعندما قال أحدهم بأن الحياة هي الشر..قال: ليست الحياة .. وإنما ممارستها بشكل خاطئ!!سأله أحدهم: لماذا تدرس الفلسفة؟؟فأجاب: ما أهمية أن تعيش.. إن لم تتعلم كيف تعيش بشكل جيد!!رأى ذات مرة شاباً متأنقاً بشكل مبالغ به فقال:هو حمقٌ للرجال.. وسذاجةٌ للنساء..سُئِل مرة: لماذا يتصدق الناس على المتسولين ولا يفعلون ذلك مع الفلاسفة؟؟قال: الناس تتصدق على المتسولين لأنهم يخشون أن يصبحوا مثلهم..لكن لا أحد يتوقع أنه سيصبح فيلسوفاً يوماً ما!!!سأل يوماً بخيلاً شيئاً من الطعام..فقال له البخيل: سأعطيك لو استطعت إقناعيفقال ديوجين: لو كنت أستطيع إقناعك .. لأقنعتك بشنق نفسك!! ذات مرة كان مسافراً فأمسك به قطاع الطرق وساقوه إلى سوق النخاسة لبيعه كعبد.. وعندما سألوه: ماذا بإمكانك أن تفعل؟؟قال: أحكم الرجال.. بيعوني لمن يريد سيداً له!!وعندما سمعه أحدهم.. أخذه إلى بيته وجعله معلماً لأولاده...يبدو أن هذه الحادثة قد تركت أثراً واضحاً في نفس المواطن العربي.. حيث يستخدمها الكاتب العربي في مقالاته السياسية.. إذ يرى في ديوجبن صورة للحاكم العربي أو الغربي (لا فرق).. الذي مازال يصرخ فينا قائلاً: من يشتري له سيداً؟؟والغريب أنه مازال يجد من يشتريه!!! رغم أنه لم يعد يحمل مصباح الحكمة!!!
كانت هناك عدواة بين أفلاطون وديوجين..حيث كان أفلاطون يمجّد المدينة الفاضلة وحكامها.. وكان يرفض أي نوع من الآداب والفنون إن لم يتغنوا بالحاكم والمدينة الفاضلة...أما ديوجين فقد كان يرفض كل هذه المظاهر الكاذبة وكان يسخر من المدينة الفاضلة وينقد قوانين المجتمع والحضارة السائدة وكان يعبّر عن رفضه هذا عملياً بأسلوب حياته..ذات مرة رآه أفلاطون يغسل الخس ( كان يفعل ذلك للحصول على لقمة عيشه) فقال له أفلاطون: لو توددت للحاكم لما اضطررت لهذا العمل..أجابه ديوجين: لو غسلت أنت الخس.. لما اضطررت لتملق الحاكم!!!نعت أفلاطون مرة ديوجين بالـ ( dog) .. فأجابه ديوجين: هذا صحيح... لأنني دائماً أعود إلى أولئك الذين يبيعونني!!!كان ديوجين يقول عن محاضرات أفلاطون بأنها إضاعة للوقت..وذات مرة كان أفلاطون يحاضر بين طلابه ويعرّف الإنسان بـ (حيوان بلا ريش ويمشي على قدمين)فدخل ديوجين حاملاً بيده (صوص) وقال:انظروا.. ها هو إنسان أفلاطون!!! كان ديوجين يأكل تيناً مجففاً فرآه أفلاطون فسمح له أن يشاركه بها.. فتقدم أفلاطون وأكل التين.. فقال ديوجين: قلت لك أن تشاركني به لا أن تأكله كله!!
يقال أن الاسكندر الكبير( ملك مقدونيا وأحد عباقرة الحرب في كل العصور) مر يوماً بديوجين فوجده جالساً في برميله يستحم بأشعة الشمس، فوقف الاسكندر أمامه قائلاً:- أنا الملك الإسكندر الكبير..- وأنا ديوجين الكلبي..- ألست خائفاً مني؟؟- هل أنت رجل صالح أم شرير؟؟- بل أنا رجل صالح..- ومن يخاف من الصالح إذاً!!ثم سأله الاسكندر: هل تعيش في هذا البرميل فقط لكي تلفت انتباه الناس وإعجابهم بك؟؟؟قال ديوجين: وهل فعلاً تريد أنت فتح بلاد فارس وتوحيد كل بلاد الإغريق.. أم تفعل ذلك فقط لتنال الإعجاب؟؟؟ابتسم الاسكندر وقال: هذا برميل مليء بالحكمة.فقال ديوجين: أتمنى لو كان لدي بدل هذا البرميل المليء بالحكمة.. نقطة واحدة من الحظ الجيد..للحكمة طعم مر.. وأحياناً تودي بك إلى الهلاك.. بينما الحظ يفتح لك أبواباً ويحقق لك سعادة ما كنت تحلم بها!!!أعجب الإسكندر.. الذي يعرف جيداً معنى الحظ.. بكلام ديوجين ، ثم أخبره أن يطلب منه ما يشاء ليلبيه له..فأجابه ديوجين بهدوء : أريد منك شيئاً واحداً...إنك الآن تقف أمامي وتحجب عني أشعة الشمس..لذا لا تحرمني من الشيء الوحيد الذي لا تستطيع منحي إياه...
لا تحجب شمسي بظلك!!وينقل عن الاسكندر الكبير أنه قال: لو لم أكن الاسكندر الكبير.. لتمنيت أن أكون ديوجين..كما يقال أنهما ماتا في نفس اليوم.. ديوجين عن عمر يناهز التسعين والاسكندر عن عمر لا يتجاوز الثلاثة والثلاثين...حيث قرر ديوجين ذات يوم أن يتوقف عن التنفس ويمنع الهواء من الدخول إلى رئتيه.. ربما اقتنع يومها أنه لا جدوى من البحث!!!ترى.. خلال جلوسه في ذلك البرميل وتجوله مع ذلك القنديل.. هل كان ديوجين يرى ما لم يستطع رؤيته الآخرين!!!
منقول ..!

الجمعة، 26 يونيو 2009

النفثة الأولى

..
ألا ربما ضاق الفضاء بأهله
وأمكن ، من بين الأسنة ، مخرجُ
محمد بن وهيب ، ديوانه ص 66

الأربعاء، 24 يونيو 2009

فلنعش ..!


إهداء خاص لــ ( بريق في سماء مظلمة ) ..! مع التحية المقهورة ..!

لا تَسَــــــــلْ أين الهوى والكـــوثرُ
سَكَتَ الشــــــــــــادي وبُحَّ الوتـــرُ
فـــجــأةً ... وانـــقــــلب العُرسُ إلى

مَأتمٍ ...مــــاذا جـــــــرى؟ مـــا الخبرُ
ماجــتِ الــدنيا بمـــــن فيها ، كما

ماج نـــــهــــــــــــرٌ ثائرٌ مُنكــــــدرٌ
كُلهم مُســــــتَفسِـــــرٌ صَـــــاحـــبه

كلُّهم يُؤذيه من يَســــــتَفـــسِـــر
هَــمَــــسَ المــــوتُ بهــم هـــــمستهُ

إن هــمــــس المـــــوت ريحٌُ صَــــرصَرٌ
فـــــإذا الحــــيرةُ في أحــــــداقهم

كــيفـــما مالـــوا وأنى نــظــــــروا
عـــــلِموا ... يا ليتهــــم ما عَــــلِموا

أنَّ دنــــيا مــــن رؤىً تُحــــتَضَـــــــرُ
والذي أطــــــــربهــــم عن قُــــدرةٍ

بــــات لايقـــــوى ولا يــــــــقــــــتدرُ
يَبِسَ الضِّــحــــكُ على أفــــــــواههم

فهــو كالسُّخــــرِ وإن لم يسخــروا
وإذا الآسي ... يـــــــدٌ مخــــــــــذولةٌ

ومُــــحـــيا اليأسُ فـــيه أصـــفــــــرُ
شاع في الدنياالأسى حتى شكت

أرضُــها وطــــــــــــأتَهُ والجَــــــــــدرُ
فــــعــلى الأضواء مِنه فـــــــــــــترةٌ

وعــلى الألــــوان مِــــنه أثـــــــــــــــرُ
والقــــــناني صُــــــــورٌ باهِـــــــــتَةٌ

والأغــاني عَــــــالم مُـــــنــــــدثـــــرُ
ألهــــنا أُفـــــــلِت مــن أيديــــهـــمُ

والأمـــــاني ...؟ ..إنهــــا تــنـــتـحِرُ

.. إيليا أبو الماضي ..

الأحد، 21 يونيو 2009

واحد سلطة ع الطاير يا معالي الوزير ..!

.
واحد سلطة ع الطاير يا معالي الوزير ..!

..
إذا سمعت شابا يصرخ آخر الليل وينادي أمه فاعلم أنه عاطل عن العمل..
وإذا وجدت فتى ينظف الصحراء من التراب فاعرف أنه عاطل..
وإذا لاحظت أحدهم يحاول الطيران من فوق السطح فتأكد أنه جامعي عاطل..
وإذا رأيت مراهقا يغني لراشد الماجد فاعرف أنه عاطل عن العمل ومطرود من المدرسة..
وإذا رأيت من يكتب في الشبكة الليبرالية فصدقني ما هو إلا ضحية للعطالة والبطالة..
ضحايا..
اسأل الله أن يشفيهم..
..
مسكين هذا الجيل والجيل اللاحق..
ينتظرهم مستقبل يؤهلهم لجميع أنواع الأمراض النفسية..
والجنونية..! والهلوسية..!
فما عادت السماء تمطر وظائف حكومية..
كما قال العملاق معالي وزير العمل غويزي.. ( من ينتظر إمطار السماء بالوظائف الحكومية سيطول انتظاره)..
ثم يقول " ولو عمل هؤلاء بإرادة قوية لما بقي واحدا منهم عاطلا عن العمل..
أغلق أبو أم أبواب الأمل في وجوه الشباب الطموح..
وأنا أقول.. لو عملت يا معالي الوزير بإرادة قوية لما بقي أحدا عاطلا عن العمل..
...
خرج الأستاذ الشيف: غويزي بوسائل الإعلام المختلفة ليعطي شبابنا دروسا في الطهي..
يقدم الكافي للزبائن.. ويقطّع السّلطة ( الزلطة ) أمام الشاشات وكميرات التصوير..
وهو يرتدي ملابس ضيقة جدا.. تدعو للفتنة والإثارة..
استفسار: هل هناك كتاب للطهي من تأليف سعادته.؟
وزير وشاعر وراوي ومفكر وكاتب ومحنك ووو.. ويعرف يقطّع السلطة ويقدم قهوة.. بسم الله عليه..
واحد سلطة يا معالي الوزير ع الطاير..
...
نعم أيها الجيل الصاعد.. تعلموا الطهي.. والقهوة العربية الأصيلة..!
...
هنا وظائف شاغرة..
· وظيفة شاغرة في بوفية أبو أحمد للوجبات السريعة.. يشترط أن يكون المتقدم حسن المظهر وحسن السيرة والسلوك وعنده ( دبّاب أبو كفرتين ) ورخصة قيادة.. وبس..!
· بقالة ( تموينات) بحاجة إلى مواطن صالح يجيد اللغة الانجليزية والحاسب الآلي..
· معلمة بحاجة إلى سوّاق بلدي.. الشروط يكون عنده محرم .. وخبرة ثلاثة سنوات .. وسيارة جديدة..
· شركة في الربع الخالي بحاجة إلى موظفين جامعيين..

... إلخ

عام الفيل ..!
n1n19@hotmail.com


رحيل ..

أذكى الجميع ..

..
.
أذكي الجميع ، برأيي ،
هو من ينعت نفسه بالغباء مرة واحدة في الشهر على الأقل..



فيودور دوستو يفسكي

السبت، 20 يونيو 2009

إلى القاريء


الزنبقات السود في قلبي
و في شفتي ... اللهب
من أي غاب جئتي
يا كل صلبان الغضب ؟
بايعت أحزاني ..
و صافحت التشرد و السغب
غضب يدي ..
غضب فمي ..
و دماء أوردتي عصير من غضب !
يا قارئي !
لا ترج مني الهمس !
لا ترج الطرب
هذا عذابي ..
ضربة في الرمل طائشة
و أخرى في السحب !
حسبي بأني غاضب
و النار أولها غضب !
.. محمود درويش

الجمعة، 12 يونيو 2009

لا تيأس يا رفيق المسن..

.
لا تيأس يا رفيق المسن ..

لم أره منذ سنين.. لا تحسبوه بعيدا عني بل هو أقرب من كوكب زحل بكثير.. ليس بيني وبينه سوى قارتين فقط..
حملتنا الدنيا على ذات ألواح ودسر .. وعادت ( عوايدها ) ونثرتنا نثرَ عزيز مقتدر .. ورمتنا في ( شتات ) بأمر قد قُدر .. وكأني أرى أمام عينيّ شيء من سِحر .. لا تعجبوا فالأمر جِدُّ خطر فهل من مدكر ؟؟
حادثته عبر الماسنجر .. وتكلمت معه وكأنه مطعون بخنجر .. أنفاسه ضيقه .. يحمل القارات السبع فوق رأسه.. كلماته مخيّبة .. ونفسه محطمة .. لا يرى ناصر .. ولا يعرف شاكر ..
قال الشارح رحمه الله (ناصر وشاكر قيل أنهما رجلين عقيمين ماتا ولم يخلفا ذرية ) انظر إلى كتاب ( بهجة الكافر والداشر بموت ناصر وسيدنا شاكر ) ..
باختصار سديد .. لمناظرات دامت عن الساعة بل تزيد .... اكتشفت أن صديقي مصاب بمرض شديد .. رُوج له في كل بقعة يسكنها إنسان..مريض بمرض اليأس .. وكثرة البأس .. يتمنى أن لو تنهي حياته بضربة فأس ..دهشت .. ذهلت .. حاولت علاجه .. وتصريف عَجاجه .. ( لا نتيجة )
لم أعرف .. ولن أعرف .. و ( ما فيش أمل ) يا عالم توقفت عن أكذوبت إقناعه ..لأني استحييت من نفسي عندما تذكرت قول الفاضح ( يداوي الناس وهو عليل ) ..وقول الآخر ( هلا لنفسك كان ذا التعليم ) ..
عندها ..
لا حديث..!

لا أود أن أتحمل مسؤولية تعذيب الناس ..

..
.
لا أحب أن أبدي رأيي أو أسدي نصحي في أمرين :
الدين والزواج ..
لأنني لا أود أن أتحمل مسؤولية تعذيب الناس
لا في الدنيا ولا في الآخرة..


..اللورد شسترفيلد

الاثنين، 8 يونيو 2009

يا أيها القوم .. اعبروا .. ودوسوا على رقابنا ..!

يا أيها القوم .. اعبروا .. ودوسوا على رقابنا ..
الإشارة خضراء .. أو حمراء ..
..
إليهم ..!!

.. ولكن لنا طلب وحيد منكم أيها العابرون ( طلب ليس إلا ) والأمر لكم من قبل أن تدوسونا .. ومن بعد أن تدوسونا مرة أخرى..!!
طلبنا هو أن تنزعوا نعالكم .. من أجل أن نفوز بملامسة جسدكم الطاهر وهو يعلو رقابنا السمراء ..
فنحتك بجلدكم .. ونلامس أخمص أقدامكم ..!!
وحتى نستمتع بعّصر أرجلكم .. وتطرب أسماعنا بفرقعة أصابعكم .. وتدغدغونا بأنامل أقدامكم ..
فأضحكونا وأنتم تدوسونا ..!!
وأسعدونا وأنتم تهينونا ..!!
فسنصبر على ضخامة أجسادكم .. وعظمة بطونكم..!!
ووزنكم الذي جاوز الكثير ..!!
فزيدوا عظامكم قوة .. ولا عليكم من عويلنا .. وصراخنا .. ودموعنا .. وأزيزنا .. وبكائنا ..!!
ولا تغريكم وجوهنا الحزينة .. وأرواحنا البريئة.. في العفو عنا ..!! أو التعاطف معنا .. أو التساهل من أجلنا ..!!
نريد قمة الجبروت ..!! نريد جحيما لا مثيل له ..!!نريد قتلا بطريقة تعلو على الطريقة الفرعونية..!! وتُخجل محاكم التفتيش ..!!
نريد تعذيبا لا شبيه له .! نريد موتا صعبا صعبا .! نريد هلاكا لا نظير له .!نريد قتلا يزيدكم سعادة .. نريد خنقا تستلذ به أرواحكم ..!! وتطمئن به أفئدتكم ..!! وتعلو به منازلكم ..!! وتضحك عليه أسنانكم .. وتحلو به أيامكم ..!!وتحجزون به أماكنكم في دركات جهنم ..!!
..
اعبروا .. اعبروا .. ودوسوا على رقابنا السمراء ..رقابنا السمراء .. رغم أنها كانت معنا منذ الولادة ..!!
لكن هي في الحقيقة لكم .. ولكم فقط ..!! رغم أنوف آبائنا وأمهاتنا ..!! وأنفسنا ..!! وكل شيء ..!!
رقابنا السمراء .. ما هي إلا عرية.. وانتهت مدة بقائها .. وجاء وقت أخذها ..!!
فشكرا لصبركم علينا ..!! وتحملكم لنا ..!! وما قصرتوا ..!! ( إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب ) ..!!
فتفننوا .. وأبدعوا .. بخنق أنفاسنا .. وتمزيق أجسادنا .. وقهر أرواحنا ..!! ..
فاعبروا .. ودوسوا .. ثم دوسوا ..ثم دوسوا ....
فيا أيها القوم : الإشارة خضراء أو حمراء لا يهم ..!! هيا اعبروا .. ودوسوا على رقابنا السمراء ..
..
عام الفيل ..!

الأحد، 7 يونيو 2009

الشرور الصغيرة والكبيرة

..

من أعظم مهمات الحضارة
هي أن تنتصر على الشرور الصغيرة والكبيرة
التي تنتج عن فقدان التسامح والعداوة
بين الأفراد والشعوب .

..
ابراهام لنكولن

الاثنين، 1 يونيو 2009

هل أقسمنا ان نكون زعماء في الفشل ..!

.
هل أقسمنا ألا نصنع الفكرة ؟؟؟
هل أقسمنا.. ألا نكون أذكياء ولو ليوم واحد فقط ؟ ؟ ؟!!
تمر علينا أسابيع .. بل شهور .. حتى تنتهي السنة ولم نبتكر ولو فكرة !!
وتمر بنا فرص تدعونا للتفكير والابتكار فلا نلقي لها بالا .. ونأبى إلا أن نكون جحوشا !!
وتعرض للشخص منا أعمالا تدعوه لتشغيل مخه الكبير وعقله المنير ولا يستجيب لها !!
ونعتذر بأعذار واهية .. ونختلق حجج بايجة .. ونتهرب لأمور غير واضحة ..
هل أقسمنا ألا نصنع الفكرة ؟
أم رضينا على ما نحن عليه من سكرة ؟
أين الفكرة التي تشغل العالم وتقيمه فلا تقعده ؟
أين الفكرة التي تخدم دينك وتنصره ؟
أين اللمسة المبدعة التي ترفع شأنك وتبرزه ؟
أين الابتكار الذي ينفع بلدك ويرفعه ؟
أين الابتكار الذي يجلب لك السعادة ؟
أين تضع نفسك في عالم المبدعين والمفكرين والمبتكرين ؟
عفوا .. ( ولا مؤاخذة )
إذا كنت مجنونا رفع عنك القلم فلا تتحمس لقراءة ما بقي من المقال فالكلام ليس للمهابيل وإنما لأولي الألباب فقط .
أخي الحبيب :
لا نريد أفكارا توصلنا إلى كوكب زحل .. ولا نريد أفكارا ترمينا من دائرة الأرض .. ولا نريد أفكارا تجعلنا نطوف حول الشمس ..
وإنما نريد أفكارا تصنع لنا الحياة .. وتنير لنا الدنيا .. وتعيننا على أسرار العيشة ..
نريد أساليب مستحدثة وتفنن وابتكار وتجديد ورٌقي بالأداء نريد أن نسحر الدنيا كما سحرها أسلافنا .. يا أولي العقول ..
هيا لنحاول لنعمل لنقدم لنساهم لنتقن لنبدع لنتميز لننجز لنسير..
سيروا فإن لكم خيلا ومضمارًا
وفجروا الصخر ريحانًا ونوَّارًا
سيروا على بركات الله وانطلقوا
فنحن نُرْهِف آذانًا وأبصارًا
وذكرونا بأيام لنا سلفتفقد
نسينا شرحبيلا وعمارًا
هيا لنبدأ لننجح لنصنع لنبتكر لنجدد لنتفنن لنتفوق لنتطور لنجرب ..
ألم تر أن العقل زين لأهله
ولكن تمام العقل طول التجارب
هيا لنعيش عيشة العظماء ولنسير مسيرة الكبار ولنبتسم ابتسامة العاملين ولنكون من صناع الحياة ..
هيا أيها الحبيب ابدأ لتكون إنسانا ساعيا في حياته رغم مآسيها فإنك تستطيع أن تفكر..
أرجوك لا تتوقف ..
حاول ..
جرب ..
لا تنجح في الأولى ..
ولا في الثانية ..
ولا حتى في الألف ..
ولكن حتما ستنجح في الألف وواحد ..
إني رأيت وقوف الماء يفسده
إن ساح طاب وإن لم يجر لم يطب
والأسد لولا فراق الغب ما افترست
والسهم لولا فراق القوس لم يصب
والشمس لو وقفت في الفلك دائمةً
لملها الناس من عجم ومن عرب ..
تذكر : النجاح ليس بابا بل سلما ..
عااام الفيل ..!!
.
قناة الفيل الفضائية: عام الفيل ..

