الجمعة، 20 مارس 2009

قصة .. ( حريق قلب ) ..!

قصة .. حريق القلب
بداية اسمحوا لي أيها الفضلاء أن أعتذر لكم عن هذه الورقات المبكية .. وعن هذه الحروف المحزنة .. وعن هذه العبارات المؤلمة .. فلا تلموا سطور ورقاتي .. فما هي إلا شيء من معاناتي .. ولا تستغربوا من شكاتي .. فلم أجد سواكم يستمع لنبراتي ..
لا جديد في الدنيا فكلها مآسي .. وكل أناس فيها يقاسي ..
قصتي طويلة لا نهاية لها .. ومتعبة لا راحة فيها .. وضيقة لا سعة فيها .. وحارة لا برودة فيها .. ومعركة لا سلام فيها .. وجحيم لا جنة فيها .. ونيران لا ماء فيها .. وليل لا نهار فيه .. وصحراء لا زلال بها .. وسوداء لا بياض فيها .. ومقدمة لا خاتمة لها ..
قصة يصعب عليّ سرد كل حقائقها.. فهي محرقة وموجعة .. ولاسعة ولاذعة .. فالدموع من اجلها سيّالة .. والأحزان لذكرها ميّالة .. آلامها سياط .. وذكرها أشواك .. وتذكرها عذاب .. والتفكير فيها أوجاع .. وكتابتها انتحار !! .. ونشرها جريمة .. وتوزيعها عداوة للسعادة ..
لا أستطيع أن أذكر لكم منها أيها الأحبة إلا اليسير .. واليسير فيها عناء ودعوة صريحة للبكاء والحزن .. لكن سأكتب لكم حواف هذه القصة وأطرافها .. التي سترون فيها حياة عجيبة .. وشؤون رهيبة .. ومواقف عصيبة .. هذا في أطراف القصة فكيف لو خضنا بداخلها .. ووقفنا على كل معانيها ... ولامسنا أحداث أيامها ولياليها .. وعرفنا كل ما فيها من ألفها إلى يائها .. ومع ذلك لن أذكر لك أيها الحبيب منها إلا قليل القليل والقليل مؤلم حتى النخاع !! .. والله المستعان .
قصة كثير ما أفكر فيها .. وكثير ما أجاهد نفسي لنسيان شي منها .. ألزم نفسي إذا مر ذكرها في ذهني على تركها وعدم الالتفات إليها.. أحاول سريعا بطردها من مخيلتي وصرفها عنّي ورميها في مهملات الأوجاع.. دائما ما أحاول أنساها مرات ومرات .. لكن لا جدوى .. ولا حيلة ..
قصة عندما أصبح أجدها عالقة فيّ .. وأمسي لأرائها أمام عينيّ .. ضيقت عليّ الدنيا .. وسوّدت الحياة بناظريّ .. وكرّهت الناس إليّ .. وطوّلت ساعات يومي .. وضاعفت ليالي حزني .. لا جمال فيها إلا الصبر .. ولا روعة فيها سوى الدموع .. تغرس في قلبك الهم .. و تزرع فيه الغم .. وتحصد منه الكآبة والمآسي والألم .. وتثمر الحزن والضيق والقلق ..
قصة أتعبتني كثيرا .. وأرهقتني على ما يعلوني من إرهاق .. زادة الطين بلة .. وجعلت الأفراح أحزانا .. والأحزان سكنى لنا ودارا ..
قصة .. من بعدها ضيعت الفرح .. وفقدت الأنس .. وفارقت الأصدقاء .. وأصبحت أحلم بالابتسامة .. وكأني السعادة حرمت عليّ ..
قصة أجلستني مع الحزن .. وعرفتني بالهم .. وأقعدتني بجوار الدمع .. وعانقتني باليأس .. وصادقتني بالحيرة .. وجاورتني بالبكاء .. وألزمتني بالوحدة ..
عذرا أيها القارئ إذا تفجرت دموعك .. وتحركت نبضات قلبك واهتزت عروقك .. ووقف رأس شعرك وتبدل لونك .. وتغير ت حالك من فرح إلى ترح .. وأخذت أمورك بانتكاسة.. وشؤونك بتعاسة .. وعشقت الجلوس لوحدك .. لثقل همك .. ولعظم ما ألمك .. معذرة على الإزعاج .. فالقصة تعكر المزاج .. وترحب بالحزن بكل ابتهاج ..
