الجمعة، 20 مارس 2009

ولذلك قررت الانتكاسة ..!

قررت الانتكاسة ..
لا تستغربوا من عنوان هذا المقال ولا تتعجبوا من حروفه ولا تندهشوا من رسمه المخيف فقراري سليم ( فيما أظن ) فرب ضارة نافعة وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم . كم كنت أتردد في قول هذه الجملة سواء بلسان رأسي أو بلسان قلمي لكن قد آن الأوان لكي أسمعها وأخطها للجميع دون خوف أو تردد أو ارتباك فالوقت قد حان وآن .. فلا تنصدموا فالإنسان باحث .. أبشركم : قررت الانتكاسة .. وليصفى لكم الجو .. يا أقزام فلتتطرب آذان الخبثاء ولتمرح أسماعهم النتنة ولتفرح بسماع هذا الخبر ولتطبل طبلات أذانهم المقززة .. ولتدمع عيونهم دمعات الفرح ولتستلذ بقراءة هذه الجمل ولتتكحل بهذه الأسطر اللامعة فيما يظنون!!! وليرسلوا لي التهاني والتبريكات عبر الهاتف عبر الفاكس عبر الإيميل (في الأسفل ) فهم مبادرون كما عرف عنهم .. وليجتمعوا زرفات ووحدانا وليلتموا من كل حدب وصوب وليعجلوا قبل دنو الأجل فالأرواح بيد الله.. وليشتروا الألعاب النارية والزينات التجميلية والهدايا العطية والدروع التذكارية والشهادات التقديرية وليرشوا أرضهم بالورود والياسمين وليفرشوها بالسجاد التركي وليكثروا من البخور الكمبودي وليفعلوا ذلك كله في أضخم القصور وأجمل الدور وإن شئم فاجعلوا فرحكم في رياض الأندلس أو في ربوع أندنيسا أو في أرجاء الصين أو عند الأهرامات أو في الزيتونة أو في فيافي الجزيرة وذلك أضعف الإيمان وما ذاك إلا لعظم المناسبة التي لطالما انتظرتموها على أحر من الجمر وليس من عاداتكم وتقاليدكم أن تفوتوا مثل هذه المناسبات التي تعني لكم ما تعني..
يا الله ما أجمل الانتكاسة !!
أخيرا وجدت نفسي وتعرفت على ذاتي وانقشعت الغمامة التي كانت تدور أمام بصري واختفى ذاك السراب الخادع فقررت الانتكاسة لأني .. كنت مجرما وأنا أعترف لكم جميعا كنت مجرما .. مروجا لبعض الأفكار بيّاع لبعض الألفاظ خاطف لبعض الحقوق ظالم خائن نصاب جاهل كذاب .. هذه هي حقيقتي فكبف تريدوني لا أنتكس .. بأي وجه أواجهكم أيها القضاة وبأي لسان أتحدث معكم أيها البلغاء وبأي دليل أحجكم أيها العلماء .. مجرم!! كيف يجرؤ على الحديث .. مجرم!! كيف يجسر على النقاش .. فجرائمي واضحة للجميع ناصعة بيضاء بل سوداء مليئة بالحيص والبيص . وبما أني كُشفت أمام العيون وعُريت في صورة واضحة .. كيف لي أن أستمر ؟؟؟ كيف أستطيع أن أستمر في تنفيذ خططي التنظيمية السرية وقد بانت كالبدر بل كالشمس .. لخبطتوا أوراقي يا شلة المطاوعة
يا الله ما أجمل الانتكاسة !!
كأنني كنت مخنوقا منذ فترة ليست بالهينة لا أستطيع أن أتنفس هواء نقيا صافيا وكأنه كان على راسي جبال الهملايا مع جبال السروات و أجزاء من جبل أحد وشيء من حطام مبنى التجارة فلا أستطيع أن أتحرك أو أدب ولكن أبشركم يا أقزام قد رحل وأفل وتلاشى كل ذلك منذ أن قررت الانتكاسة ولو كنت أعلم ذلك لاخترت هذا الطريق من البدايات ولكن لا شكر الله لكم تلميعكم لي هذا الطريق المغلق المميت المتحجر ..
يا الله ما أجمل الانتكاسة !!
سوف أركض برجليّ ويديّ وأغامر بشحمي ولحمي لكي أكون علماني لبرالي قومي ملحد شيعي بعثي نصيري حداثي إنساني أي شيء لكن أعمل ضدكم وأدمر منهجكم وأفضح أمركم وأعلن سركم وأحرق أوراقكم فعرفت عنكم كل صغيرة وكبيرة فانتظروني فإني قادم لأفضحكم أمام الخلائق ولأدفنكم بكفيّ يا أقزام فلتقهقه يا سني على هذه الأشكال المتأخرة .. مسكين يا أقزام .
يا الله ما أجمل الانتكاسة !!
سأكون قريبا لبراليا فأعمل بلا عطل وأقدم بلا تحطيم وأنتج بلا حقد وأزرع فأحصد وأعطي فأشكر وأساهم بلا طرد وأشارك بلا تثريب وأتكلم بلا تكذيب وأبتسم ولا أعبس وأفرح ولا أحزن وأتنفس ولا أنخنق وأسير ولا ارجع وأذكر ولا أنكر وأحضر ولا أغيب وأحلم ولا أغضب وأجاوز ولا أعاتب وأتفهم ولا أتجاهل وأكبر ولا أصغر وأتحرك ولا أركن وأرتاح ولا أنكدر وأعيش ولا أنتحر وأتاجر ولا أرابي وأرحب ولا أصرف وأحسن ولا أسيء ..أكون مكرما لا مهانا... لدينا أسلوبا ليس بأسلوبكم الذي لا يعترف به حتى أبو جهل واسألوا المخططات عن ألسنتكم التي لابد أن يحكم عليها بالقصاص يالمطاوعة !!
يا الله ما أجمل الانتكاسة !!
ومن أول ما باشرت عملي اللبرالي الممتع الذي لا يعقب عليّ فيه الكبار ناهيك عن الأطفال تذكرت أيامي النتنة التي قضيتها معكم كلها بقيل وقال وبصال وجال وسوء الظن والزعم والانتقام للذات وحب البروز والرئاسة والسعي خلف الأشكال والمشي نحو الألقاب والتعظيم واستعباد الأطفال وكدهم ..
جلست مع زملاي الليبرالية فلا مقارنة بينكم وبينهم قلوبهم متراصة وقلوبكم متناحرة ألسنتهم نظيفة وألسنتكم قذرة ليس على بعضهم شيء وأنتم حدث بلا حرج ومع ذلك حجزتم الجنة لكم ..
أخيرا :
عندما تجتمع الخصوم .. وعندما تقوم القيامة .. وعندما أقابل المولى .. وعندما لا يكون بيني وبينه ترجمان .. سوف أحملكم المسئولية.. أقول يا رب كنت في صفهم وأحد العاملين معهم أقدم لك وأعمل لك وأفكر لك قاصدا وجهك راجيا أجرك مبتغا جنتك خائفا من نارك سنوات مضيتها بين ظهرانيهم مضت وانتهت وأنت أعلم بها كم من عمل عملته ثم أتى حقير فدمره وكم من مشروع من أجلك أنشئته ثم يأتي من يأتي طالبا مني أن أستشيره وإلا لا يقوم مشروعك فيا رب انتقم ..
قرار الانتكاسة : كما أنه يعني لكم عيدا فهوا لي أعيادا ..

ليست هناك تعليقات: