السبت، 25 أبريل 2009

حرامي .. دوت كوم .!

مستلقي على بطني كما هي عادة العزّاب..
أحس أن الدنيا حيزت لي برمتها..
أمامي كوبا من الشاي الأخضر..
وفصفصا من النوع الـ( شامي ) الجميل..
المكيف بارد .. يهاجم شعاع الشمس الحار..!
والهدوء تام.. فالورعان لا وجود لهم.. (مسيرين) على عمتهم صالحة..!
أتصفح النت بجنون..
أبدأ بفتح الإيميل.. وأتصفح رسائل الهوتميل.. ( الظهور دون اتصال )..
اقرأ الرسائل..أرد على بعضها.. وأسفه أي( أطنش ) كثير منها.. لأني لا أعرف مصدرها.. فالهكر أصبحوا بالمجان..!
انتهيت..
الآن سأضع الحالة على (متاح) وفي رواية المسن القديم (في الداخل )..!
انطلقت أتقلب من شبكة.. إلى موقع.. إلى منتدى .. إلى مدونة ..
الروابط تمطر عليك من المتصلين.. مقال رائع.. رواية جديدة.. منتدى كبير.. مقطع من اليوتيوب.. دعوة للمشاركة.. فكرة ناضجة.. رأي سديد.. تصويب لمقال سابق..
الصديق القديم خليفة الكويتي.. كان يغرقني بالروابط الرائعة.. التي لا مثيل لها.. وكان يبهرني بتصفحه في كل شيء.. لكنه غاب.. وغابت الروابط معه.. ربما تكبّر علينا.. ومن حقه.. فالمبدعون.. والشخصيات الكبيرة من أمثاله دائما.. يعيشون في عالم ( الظهور دون اتصال ) ..!
وصديقي الفطين.. حسان.. أبو عبير.. وهو طفل مبدع.. لا أعرف كيف السماء عرفتني به.. وجعلت بيننا مودة هائلة.. أظنه جائزة القدر الإلهي..
وغيرهم كثير..!
المهم::
انتهيت من كل شيء أمامي.. قرأت ما أريد.. وكتبت الجديد..
ماذا أفعل الآن.. سأفعل ما أعتدت على فعله بعد كتابت كل مقال..
سأكتب في مستطيل آية الله: قوقل .. عنوان آخر مقال نشرته..
إنه: أمي تقول: الدش ممنوع يا ولدي..!
خرجت لي الصفحات.. لأبدأ وأتعرف على آخر اللطشات..
تجولت كثيرا..
إلا أني وجدت من يلطش بحماقة الجاهلية الأولى والثانية والرابعة والمليون.. ورأيت من ينسب المقال له دون ذكر مصدره.. أو يكتب أقل شيء لفظ ( منقول ).. أو ( مسروق ) .. أو اممممم ( ملطوش ) ..!
يهون كل ذلك.. صدقوني يهون..
...
..
.
المصيبة..
رأيت رجلا أو طفلا..أو ورعا.. لا أدري.. لاطشا ( سارقا ) مقالاتي كلها.. وليست هنا المشكلة.. وإنما العويصة العظمي.. أنه يكتب باسمي أيضا..
نعم.. يكتب باسم عام الفيل.. جعل الفيل يجلس فوقه..!!
سحقا..!
تبا..!
على هوى .. بس..!
..
عاد .. تراني عصبت ..!
...
لن أكمل أخاف صديقي ماجد يزعل ..!!
..!

شكرا لأخي الصغير البكاش..!



.. ود .. وورد..!

ابن زريق البغدادي .. وقصيدته اليتيمة ..!

*****
ابن زريق البغدادي: ( أبي الحسن علي بن زريق الكاتب البغدادي )
شاعر قتله طموحه ، يعرفه دارسو الأدب ومحبوه ، لكنهم لا يعرفون له غير هذا الاثر الشعري الفريد يتناقله الرواة،
وتُعنى به الدواوين الشعر العربي .
فإذا ما تساءلنا عن الشاعر ، و عن سائر شعره ، فلن نظفر من بين ثنايا الصفحات بغير بضعة سطور ،
تحكي لنا مأساة الشاعر العباسي (ابن زريق البغدادي)
الذي ارتحل عن موطنه الأصلي في بغداد قاصدا بلاد الأندلس عله يجد فيها لين العيش وسعة الرزق ما يعوضه عن فقره..
ويترك الشاعر في بغداد زوجة يحبها وتحبه كل الحب ،
ويخلص لها وتخلص له كل الاخلاص، من أجلها يسافر ويهاجر ويغترب،
وفي الأندلس يجاهد الشاعر ويكافح من أجل تحقيق الحلم لكن التوفيق لا يصاحبه ، والحظ لا يبتسم له ،
ويمرض ، ويشتد به المرض ثم تكون نهايته في الغربة ..
((ذ كر ابن السمعاني لهذه القصيدة قصة عجيبة فروى:أن رجلا من أهل بغداد قصد أبا عبد الرحمن الأندلسي
وتقرب إليه بنسبه فأراد أبو عبد الرحمن أن يبلوه ويختبره فأعطاه شيئا نزراً فقال البغدادي إنا لله وإنا إليه راجعون
سلكت البراري والقفار والمهامه والبحار إلى هذا الرجل فأعطاني هذا العطاء النزر فانكسرت إليه نفسه
فاعتل ومات وشغل عنه الأندلسي إياما ثم سأل عنه فخرجوا يطلبونه فانتهوا إلى الخان الذي هو فيه وسألوا الخانية عنه
فقالت إنه كان في هذا البيت ومذ أمس لم أبصره فصعدوا فدفعوا الباب فإذا هو ميت وعند رأسه رقعة فيها مكتوب:
لا تعذليه فإن العذل يولعه
قد قلت حقا ولكن ليس يسمعه
وذكر أبياتا من القصيدة غير تامة قال فلما وقف أبو عبد الرحمن على هذه الأبيات بكى حتى خضب لحيته
وقال وددت أن هذا الرجل حي وأشاطره نصف ملكي وكان في رقعة الرجل منزلي ببغداد في الموضع الفلاني
المعروف بكذا والقوم يعرفون بكذا فحمل إليهم خمسة آلاف دينار وعرفهم موت الرجل ))
ويضيف الرواة بعدا جديدا للمأساة ، فيقولون إن هذه القصيدة التي لا يعرف له شعر سواها
وجدت معه عند موته سنة 420 من الهجرة ،
يخاطب فيها زوجته ، ويؤكد لها حبه حتى الرمق الأخير من حياته.
ويترك لنا-نحن قراءه من بعده- خلاصة أمينة، لتجربته مع الغربة والرحيل، من أجل الرزق ،
وفي سبيل زوجته التي نصحته بعدم الرحيل فلم يستمع لها.وهو في ختام القصيدة نادم..
حيث لم يعد ينفع الندم أو يجدي ..متصدع القلب من لوعة وأسى حيث لا أنيس ولا رفيق معين
والمتأمل في قصيدة ابن رزيق البغدادي لابد له أن يكتشف على الفور رقة التعبير فيها ، وصدق العاطفة
وعمق التجربة .فهي تنم عن أصالة شاعر مطبوع له لغته الشعرية المتفردة ،
وخياله الشعري الوثاب، وصياغته البليغة المرهفة
******
يقول ابن زريق البغدادي في مستهل قصيدته مخاطبا زوجته:
لا تعذليه فإن العذل يولعه = قد قلتِ حقا ولكن ليس يسمعه
جاوزت في لومه حدا أضر به = من حيث قدّرتِ أن اللوم ينفعه
فاستعملي الرفق في تأنيبه بدلاً =من عذله فهو مضنى القلب موجعه
قد كان مضطلعا بالخطب يحمله = فضيقت بخطوب الدهر أضلعه
يكفيه من لوعة التشتيت أن له =من النوى كل يوم ما يروعه
ما آب من سفر إلا وأزعجه = رأي إلى سفر بالعزم يزمعه
كأنما هو في حل ومرتحل = موكلٌ بفضاء الله يذرعهُ
إن الزمان أراه في الرحيلِ غنى = ولو إلى السند أضحى وهو يزمعه
وما مجاهدة الإنسان توصله =رزقا، ولا دعة الإنسان تقطعه
قد وزّع الله بين الخلق رزقهمُ = لم يخلق الله من خلق يضيعه
لكنهم كلفوا حرصا ، فلست ترى = مسترزقا وسوى الغايات تُقنعه
والحرص في الرزق-والأرزاق قد قسمت = بغي ألا إن بغي المرء يصرعه
والدهر يُعطي الفتى من حيث يمنعه = إرثا ويمنعه من حيث يطمعه
ثم يلتفت ابن رزيق التفاتة محب عاشق إلى بغداد ، حيث زوجته التي تركها دون أن يستمع إلى نصيحتها ،
مملكته التي أضاعها ولم يحسن تدبيرها:
إنها أستودع الله في بغداد لي قمراً = بالكرخ من فلكِ الأزرار مطلعه
ودّعته وبودي لو يودعني =صفو الحياة ولا أني أودعه
وكم تشبث بي يوم الرحيل ضحى = وأدمعي مستهلات وأدمعه
ومن غدا لابسا ثوب النعيم بلا = شكر عليه فإن الله ينزعه
وفي ختام القصيدة يتحدث ابن زريق عن واقع الحال مع الغربة ، بين الأسى واللوعة ، والندم والألم،
وهنا ينفسح المجال للتأمل ، وينطلق اللسان بالحكمة التي تفجرها التجربة ، ويشرق القلب بالدموع:
اعتضت من وجه خلي بعد فرقته = كأسا أجرع منها ما أجرعه
كم قائل لي ذقت بين ، قلت له: = الذنب ذنبي فلست اليوم أدفعه
ألا أقمت فكان الرشد أجمعه؟ = لو أنني يوم بان الرشد أتبعه
إني لأقطع أيامي ، وأنفذها = بحسرة منه في قلبي تقطعه
بمن إذا هجع النوام بت له = بلوعة منه ليلي لست أهجعه
لا يطمئن لجنبي مضجع ، وكذا =لا يطمئن له مذ بنت مضجعه
ما كنت أحسب أن الدهر يفجعني = به، ولا أن بي الأيام تفجعه
حتى جرى البين فيما بيننا بيد = عسراء تمنعني حظي وتمنعه
قد كنت من ريب دهري جازعا فرقا = فلم أوق الذي قد كنت أجزعه
بالله يا منزل العيش الذي درست = آثاره وعفت مذ بنت أربعه
هل الزمان معيد فيك لذتنا = أم الليالي التي أمضته ترجعه
في ذمة الله من أصبحتَ منزله = وجاد غيث على مغناك يُمرعه
من عنده لي عهد لا يضيعه = كما له عهد صدق لا أضيعه
ومن يُصدع قلبي ذكره، وإذا = جرى على قلبه ذكري يصدعه
لأصبرن لدهر لا يمتعني = به ولا بي في حال يمتعه
علما بأن اصطباري معقب فرجا = فأضيق بالأمر إن فكرت أوسعه
عسى الليالي التي أضنت بفرقتنا =حيناً ستجمعني يوما وتجمعه
وإن تغُل أحدا مناً منّيته =فما الذي بقضاء الله يصنعه؟
مبكية ..! أليست كذلك .؟
.

سهل وميسر .. للحمقى ..!


ليس المصلِح من استطاع أن يفسد عمَل التاريخ ، فهذا سهلُ ميسَّر حتى للحمقى..
ولكنَّ المصلح من لم يستطع التاريخ أن يفسد عمله من بعدُ ..
الرافعي

الأربعاء، 22 أبريل 2009

قال لي .. لماذا كفن أسود ..؟

قال لي .. لماذا كفن أسود.؟

بين يديّ.. كي بوردي الوردي.. ألمس أزراره بدفء.. وأعانق حيّزه بحنان.. وأضم كيانه بحرقة.. وأقبل جسده بشغف..
تتلذذ أناملي باللعب قريبة منه.. بمهارة سريعة.. وبحركة خفيفة.. وكأني أعزف أورق ( بيانوا ).. أو كأني أعبث بأوتار العود العراقي.. أو كأني أنفخ في مزمار العشاق.. أو كأني أحدوا بموسيقى الفلامنكو ..!
الحروف تتراقص قدامي.. وتتمايل لصوت أشجاني.. وتطرب لنغم أحزاني.. وتدمع لموال بياني.. وتغني لسطور كلماتي.. وتشدو لصدى آلامي.. وتردد حروف أوجاعي..
الموضوع يحدو بصوت الناي.. فالجمل تهزُّ فاعلها.. والعبارة تصفق لخبرها.. والنقاط في رقصة الفوكس تروت .. أما الخاتمة فلها رقصة الملوك (الدانوب الأزرق) رقصة المراسم والأعراس..! تحسبهم سكارى وما هم بسكارى..!
إنه مجون حضر في بلاد الفقر..
ومقهى نهض على مدينة الأوجاع..
ومنتدى لمّ كرماء الدموع في حي البؤس..
ومرقص أنشئ على أرض اليأس..
وملهى قام بين جدران الألم..
ومسرح بدأ على خشبة القهر..
ومشهد عُرض على شاشة (غيوم سوداء )..
حرف الحاء يحضن الزاي ويقبل نون الهوى الفاتن.! حزن..
و( ــــــذال ) يعانق ديار اللام بعشق جنون عنترة.! ذل ..
ويضم الـ( ـهاء ) إلى صدره السيدة الماجنة: ميم.! هم..
فرقة من الطرب الباكي.. وجماعة من الصوت الشاكي.. ورهط من النداء الكاوي..
أغرقتهم دموعهم.. وعذبتهم همومهم.. وأوجعتهم آلامهم.. حتى احترقت قلوبهم..! وتهالكت أجسادهم..! وجمعت عظامهم بالكفن الأسود ..!

عام الفيل ..

الأربعاء، 15 أبريل 2009

لماذا تخاصمني ..؟


المحبة هي العدل بأسمى ظواهره ..
أنت أخي .. وأنا أحبك ..
لماذا إذن تخاصمني ؟


جبران خليل جبران

الثلاثاء، 14 أبريل 2009

من أجمل قصائد الوزير غازي القصيبي ..


بـيـنـي وبـيـنـك ألـــف واش يـنـعـب
فعـلام أسهـب فـي الغنـاء وأطـنـب
صـوتـي يضـيـع ولاتـحــس بـرجـعـه
ولقـد عهدتـك حيـن أنـشـد تـطـرب
وأراك مـابـيـن الـجـمــوع فــــلا أرى
تلك البشاشة في الملامح تعشـب
وتـمـر عيـنـك بــي وتـهــرع مثـلـمـا
عــبــر الـغـريــب مــروعــا يـتـوثــب
بيـنـي وبـيـنـك ألـــف واش يـكــذب
وتـظـل تسمـعـه ...ولـسـت تـكـذب
خدعـوا فأعجبـك الخـداع ولـم تـكـن
مـن قـبـل بالـزيـف المعـطـر تعـجـب
سبحـان مـن جعـل القلـوب خزائـنـا
لـمـشـاعـر لــمــا تــــزل تـتـقـلــب
قــل للـوشـاة أتـيـت أرفـــع رايـتــي
البيضاء فاسعوا في أديمـي واضربـوا
هذي المعارك لست أحسن خوضها
مــن ذا يـحـارب والـغـريـم الثـعـلـب
ومـن المناضـل والسـلاح دسيـسـة
ومــن المـكـافـح والـعــدو الـعـقـرب
تأبـى الرجـولـة أن تـدنـس سيفـهـا
قـد يغلـب المـقـدام سـاعـة يغـلـب
في الفجـر تحتضـن القفـار رواحلـي
والحـر حـيـن يــرى المـلالـة يـهـرب
والـقـفـر أكـــرم لايـغـيـض عــطــاؤه
حيـنـا ..ويصـغـي للـوشـاة فينـضـب
والـقـفـرأصـدق مــــن خـلــيــل وده
مـتـغـيـر ....مـتــلــون ...مـتــذبــذب
سأصب في سمـع الريـاح قصائـدي
لاأرتــجــي غـنـمــا ...ولاأتـكـســب
وأصوغ في شفة السراب ملاحمـي
إن الـسـراب مــع الكـرامـة يـشـرب
أزف الـفـراق ...فـهــل أودع صـامـتـا
أم أنـــت مـصــغ للـعـتـاب فـأعـتـب
هيـهـات مــا أحـيــا الـعـتـاب مـــودة
تغـتـال ...أو صـــد الـصــدود تـقــرب
يا سيدي ! في القلـب جـرح مثقـل
بالحـب ...يلمسـه الحنيـن فيسكـب
ياسـيـدي ! والظـلـم غـيـر مـحـبـب
أمـــا وقـــد أرضـــاك فـهــو مـحـبـب
سـتـقـال فـيــك قـصـائــد مــأجــورة
فـالـمـادحـون الـجـائـعــون تـأهــبــوا
دعوى الوداد تجـول فـوق شفاههـم
أمــا القـلـوب فـجـال فيـهـا أشـعـب
لايسـتـوي قـلــم يـبــاع ويـشـتـرى
ويـراعــة بـــدم الـمـحـاجـر تـكـتــب
أنـا شاعـر الدنـيـا ...تبـطـن ظهـرهـا
شعـري ...يـشـرق عبـرهـا ويـغـرب
أنــا شـاعـر الأفــلاك كـــل كلـيـمـة
مني ...علـى شفـق الخلـود تلهـب
للشاعر: غازي القصيبي

صديقي الهندي : محمد إقبال ..!

محمد إقبال ..
شاعر الهند والإسلام
الاسم : إقبال ابن الشيخ نور محمداللقب : محمد إقبال
تاريخ الولادة : 3 ذي القعدة 1294 هـ/1 نوفمبر 1877ممسقط الرأس : سيالكوت - البنجاب الغربية - الهندالجنسية : هندي..
سيرته الذاتية
الكاتب: محمد أبو مليح
من الشخصيات التي لاقت اهتمامًا عظيمًا، وكُتب عنها كتابات كثيرة في العصر الحديث شاعرنا "محمد إقبال" فهو المناضل بالكلمة والرأي والجهد في سبيل إعلاء كلمة الله، وفي سبيل الدعوة الإسلامية، وهو صاحب أكبر مدرسة شعرية في الهند يقول الشيخ أبو الحسن الندوي: لا أعرف شخصية ولا مدرسة فكرية في العصر الحديث تناولها الكتاب والمؤلفون والباحثون مثلما تناولوا هذا الشاعر العظيم، وجاء في مقال في مهرجان إقبال المئوي ـ الذي انعقد في مدينة "لاهور" وتحت إشراف حكومة باكستان "إن عدد ما صدر عن إقبال من الكتب والرسائل في لغات العالم قد بلغ ألفين، ما بين كتاب ورسالة، هذا عدا ما نُشر عنه من بحوث ومقالات".
المولد والنشأة:
هو إقبال ابن الشيخ نور محمد، كان أبوه يكنى بالشيخ تتهو (أي الشيخ ذي الحلقة بالأنف) ولد في سيالكوت ـ إحدى مدن البنجاب الغربية ولد في الثالث من ذي القعدة 1294 هـ الموافق 9 من تشرين أول نوفمبر 1877م وهو المولود الثاني من الذكور.
وأصل إقبال يعود إلى أسرة برهمية؛ حيث كان أسلافه ينتمون إلى جماعة محترمة من الياندبت في كشمير، واعتنق الإسلام أحد أجداده في عهد السلطان زين العابدين بادشاه (1421 ـ 1473م).
ونجده يصف أصله فيقول: " إن جسدي زهرة في حبة كشمير، وقلبي من حرم الحجاز وأنشودتي من شيراز".
أما عن أبيه فهو الشيخ نور محمد، كان يعمل بالتجارة ويخالط جماعة من الصوفية ورجال العلم والمعرفة، وهو ما جعله عارفًا بدقائق الطريقة وعلوم العقيدة والسنة، وله علم واسع في مسائل الحكمة والفلسفة والأدب، وكان لذلك عظيم الأثر في حياة شاعر الإسلام محمد إقبال. أما أمه فهي امرأة يملأ قلبها الورع والتقوى، قال عنها يوم موتها: " عندما آتي إلى تراب مرقدك سوف أصيح: من ذا الذي يذكرني في الدعاء في منتصف الليل". وتُوفي أبوه في السابع عشر من أغسطس 1930 بعد أن شارف المائة، وتُوفيت أمه قبل أبيه بست عشرة سنة في 1914م.
رحلته في طلب العلم
بدأ محمد إقبال تعليمه في سن مبكرة على يد أبيه، ثم التحق بأحد مكاتب التعليم في سيالكوت، وفي السنة الرابعة من تعليمه رأى أبوه أن يتفرغ للعلم الديني، ولكن أحد أصدقاء والده ـ وهو الأستاذ مير حسن ـ لم يوافق، وقال: "هذا الصبي ليس لتعليم المساجد وسيبقي في المدرسة" وانتقل إقبال إلى الثانوية؛ حيث كان أستاذه مير حسن يدرس الآداب العربية والفارسية، وكان قد كرس حياته للدراسات الإسلامية.
وبدأ إقبال في كتابة الشعر في هذه المرحلة المبكرة، وشجعه على ذلك أستاذه مير حسن، فكان ينظم الشعر في بداية حياته بالبنجابية، ولكن السيد مير حسن وجهه إلى النظم بلغة الأردو، وكان إقبال يرسل قصائده إلى ميرزا داغ دهلوى ـ الشاعر البارز في الشعر الأردو ـ حتى يبدي رأيه فيها، وينصحه بشأنها وينقحها، ولم يمضِ إلا فترة بسيطة حتى قرر داغ دهلوي أن أشعار إقبال في غنى تام عن التنقيح، وأتم إقبال دراسته الأولية في سيالكوت، ثم بدأ دراسته الجامعية باجتياز الامتحان العام الأول بجامعة البنجاب 1891م، التي تخرج فيها وحصل منها على إجازة الآداب 1897م، ثم حصل على درجة الماجستير 1899 م، وحصل على تقديرات مرموقة في امتحان اللغة العربية في جامعة البنجاب.وتلقى إقبال دراساته الفلسفية في هذه الكلية على يد الأستاذ الكبير توماس آرنولد، وكان أستاذًا في الفلسفة الحديثة، وحجة في الآداب العربية والعلوم الإسلامية وأستاذها في جامعة لندن.
وبعد أن حصل إقبال على الماجستير عُين معيدًا للعربية في الكلية الشرقية لجامعة البنجاب، وحاضر حوالي أربع سنوات في التاريخ والتربية الوطنية والاقتصاد والسياسة، وصنف كتابًا في "علم الاقتصاد" ولم يصرف التدريس محمد إقبال عن الشعر، بل ظل صوته يدوي في محافل الأدب وجلسات الشعر، والتي يسمونها في شبه القارة "مشاعرة".
وكانت أول قصيدة له بعنوان: "إنه يتيم" وألقاها في الحفل السنوي لجماعة "حماية الإسلام" في لاهور، وقد استقبلت القصيدة استقبالاً حسنًا ومست شغف القلوب، الأمر الذي دعاه إلى أن ينشد في العام التالي وفي الحفل السنوي لنفس الجماعة قصيدته "خطاب يتيم إلى هلال العيد" ويشير الأستاذ أبو الحسن الندوي ـ وهو ممن عاصروا شاعرنا ـ إلى أسباب الإعجاب بشعر إقبال فيقول: "وهو ترجع في الغالب إلى موافقة الهوى والتعبير عن النفس: وهذا عن إعجاب الناس بشعره، أما عن أسباب إعجابه هو بشعر إقبال فيقول: "إن أعظم ما حملني على الإعجاب هو الطموح والحب والإيمان،
وقد تجلى هذا المزيج الجميل في شعره، وفي رسالته أعظم ما تجلى في شعر معاصر" سافر إقبال إلى لندن في الثاني من سبتمبر 1905؛ ليكمل تعليمه وليستزيد من العلم فاتجه إلى كمبريدج والتحق بجامعتها؛ حيث درس الفلسفة على يد أستاذ الفلسفة مك تكرت، وحصل على درجة في فلسفة الأخلاق وتأثر بأستاذه مك تأثرًا واضحًا.
رحلاته إلى العالم الغربي والعربي:
غادر إقبال لندن إلى القارة الأوروبية وزار عددًا من بلدانها، وكان في كل أسفاره يعمل على نشر الإسلام، وأثر بشعره وأسلوبه في كثير من الأوروبيين ومنهم موسوليني؛ حيث وجه له دعوة عقب مشاركته في مؤتمرات المائدة المستديرة في لندن عامي (1930 ـ 1931).