قصة .. تكتم الضحكة .. وتسيّل الدمعة .. وتطرد الفرحة .. وتخنق العبرة .. وتبعد البسمة .. قصة .. تجدني ضعيفا أمامها .. ومسكينا عند عباراتها .. وهزيلا في سرد جولاتها .. ونحيلا في الصبر على صولاتها .. ومظلوما أمام قسوتها .. وباكيا على عتبات بابها .. وشريدا بين طيات أحداثها .. وأسيرا في سجون أنغامها ..
قصة .. دائما ما تجلسني لوحدي .. ولو كنت مع أمي وجدي .. لا ترى لي حراك .. ولا همس ولا حتى حِكاك .. الجسم جامد .. والدمع هادر .. والصمت يملئ غرفتي .. ويغطي جلستي .. ويحرس وحدتي ..
لا أظن أحد في هذه الدنيا يعاني من هذه الحياة مثلي .. ويكره هذه الدنيا ككرهي .. واقرأ القصة لتعرف ذلك .. واحكم على ما قلت كما بدالك .. لا قصة كهذه القصة .. الموجعة بقذائفها .. والدائمة بتكرارها .. والمحرقة بنارها .. والمبكية لذكر أحداثها ..
قصة لو كتب عنها الشعراء لتركوا الشعر .. ولو جلس لمناقشتها المفكرين لاعتزلوا البشر .. ولو التفت إليها الملوك لتركوا العروش .. ولو وضعت في دروسنا لعطلت الدراسة .. ولو أهدت إلى أعدائنا لفروا من لقائنا ..
قصة .. كلما تحدثت عنها هاج المجلس وعاج بالبكاء .. وضج الناس حتى تظن أن القيامة قامت .. والصور نفخ .. والصراط نصب .. والحساب حان وقته .. وجاء زمنه .. وكل يقول نفسي نفسي ..
قصة .. مكبلة بالحرمان .. وموصدة بالظلم والطغيان .. قصة .. يا ويح من قرأها .. ويا ويل من ناظرها .. ويا حسرةً على من رواها وحفظها .. ويا عذاب من سمعها .. ويا تعاسة من تهجى حروفها ..
قصة .. لابد للدهر أن يمسحها .. ويجب على الزمان أن يشطبها .. وينبغي على المفتي أن يحرمها .. وعلى الراعي أن يمنعها ..
قصة .. إذا كنت تريد السعادة لا تقرأها .. وابتعد عنها واترك مغازلتها .. واهجر صفحاتها وشتت سوادها .. قصة .. إذا كنت تطلب الراحة فاقطع مطالعتك .. واذهب إلى نومك وعوض ما فاتك .. أو اقرأ شي يفرحك ويعلمك شيء من حياتك .. وإذا أردت الحزن الدائم .. والصياح والمآتم .. ومصاحبة الملاحم .. فأتم مطالعتك ولا تفارقها .. واحرص أن تقرأها حتى نهايتها ..
قصة .. لا أتوقع أحد يصبر عليها .. ولا يتريث حتى نهايتها .. تفجر النفوس .. وتشعل الروؤس .. .. نبأها جلل .. فهي تشيب الطفل .. وتعمي المبصر .. وتخرص المتكلم ..
لا أدري كيف سأستمر في كتابة سطورها .. ولكن حسبي أن من سيقرؤها هم أحبتي وإخوتي .. فدونكم شيء من مأساتي .. وصفحة من وجعاتي .. وجبال من حسراتي .. وبحار من ويلاتي .. وسحب من آهاتي ..
لا . لا . معذرة أخي القارئ لا أستطيع أن أكتب من قصتي ولا حتى سطر واحد .. حاولت ولكن نفسي تمنعت .. طلبتها فرفضت .. رجوتها فنهرتني .. شحذتها فطردتني .. لذلك أستبيحك العذر فلا أستطيع أن أروي عليك شيء من تلكم القصة الفظيعة .. وما ذاك إلا لأني أحبك .. فلا أريد أن أضرك .. ولا أريد أن أضيق عليك جمال حياتك .. وروعة دنياك .. فدعني وحيد الهم .. ولا تهتم ..
خل واحد منا يصبح جريح وواحد يعيش الحياة ويفلها

هناك تعليقان (2):

ميما يقول...

لاحووول
أحسنت في سرد القصة

عام الفيل يقول...

شكرا ميما..

ويسعدني وجودك..