الجمعة، 3 أبريل 2009

صديقي العزيز سيد قطب..!

سيد قطب هو سيد بن الحاج قطب بن إبراهيم ولد في أحضان عائلة موسرة نسبيا في قرية " قها" الواقعة في محافظة أسيوط سنة 1906 . كان والده رجلا متدينا مرموقا بين سكان القرية وعضوا في لجنة الحزب الوطني الذي كان يرأسه مصطفى كامل ...
يهتم بزراعة أراضيه ويعطف على الفقراء ويبر بهم مما اضطره على ما يبدو إلى أن يبيع قسما كبيرا من أطيانه .. أما أمه فكانت سيدة متدينة تنتسب إلى عائلة معروفة وقد عنيت بتربيته فحنت عليه وزرعت في نفسه الطموح وحب المعرفة.. كانت له أختان وأخ اصغر منه سنا هم حميدة وأمينة ومحمد.
فقد والده وهو لم يزل يتابع دراسته بالقاهرة فأحس بثقل المسؤولية التي ورثها إزاء أمه واخوته وكرهت نفسه الإقامة في مسقط رأسه فاقنع أمه بالانتقال إلى القاهرة وكان لموت أمه المفاجئ عام 1940 اثر كبير في نفسه إلى درجة انه أحس نفسه وحيدا في الحياة غريبا عنها ..
كان سيد رجلا اسمر اللون مجعّد الشعر لا هو بالبدين ولا هو بالنحيل .
أميل إلى القصر منه إلى الطول بغير قماءة. رقيق الإحساس لطيف المعشر متواضعا شجاعا حاضر البديهة سليط اللسان في نقده شغوفا إلى حب المعرفة ميالا إلى مساعدة الآخرين. ولم يكن سيد يتمتع بصحة جيدة منذ صغره وقد ساعد على تدهور حالته الصحية عوامل القلق التي داهمته بعد وفاة والديه وفي المدة الأخيرة من حياته كان يعاني من أمراض شتى في معدته . اضطرته إلى أن يحمل معه أينما ذهب الأدوية اللازمة لعلاجه.
تطور مراحل حياة الشهيدذكر الأستاذ سيد قطب مراحل حياته للشيخ أبو الحسن الندوي فقال ׃ لا شك أني تلميذ من تلاميذ العقاد في الأدب والأسلوب الأدبي وله علي فضل في العناية بالتفكير اكثر من اللفظ وهو الذي صرفني عن تقليد المنفلوطي والرافعي.. ولكن الذي وجهني هذا التوجيه الذي هو اكثر من الأدب والنقد والمعاني الشعرية هو أن نفسي لم تزل متطلعة إلى الروح وما يتصل بها وكنت في صغري مشغوفا بقراءة أخبار الصالحين وكراماتهم ولم تزل هذه العاطفة تنمو في نفسي مع الأيام .. والأستاذ العقاد رجل فكري محض لا ينظر إلى مسألة ولا يبحث فيها إلا عن طريق الفكر والعقل..
فذهبت اروي نفسي من مناهل أخرى هي اقرب إلى الروح. ومن ثم عنيت بدراسة أشعار الشرقيين كطاغور وغيره .
وثانيا أني كنت اعتقد أن مثل الأستاذ العقاد في عقله الكبير وشخصيته العظيمة لا يخضع للضرورات كالحكومة والسلطة ولكنه سالمها.. وذكر الشهيد أيضا كيف وصل إلى العقيدة الإسلامية أو الإيمان بالإسلام من جديد وذكر كيف نشأ على تقاليد الإسلام في الريف وفي بيئته ثم انتقل إلى القاهرة فانقطعت كل صلة بينه وبين نشأته الأولى وتبخرت ثقافته الدينية الضئيلة وعقيدته الإسلامية ومر بمرحلة الارتياب في الحقائق الدينية إلى أقصى الحدود ثم اقبل على مطالعة القرآن لدوافع أدبية ثم اثّر فيه القرآن وتدرج به إلى الإيمان.
وكيف أثّرت فيه كتب السيرة. وباختصار يمكن تبويب حياة الشهيد إلى ׃ المرحلة الأولى ׃ وهي تبدأ من الولادة إلى 1919 وتتميز بالتربية الدينية التي استقاها من والديه وفي مدرسة القرية حتى يمكن القول بأنه قد حفظ القرآن بكامله وهو لم يتجاوز العاشرة من عمره. المرحلة الثانية ׃ وهي تمتد من 1990 إلى 1939 حيث سافر إلى القاهرة فأتم دراسته الثانوية ودخل كلية دار العلوم ليتخرج منها مجازا في اللغة العربية وآدابها...
وبعد تخرجه من كلية دار العلوم عين مفتشا في وزارة التربية والتعليم ولكن ما لبث أن ترك الوظيفة حتى يكرس كامل وقته لمهنته ككاتب... ولم ينتظر طويلا حتى يصبح كاتبا مرموقا إلى جانب طه حسين وعباس العقاد والرافعي...
وإنما أخذت مقالاته تظهر في نفس المجلات التي تنشر مقالات هؤلاء الكتاب الكبار. المرحلة الثالثة ׃ وتمتد من 1939 إلى 1951 وهي تمثل بداية تحوله نحو الأيدلوجية الإسلامية. المرحلة الرابعة ׃ وتمتد من 1951 إلى 1965 ...
وفيها اعتزل الأدب وانضم إلى جماعة الإخوان المسلمون واصبح مفكر الجماعة... وانصرف إلى الأيدلوجية الإسلامية يدعو إليها في جريدة الإخوان التي تولى رئاسة تحريرها قبل اعتقاله عام 1954 ويؤلف عنها الكتب...وينتقد بشدة محبذي فكرة فصل الدين عن الدولة وإبعاد الدين عن السياسة. النهاية
انضم سيد إلى جماعة الإخوان المسلمين واعتقل مع غيره من أبنائها حين اتهمت الجماعة في 28 تشرين الأول 1954 بمحاولة اغتيال جمال عبد الناصر. وحكم عليه بالسجن مدة خمسة عشرة عاما بالأشغال الشاقة قضى منها عشر سنوات في سجن " ليمان طره" وخرج من السجن عام 1964 .. وأعيد اعتقاله مرة أخرى مع غيره من الإخوان المسلمين بتهمة تدبير مؤامرة لقلب النظام بالقوة عام 1965 وصدر عليه حكم بالإعدام نهار الأحد 22/8/1966 من قبل محكمة أمن الدولة العليا بالقاهرة. وتم تنفيذ هذا الحكم نهار 29/8/1966 عند الفجر ...
رغم مظاهرة الاحتجاج التي قامت في كراتشي ورغم النداءات التي وجهها رؤساء بعض الدول والأحزاب والجمعيات وعلماء الدين .. إلى عبد الناصر يناشدونه فيها إعادة النظر في الحكم.

هناك 5 تعليقات:

غير معرف يقول...

هذه قصيدة لصديقي سيد قطب ..
بعنوان الحـرية

تيمـت كل فؤاد في هـواها واستوت من كل نفس في حشاها

مُزجـت بالروح في تكوينها فهي لا ترضى بها شيئًا سـواها

فُتن الطـفلُ بها في مهـده وغرام الشيخ فيـها قد تنـاهى

سـبَّح العصفورُ شدا باسمها ورآهـا فتنـةً لمَّـا رآهــا

هـي روحـانية في سـحرها مُزجت بالروح فازداد سنـاها

صـوروها وتـولوا وصـفها ويْحَكُم يا قوم شوَّهتم حـلاها

إنها فـي النفس أبهى صورةً فدعوها حيث شاءت تتبـاهى

هـي معني غـير محدود فلا تحصروها في حدود تتناهى

اتـركوها تسبح الأرواح فيها إنكم لن تدركوا يومًا مـداها

ليس في الألفاظ أو بين الدمى مفصح عنها كما نحن نـراها

هي ماذا؟ هي معنى قد سـما هي روح يبعث الموتى شذاها

هي وحي يلهم النفس فتسمو عن خسيسات الأماني وخناها

أرأيت الطـير يشـدو فرحًا منشدًا عذب الأمـاني منتقاها

هو لما ذاق منهـا كأسـها أسـكرته فتغنى فـي لمـاها

أم رأيت الطـفل إذ تكبحـه تظلم الدنيا ويغشاه دجــاها

هو لا يرجو سـواها متعـة وهو إذ يبكي على شيء بكاها

هـي روح الحسن في عليائه صورة أخـرى له أنت تـراها

جـاهد الأحرار فـي ميدانها ثم ماتوا بفخار فـي حمــاها

لـو يضحوا في هواها غاليًا كل ما عزَّ رخيص فـي هواها


عام الفيل

غير معرف يقول...

رحم الله سيد قطب ، جاهد في سبيل الله ومات شهيداً نحسبه كذلك ، وسيرته تدعو إلى الإعجاب والفخر به ، ومن كتبه الرائعة كتاب (معالم على الطريق)

أشكر لك هذه المدونة الرائعة ، على فكرة هي لدي في المفضلة لأنها من أفضل المدونات التي اطلعت عليها .
دمت بخير ،،

همام محمد يقول...
أزال المؤلف هذا التعليق.
همام محمد يقول...

سأكون هنا دومًا

عام الفيل يقول...

مرحبا بك يا صديقي الغير معروف ..
وليتك تعرفنا باسمك وتبقى هنا دائما ..