وكان منظم الزيارة الدكتور سكاربا؛ حيث كان معجبًا بفكر إقبال وإيمانه بالإنسان وقدراته، وذهب بالفعل إلي إيطاليا والتقى بموسوليني وألقى محاضرة، في روما يبين فيها الفرق بين مذهب كل من الحضارة الغربية والشيوعية والحضارة الإسلامية، ووضح فيها أسباب تخلف المسلمين، وأن من أهم أسباب هذا التخلف هو البعد عن الدين،
وذكر الناس بماضي المسلمين وحضارتهم العريقة، ثم زار إقبال أسبانيا في عام 1932م بعد أن حضر مؤتمر الدائرة المستديرة الثالث، وحرص على مشاهدة المعالم الإسلامية هناك فيقف أما جامع قرطبة وقفة مؤمن شاعر ومما قاله في قرطبة:
وألقى شاعر الإسلام في مدريد محاضرة بعنوان: "العالم الفكري للإسلام وأسبانيا".وزار إقبال أفغانستان على إثر دعوة وجهها له نادر شاه ـ ملك أفغانستان ومر في إحدى رحلاته على مصر، وقابل بعض شبابها وأعجب بشاب مصري، ويقول: إن الشاب فرح جدًا عندما علم أن إقبال مسلم ويقرأ القرآن، وقيل: إن إقبال لبس الطربوش بسبب المحادثة التي دارت بينه وبين هذا الشاب، ويذكر الأستاذ أبو الحسن الندوي أنه زار فلسطين في سنة 1931،
وكان مما قاله وهو في فلسطين:ولما نزلنا منزلاً طله الندىأنيقًا وبستانًا من النور حالياأجد لنا طيب المكان وحسنهمني فتمنينا فكنت الأمانياونجده هنا يتمنى أن يحط الرحال ويظل في بلد القدس وأرض مهبط الرسالات، ومن أقواله في افتتاح المؤتمر الإسلامي عام 1930 " على كل مسلم عندما يولد ويسمع كلمة لا إله إلا الله أن يقطع على نفسه العهد على إنقاذ الأقصى".وفي ألمانيا نال الدكتوراه على بحث له بعنوان: "تطور الغيبيات في فارس".
وعقب عودته من ألمانيا التحق بمدرسة لندن للعلوم السياسية، وحصل منها على إجازة الحقوق بامتياز.
عودته إلى وطنه:
عاد إقبال إلى شبه القارة في شهر يوليو 1908م بعد أن قضى مدة في أوروبا ما بين دراسات علمية وزيارات لدول عربية وإسلامية، وأفادته هذه المدة في التدرب على منهج البحث والإلمام بالفلسفة الغربية ـ ومكث في لاهور، وقدم طلب لتسجيله محاميًا لدى القضاء الرئيسي، وتم تسجيله بالفعل، ولكن في مايو 1909 عُيِّنَ أستاذًا في للفلسفة في كلية لاهور، ولم توافق المحكمة في أول الأمر على أن يتولى منصبين في الحكومة، ولكنها في نوفمبر 1909م وافقت على تعيينه، وصدر قرار تحت عنوان: "الموافقة على تعيين محامٍ في المحكمة كأستاذ مؤقت في كلية الحكومة، وكان ذلك استثناءً لإقبال، وهذا يصور لنا مدى أهمية إقبال ومكانته في البلاد.
واستمرت هذه الثنائية حوالي عامين ونصف استقال بعدها من العمل بالتدريس؛ ليكون أكثر تفرغًا للمحاماة وممارسة القانون؛ وذلك نتيجة لحبه الشديد لمهنة المحاماة والدفاع عن الحقوق، ولم يعتزل إقبال التدريس نهائيًا؛ حيث كان يتابع المؤتمرات والاجتماعات التي كانت تعقدها الجامعة؛ حيث كان له دور واضح في إصلاح حالة التعليم في بلده في هذا الوقت.
مرضه واعتزاله المحاماة:
اجتمع المرض على إقبال في السنوات الأخيرة من عمره، فقد ضعف بصره لدرجة أنه لم يستطع التعرف على أصدقائه بسهولة،
وكان يعاني من آلام وأزمات شديدة في الحلق؛ مما أدى إلى التهاب حلقه، وأدى بالتالي إلى خفوت صوته، مما اضطره إلى اعتزال مهنة المحاماة، وفكر في أن يقصد فيينا طلبًا للعلاج إلا أن حالاته المادية لم تسمح بذلك، وتدخل صديقه رأس مسعود؛ حيث اقترح على يهوبال الإسلامية أن تمنحه راتبًا شهريًا من أجل أطفاله الذين ما زالوا صغارًا وحدث ذلك بالفعل واستمر الراتب حتى بعد وفاة إقبال.وكان من أولاده: ابنه آقتاب إقبال المحامي ورزق به من زواجه الأول، وابنه أجاويد ـ القاضي بمحكمة لاهور العليا، وابنته منيرة باتو وتزوجت في باكستان، وهما من زوجته الثالثة؛ حيث تزوج إقبال ثلاث زوجات ماتت إحداهن هي وابنتها بعد الولادة.وفي أثناء مرضه هذا واعتزاله المحاماة ماتت زوجته الثالثة في مايو 1935 ثم مات صديقه العزيز رأس مسعود،
ومن العجيب أن إقبال وسط هذه المحن والكرب لم يتوقف عن ممارسة نشاطه السياسي، بل ولم يتوقف عن الإبداع وكتابة الشعر.
وفاته وآثاره العلمية:
وفي 21 من إبريل 1938 وفي تمام الساعة الخامسة صباحًا فاضت روح إقبال الطاهرة إلى بارئها، وكان يومًا عصيبًا في حياة جماهير الهند عامة والمسلمين منهم خاصة؛ فعطلت المصالح الحكومية، وأغلقت المتاجر أبوابها واندفع الناس إلى بيته جماعات وفرادى، ونعاه قادة الهند وأدباؤها من المسلمين والهندوس على السواء، ويقول عنه طاغور ـ شاعر الهند:لقد خلفت وفاة إقبال في أدبنا فراغًا أشبه بالجرح المثخن الذي لا يندمل إلا بعد أمد طويل، إن موت شاعر عالمي كإقبال مصيبة تفوق احتمال الهند التي لم ترتفع مكانتها في العالم".
آثاره ومؤلفاته:
ترك لنا إقبال ثروة ضخمة من علمه (رحمه الله) قلما تركها أحد مات في مثل سنه ومن آثاره ـ أو ما وصل إلينا منها ـ: عشرون كتابًا في مجال الاقتصاد والسياسة والتربية والفلسفة والفكر وترك أيًضا بعض الكتابات المتفرقة وبعض الرسائل التي كان يبعث بها إلى أصدقائه أو أمراء الدول، ذلك إلى جانب روائعه من الشعر والتي استحق أن يسمى بسببها (شاعر الإسلام).ويقول الشيخ أبو الحسن الندوي: "ومن دواعي العجب أن كل هذا النجاح حصل لهذا النابغة، وهو لم يتجاوز اثنين وثلاثين عامًا من عمره"
سلام على روحك الطيبة يا إقبال ..!!

الخميس، 9 أبريل 2009

ظل ..!

الظل..
حينما أبصر ظلا يتلحف به معشر البشر.. ويتقهقوا تحته..!
أعجب من ثقل أرواحهم.! وحماقة إحساسهم..! وسخافة أجسادهم..!
كيف لهم أن يشوهوا جماله.. ويخضبوا روعته.. ويسودوا بياضه..
دفنوا حلوه.. وداسوا هيبته.. ووقفوا كالأصنام فوقها.. تربعوا كالحمقى.. وتجمدوا كدجاج ( دو ) ونعم التربية..!!!( خخخخ ) كذبوا.. وكذبوا..! وكذبت أقدامهم الحمراء..!
أيها الظل الطاهر..
سلام القلب أبعثه لك بأكياس النسيم الهادئ.!
أيها الظل الصديق..
سلام الدنيا.. وتحية الحياة.. بين صدرك الأبيض أنقشه..!
أيها الظل..
ارحم العابرين في حمراء الظهيرة..
واستر المارين قرب نار الشمس..
وكن قريبا من كل عجوز أهلكتها لسعة النهار..
ومدّ يديك لأطفال البشر.. وجرّهم بيديك الناعمتين تحت غطائك الدافئ..! وحضنك الحاني..! وأنفاسك المخلصة..! وأناملك الطيبة..! وأظافرك الناعمة..!
أيها الظل..
أعدك أني سأغرس في بيتنا شجرة شاهقة كبيرة لأراك من قربي دائما.. ولأكحل عينيّ بلونك..! ولأستمتع بالجلوس حولك..! ولأجعل قريتنا تحت ظلك الظليل ..! وتحت غيمك الرهيب..!
أيها الظل :
ضمني إليك قليلا ..!

.. عام الفيل ..!

الأربعاء، 8 أبريل 2009

معركة من غير نقاط ..!

..!!

دروب..
صراعات
الحب يعبث بالناس .. والكره يعبث به الناس ..!
أيهما أفضل الكره أو الحب.؟
الحياة أم الموت ..!
الضيق أم السعة ..!
المكان مظلم .. موحش.. مخيف.!
الزمان بطيء .. في طياته ..
هو
بين مَعبرين .. لا يدري أيهما يختار ..!
بين شقيّ حياة ..
واقفا في المنتصف..
بين مسافات طويلة جدا يمين حياته..
وساحات واسعة فسيحة أمام عينه ..


دروب..
لا يدري ماذا يختار منها ..
رجله هي من تجره ..!
إلى أين .؟ ومتى ..؟ وكيف .؟؟
هذه قصة أخرى ..!
باي

الاثنين، 6 أبريل 2009

عن إنسان.. محمود درويش


وضعوا على فمه السلاسل
ربطوا يديه بصخرة الموتى ،
و قالوا : أنت قاتل !
***
أخذوا طعامه و الملابس و البيارق
ورموه في زنزانة الموتى ،
وقالوا : أنت سارق !
طردوه من كل المرافيء
أخذوا حبيبته الصغيرة ،
ثم قالوا : أنت لاجيء !
***
يا دامي العينين و الكفين !
إن الليل زائل
لا غرفة التوقيف باقية
و لا زرد السلاسل !
نيرون مات ، ولم تمت روما ...
بعينيها تقاتل !
وحبوب سنبلة تجف
ستملأ الوادي سنابل ..!
محمود درويش..!

قدم لي دفاترك...

.
معنى فرض الزكاة في الشريعة أنَّ أفقر الصعاليك في الدنيا له أن يقول لأعظم الملوك : قدِّم لِي دفاترك ..

الرافعي

الجمعة، 3 أبريل 2009

صديقي العزيز سيد قطب..!

سيد قطب هو سيد بن الحاج قطب بن إبراهيم ولد في أحضان عائلة موسرة نسبيا في قرية " قها" الواقعة في محافظة أسيوط سنة 1906 . كان والده رجلا متدينا مرموقا بين سكان القرية وعضوا في لجنة الحزب الوطني الذي كان يرأسه مصطفى كامل ...
يهتم بزراعة أراضيه ويعطف على الفقراء ويبر بهم مما اضطره على ما يبدو إلى أن يبيع قسما كبيرا من أطيانه .. أما أمه فكانت سيدة متدينة تنتسب إلى عائلة معروفة وقد عنيت بتربيته فحنت عليه وزرعت في نفسه الطموح وحب المعرفة.. كانت له أختان وأخ اصغر منه سنا هم حميدة وأمينة ومحمد.
فقد والده وهو لم يزل يتابع دراسته بالقاهرة فأحس بثقل المسؤولية التي ورثها إزاء أمه واخوته وكرهت نفسه الإقامة في مسقط رأسه فاقنع أمه بالانتقال إلى القاهرة وكان لموت أمه المفاجئ عام 1940 اثر كبير في نفسه إلى درجة انه أحس نفسه وحيدا في الحياة غريبا عنها ..
كان سيد رجلا اسمر اللون مجعّد الشعر لا هو بالبدين ولا هو بالنحيل .
أميل إلى القصر منه إلى الطول بغير قماءة. رقيق الإحساس لطيف المعشر متواضعا شجاعا حاضر البديهة سليط اللسان في نقده شغوفا إلى حب المعرفة ميالا إلى مساعدة الآخرين. ولم يكن سيد يتمتع بصحة جيدة منذ صغره وقد ساعد على تدهور حالته الصحية عوامل القلق التي داهمته بعد وفاة والديه وفي المدة الأخيرة من حياته كان يعاني من أمراض شتى في معدته . اضطرته إلى أن يحمل معه أينما ذهب الأدوية اللازمة لعلاجه.
تطور مراحل حياة الشهيدذكر الأستاذ سيد قطب مراحل حياته للشيخ أبو الحسن الندوي فقال ׃ لا شك أني تلميذ من تلاميذ العقاد في الأدب والأسلوب الأدبي وله علي فضل في العناية بالتفكير اكثر من اللفظ وهو الذي صرفني عن تقليد المنفلوطي والرافعي.. ولكن الذي وجهني هذا التوجيه الذي هو اكثر من الأدب والنقد والمعاني الشعرية هو أن نفسي لم تزل متطلعة إلى الروح وما يتصل بها وكنت في صغري مشغوفا بقراءة أخبار الصالحين وكراماتهم ولم تزل هذه العاطفة تنمو في نفسي مع الأيام .. والأستاذ العقاد رجل فكري محض لا ينظر إلى مسألة ولا يبحث فيها إلا عن طريق الفكر والعقل..
فذهبت اروي نفسي من مناهل أخرى هي اقرب إلى الروح. ومن ثم عنيت بدراسة أشعار الشرقيين كطاغور وغيره .
وثانيا أني كنت اعتقد أن مثل الأستاذ العقاد في عقله الكبير وشخصيته العظيمة لا يخضع للضرورات كالحكومة والسلطة ولكنه سالمها.. وذكر الشهيد أيضا كيف وصل إلى العقيدة الإسلامية أو الإيمان بالإسلام من جديد وذكر كيف نشأ على تقاليد الإسلام في الريف وفي بيئته ثم انتقل إلى القاهرة فانقطعت كل صلة بينه وبين نشأته الأولى وتبخرت ثقافته الدينية الضئيلة وعقيدته الإسلامية ومر بمرحلة الارتياب في الحقائق الدينية إلى أقصى الحدود ثم اقبل على مطالعة القرآن لدوافع أدبية ثم اثّر فيه القرآن وتدرج به إلى الإيمان.
وكيف أثّرت فيه كتب السيرة. وباختصار يمكن تبويب حياة الشهيد إلى ׃ المرحلة الأولى ׃ وهي تبدأ من الولادة إلى 1919 وتتميز بالتربية الدينية التي استقاها من والديه وفي مدرسة القرية حتى يمكن القول بأنه قد حفظ القرآن بكامله وهو لم يتجاوز العاشرة من عمره. المرحلة الثانية ׃ وهي تمتد من 1990 إلى 1939 حيث سافر إلى القاهرة فأتم دراسته الثانوية ودخل كلية دار العلوم ليتخرج منها مجازا في اللغة العربية وآدابها...
وبعد تخرجه من كلية دار العلوم عين مفتشا في وزارة التربية والتعليم ولكن ما لبث أن ترك الوظيفة حتى يكرس كامل وقته لمهنته ككاتب... ولم ينتظر طويلا حتى يصبح كاتبا مرموقا إلى جانب طه حسين وعباس العقاد والرافعي...
وإنما أخذت مقالاته تظهر في نفس المجلات التي تنشر مقالات هؤلاء الكتاب الكبار. المرحلة الثالثة ׃ وتمتد من 1939 إلى 1951 وهي تمثل بداية تحوله نحو الأيدلوجية الإسلامية. المرحلة الرابعة ׃ وتمتد من 1951 إلى 1965 ...
وفيها اعتزل الأدب وانضم إلى جماعة الإخوان المسلمون واصبح مفكر الجماعة... وانصرف إلى الأيدلوجية الإسلامية يدعو إليها في جريدة الإخوان التي تولى رئاسة تحريرها قبل اعتقاله عام 1954 ويؤلف عنها الكتب...وينتقد بشدة محبذي فكرة فصل الدين عن الدولة وإبعاد الدين عن السياسة. النهاية
انضم سيد إلى جماعة الإخوان المسلمين واعتقل مع غيره من أبنائها حين اتهمت الجماعة في 28 تشرين الأول 1954 بمحاولة اغتيال جمال عبد الناصر. وحكم عليه بالسجن مدة خمسة عشرة عاما بالأشغال الشاقة قضى منها عشر سنوات في سجن " ليمان طره" وخرج من السجن عام 1964 .. وأعيد اعتقاله مرة أخرى مع غيره من الإخوان المسلمين بتهمة تدبير مؤامرة لقلب النظام بالقوة عام 1965 وصدر عليه حكم بالإعدام نهار الأحد 22/8/1966 من قبل محكمة أمن الدولة العليا بالقاهرة. وتم تنفيذ هذا الحكم نهار 29/8/1966 عند الفجر ...
رغم مظاهرة الاحتجاج التي قامت في كراتشي ورغم النداءات التي وجهها رؤساء بعض الدول والأحزاب والجمعيات وعلماء الدين .. إلى عبد الناصر يناشدونه فيها إعادة النظر في الحكم.

الخميس، 2 أبريل 2009

تقاربوا ..!

لو تبادل الناس الحقوق الطبيعية ـ برغم ما بينهم من خلاف ـ لجفّت دماء ما تزال تُسفك ولاختصرت مسافات بعيدة لا تزال تباعد ..!!
قاله:محمد الغزالي رحمه الله ..!
ما رأيكم بهذا التوقيع .؟؟

الأربعاء، 1 أبريل 2009

تنهيدة طويلة ..!

تنهيدة طويلة ..!!
أصبحت رائحة الحياة في أنوف الكثيرين من بني آدم نتنة.. ربما لأن الخب وابن الخب وجد الخب علو فيها .. وسادوا علينا .. وركبوا على صدرونا.. وكتموا أفواهنا.. فلا تسمع لنا لا همسا ولا هم يحزنون ..!فالدين والسياسة والإعلام والاقتصاد ..إلخ .. لهم فقط .. ورعي الغنم وتطريز الثياب وحب الخشوم لنا..
جعلوا السجون لكل كلمة تخالف موضوعهم.. والموت لكل حرف يقف أمام جملتهم.. والعذاب لكل سطر يطمر سطرهم.. والويل لكل ممحاة تمسح خطهم..! والثبور لكل حبر يسيل على دفترهم..!
جعلوا ديننا نكدا وعسرا.. بعدما كان سعادة ويسرا.. فأصبح لكل رهبان دينه..!!
قيّدونا .. وأبدلوا قوانين الفطرة .. وصفعوا حركة الكون الطبيعية.. وجعلونا قراطيسا تحت أقدامهم.....
ومن ذروة التفاؤل بان لي أنه لم يعد في الوجود شيئا أبيضا.. سوى أثواب مدراء جلسوا فوق كراسيهم .. وبشوت ( عباءات ) أمراء تبطحوا بأموال الشعوب .. جباهنا سوداء .. فهي حطبا وفحما لسعادتهم.. وأجسادنا تماثيل .. فهي مسرحا لسيوفهم.. وأرواحنا ضحية لظلمهم وطغيانهم ..! صدقوني ..! لست ثوريا بقدر ما أنا مسكينا يعشق السمع والبصر والذوق واللمس والطاعة..!
لا أحب الوصايا.. والإملاءات.. وهز الرؤوس.. بصري يعشق الجميل.. وسمعي يطرب للحداء.. وأنفي يستلذ للرائحة الفرنسية.. وجسدي ينغم بالجلد الدافئ.. وقلبي يفرح للفؤاد الصادق..!الناس تغيروا.. هكذا يقولون.. وأنا أعرفهم منذ الولادة بأجسادهم.. فليتني أستطيع أن أفصل أجسادهم عن صدروهم.. لأرى قلبهم الأبيض لأقبله .. أو فؤادهم الأسود لأطعنه ..!
لم الندم..!؟
ولم الضيقة..!؟
وسع صدرك يا شاب ..!!
حاولت أن أجعل صدري فسيحا لكن.....خيانات.. وغدر..وصناديق من الكذب.. وألوان من الخداع..! فأين السعة..!؟كيف تتسع يا صدري الحزين..!؟وكيف تبتسم يا ثغري المغري ..!؟
يا قوم..
صدقوني أعشق الليل العادل لأنه يسجن الإنسان في زنزانة النوم .. ويجعلني وحدي أعبث.. وأرقص .. وأفرح ..وأبكي.. واسرح.. وأجن بطريقتي الخاصة..!ويجعل الأرواح تتعانق من غير الأجساد الخائنة..!ويجعل القلوب تتصافح من غير هياكل الخونة ..!
تسألوني لماذا تكره الأجساد يا أنت..؟
لا أدري..!
هكذا أنا أحب الأرواح الطاهرة فقط..!