غرباء

.
أطفئ الشمعةَ واتركنا غريبَيْنِ هنا
نحنُ جُزءانِ من الليلِ فما معنى السنا?
يسقطُ الضوءُ على وهمينِ في جَفنِ المساءْ
يسقطُ الضوءُ على بعضِ شظايا من رجاءْ
سُمّيتْ نحنُ وأدعوها أنا:
مللاً. نحن هنا مثلُ الضياءْ
غُربَاءْ
اللقاء الباهتُ الباردُ كاليومِ المطيرِ
كان قتلاً لأناشيدي وقبرًا لشعوري
دقّتِ الساعةُ في الظلمةِ تسعًا ثم عشرا
وأنا من ألمي أُصغي وأُحصي. كنت حَيرى
أسألُ الساعةَ ما جَدْوى حبوري
إن نكن نقضي الأماسي, أنتَ أَدْرى,
غرباءْ
مرّتِ الساعاتُ كالماضي يُغشّيها الذُّبولُ
كالغدِ المجهولِ لا أدري أفجرٌ أم أصيلُ
مرّتِ الساعاتُ والصمتُ كأجواءِ الشتاءِ
خلتُهُ يخنق أنفاسي ويطغى في دمائي
خلتهُ يَنبِسُ في نفسي يقولُ
أنتما تحت أعاصيرِ المساءِ
غرباءْ
أطفئ الشمعةَ فالرُّوحانِ في ليلٍ كثيفِ
يسقطُ النورُ على وجهينِ في لون الخريف
أو لا تُبْصرُ? عينانا ذبولٌ وبرودٌ
أوَلا تسمعُ? قلبانا انطفاءٌ وخمودُ
صمتنا أصداءُ إنذارٍ مخيفِ
ساخرٌ من أننا سوفَ نعودُ
غرباءْ
نحن من جاء بنا اليومَ? ومن أين بدأنا?
لم يكنْ يَعرفُنا الأمسُ رفيقين.. فدَعنا
نطفرُ الذكرى كأن لم تكُ يومًا من صِبانا
بعضُ حبٍّ نزقٍ طافَ بنا ثم سلانا
آهِ لو نحنُ رَجَعنا حيثُ كنا
قبلَ أن نَفنَى وما زلنا كلانا
غُرباءْ
.. نازك الملائكة..!