الخميس، 26 مارس 2009

أمي تقول: الدش ممنوع يا ولدي ..!!



أمي تقول: الدش ممنوع يا ولدي ..!! أمي تقول: الدش ممنوع يا ولدي..!!في بيتنا هذه الأيام -ومنذ سنة تقريبا-هناك حراك فكري قوي جدا جدا فالمؤتمرات قائمة.. والمناظرات متتالية.. واللقاءات متعاقبة .. والجلسات كثيرة .. والندوات يوم من بعد يوم ..ولو كنت أعرف مدير قناة المستقلة د.الهاشمي لوجهت له دعوة خاصة لإدارة تلك المواجهات وتصويرها ولجعلت جزءا كبيرا من تلك المعارك الفكرية بيني وبين والدتي -حفظها الله –على منبر قناته بدلا من مناطحات السنة والشيعة.. والبحث عن الديمقراطية العربية التي مدري وين ألقاها.؟القضية باختصار: أني في يوم من الأيام قدمت خطابا لوالدتي الموقرة طلبت منها الإذن بأن أشتري دشا ( ستلايت ).. وكتبت في الخطاب البرامج التي أرغب بمتابعتها وكانتــــ( فكرية ـ ثقافية ـ اجتماعية ).. فالقضايا الرياضية والفنية لا همّ لي فيها.!!إلا أني تفاجأت بأن الورقة عادت إليّ ممزقة ومكتوب عليها ( شل هالفكرة من رأسك يا ثور ) ..!أفا يا ذا العلم ..عندها قررت أن أفتح ملف القضية وابدأ حوارا صريحا مع الكريمة أمي .. وأحسب أن أمي ديمقراطية تسمع أراء المخالفين وتسمح لهم بطرح أفكارهم من غير أن تكتم أفواههم أو تضربهم بالحذاء.!!وفي صالة الطعام بدأت أول مقابلة ( وجها لوجه ).. ونحن على وجبة الإفطار .. قلت لأمي لقد قدمت لمعاليكم طلب ورُفض من سعادتكم هل يمكن لي أن أعرف السبب..؟طنشتني .. وصلّحت فيها ما اسمعتني .. وأخذت تغمس رغيفها بالزيت الزيتون ..حسيت أنه طاح وجهي شوي ..أخوي الصغير مات من الضحك.. ويقول لي لقّط وجهك.! يا عميد الأحرار.!!تركت الطفل يضحك كما هو .. وقلت في نفسي لن أتردد بطرق باب الحرية في منزلنا العامر ولو على رقبتي..!! فالحرية ستشرق شمسها قريبا .!فأعدت السؤال لوالدتي الحبيبة مرة أخرى .. فردت عليّ بعين حارة جدا: أفطر بس.. وخل الخرابيط عنك ..! ( ارتفع صوت الوالدة قليلا ) يا وليدي ما دمت حيا ما يدخل بيتنا دش .!!سمي .. أبشري .. والله ما طلبتي شيء .. غالي والطلب رخيص .!اللقاء الأول .. انتهى بهزيمة ساحقة ..!....فكرت .. وعملت خطة جديدة .. قمت بإعدادها .. ودرستها .. وترتيبها..طبعت ورقة A4 وكتبت عليها ( أمي ربت بيت .. أمي ما أحلاها.. كيف البيت يكون .. لا أعرف لولاها ) .! وذيلتها بــ( ابنك الحر: عام الفيل .!) .!صورتها عشرة نسخ .. وقمت بلصقها في أماكن بارزة تراها أمي .!ثم خرجت ساعة من البيت وعدت.. وفي عقلي يخيل لي أن أمي ستتنازل...وتأذن بالستلايت..وإذ بي أفاجأ بأن أوراقي ممزقة ومرمية على الأرض .!!سألت أخي من فعل هذا.؟ قال أمي يا منافق .!!ذهبت لغرفتها .. واستأذنتها بالدخول .. وإذ بها تقول: يا من شرى له من حلاله علة.!!قلت لها .. هل تأذني لي بالكلام معك قليلا ....وتحدثت مع والدتي ساعة كاملة فيها اكتشفت أن أمي ترى التحريم في الدش ( حرام ).! وقالت من عنده دشا لا يرح رائحة الجنة.!وقالت أيضا سمعت ذلك في إذاعة القرآن الكريم.!وبينت لها أن الستلايت جهاز ذو حدين.. مثله مثل أي جهاز آخر..! ويخرج فيه علماء ومفكرين ومثقفين.! وأنا بحاجة لمتابعة برامجهم يا أمي .! لكنها لم تقتنع .!! وقال العب على غيري .!!النقاش كان شديد جدا.. والحوار كان حامي بالمرة .. لكن حسبتها هزيمة ثانية .. لأني لم أتقدم ولو خطوة واحدة .!!....وهكذا بيتنا.. بهتز باللقاءات.. ويضج بالنقاشات.. ويعج بالحوارات .. ويرعد بالخلافات.. ويبرق بالآراء.. ويزبد بالأفكار.. ويعترك بالأقوال......وما زلت أحاول وأكافح.. وأقوم بمظاهرات سلمية في ( حوش البيت ).! وإن كان بعض المعاصرين يرى تحريمها.!!!وأفكر بالقيام بإضراب.. بس خايف أموت جوع.!!....ولولا علمي بضيق وقت " أمي " وزحمت مواعيدها في المستشفيات المختلفة وتنقلاتها بين العيادات والدكتورات والمستشارات لطلبت منها مناظرة على الهواء مباشرة وفي أي قناة فضائية تختارها.. حتى لو أرادت أن تكون المناظرة في إذاعة القرآن الكريم لقبلت ذلك.. ومن غير أي تردد أو تأخر.!هتاف:نبي دش في البيت يا أمي .. وتحت رقابتك المشددة..!!
رئيس المعارضة المنزلية: عام الفيل

ليست هناك تعليقات: