الجمعة، 20 مارس 2009

( حياة طفل ) لم يتجاوز الثلاثين من عمره ..!!

( حياة طفل ) !!! لم يتجاوز الثلاثين من عمره !!

تأملت .. ثم تألمت ..
ووقفت .. حتى فقت ..
وعشت .. حتى " شعت " ..
كتبت .. حتى بكيت ..
.. لا أدري لكن سيموت بإذن الله .. ( ادعوا له بالموت فهو يعاني من دنياكم ) طفل ..قصصه تبكيه وتضحك غيره .. وأفعاله تهلكه ويعيش غيره .. البراءة منحوتة في جبينه .. والبساطة عالية فوق هامته ..
من هو ؟ من هو ؟ من هو ؟ !!!
عُرف وهو صغير بسرواله الأصفر .. ودمعته السيّالة .. وصوته الشجي .. ولعبته " الخربانة " .. ووجه المحزن .. وروحه الأسيفة .. وجسده الهزيل .. وقلبه الطري .. وصدره الخائف .. وشخصه المظلوم .. ونومه المرعب .. يحب الوحدة .. ويطلب الخلوة .. ويعشق الظلمة .. ويتمنى الموت .. ويخاف الحياة .. يبكي الليل لوحده .. ويعيش النهار لوحده ..
همومه نشأت معه .. ويقيت عنده .. حتى شابت معه .. ذاب بين الهم والغم .. واستسلم للنكد والوجع .. وركن للبؤس والقنوط ..
يتيم الأب .. ووحيد الدرب .. عندما يكلمه القوم فليس هناك إلا السب .. ولا يعرفونه إلا عن السلب والنهب ..
مسكين متهم دائما وأبدا .. ألعوبة أهل الأرض .. وأضحوكة زمانه .. مشرد بين قومه .. ومعذب عند أهله .. وأسير في أسرته .. حت قال ذات يوم " إن كان أسرى كوبا بمثل ما أنا عليه لهم في شقاء دائم " .. أيامه عذاب .. ولياليه سراب .. التعاسة له بالمرصاد .. فلا مفر ولا مهرب منها إلا إليها .. حتى سمع أحدهم يقول .. تعاستك تعاستك نود لك تعاستك ..
حالته أنين في أنين .. وكأنه في ليلة من ليال العابدين .. بكائه له أزيز كأزيز المرجل .. ولو رفع صوته لاتهم بالرياء .. وطلب السمعه .. وما دروا أن دموعه وقف للدنيا .. ونشيجه عزف للكون .. ولحن للعالم .. وحداء للمهمومين .. وإهداء للأبرياء .. لا يمل الصياح .. لأنه رائد له .. ولا يكل من الصراخ لأنه عاشق له .. تعوّد ذلك حتى دون سبب .. لأنه يعمل بشعاره البكاء لنا والحزن لنا والبؤس لنا .. حتى في الفرح يبكي .. فإذا أعلن العيد بكى .. وذهب لزاويته وجثى .. وراح يفجر عيونه .. ويستمطر دموعه .. ويضرب خدوده .. مآسيه تترى .. وأحزانه تبقى .. وهمومه تحيى
هكذا هو في طفولته ..
الجوع ملازماً له .. والفقر مصاحباً له .. فاسألوا كل منهما عن شيخه .. فما عساهما إلا أن يقولا هو هو ..
الخبز اليابس أحلى وجباته .. والماء الملوث يروي عطشه .. ويسد جوعه .. لا تحسبوه عالما بقول الحبيب صلى الله عليه وسلم ( بحسب ابن آدم لقيمات يقيمن صلبه ) .. فهو حتى هذه اللقيمات لا يكاد يجدها ..
هكذا هي طفولته ..
الشقاء يحيط به كأمريكا .. والحماقة تعانقه كإسرائيل .. والأيام تخيفه كالنووي .. والمشاكل تطارده كالصومال .. والمآسي تعرفه كالعراق ..

.. أبو يزيد

ليست هناك تعليقات: