الجمعة، 20 مارس 2009

مدري ليش كتبتها ..!

..سطور لا أدري( ليش ) كتبتها

هكذا هو …هكذا هو .. يحب ويعشق ويكره ويبغض .. إنسان طبيعي .. لو أنّ تغيرات الجو أثرت فيه .. يتأثر كثيرا .. ويتردد دائما .. ويخطأ غالبا .. يقرأ ويكتب .. ويخسر ويكسب .. ويبكي ويلعب .. أحلامه لم تبدأ حتى تنتهي ، شخص ثري بالهموم ـ يعد الثالث عالميا كما عرف هو شخصيا من خلال مطالعاته المستمرة لقصص الفاشلين ـ فهو محاط بالغموم ، وراسم للسعادة ، وصانع للابتسامة ، لا أدري كيف جمع بينهما ، لعلّ جنونه الرابط المشترك الوحيد ، مليء بالتناقضات ، حياته حياة لو أنها دون نفْس ، وسعادة لو أنها دون قلب،وخلود لو أنها دون روح ، الإشاعات تطارده ، ويفلت منها ، والأكذوبات تلاحقه ، فينجو منها ، يشتكي الناس ، ويصبر على البأس ، قناعاته متأخرة ، لو أنه حصل عليها بدري لقلب الدنيا ولأحدث أعجوبة في زمانه ، عبراته معه ، وعَباراته عنده ، له فلسفة مع الحمقى ، وله ” نكبات ” مع الكذابين ، لا يصبر كثيرا عليهم ، ولا يتحمل مجالسهم ،ولا يسمع لهم ، يقدر بسمته الساقطة ، ويعاتب دمعته الدائمة ، عاش بضع سنين فملّ الدنيا ، وصرخ بوجه العالم ، وطرد محبيه ، وكأن الناس لا يعرفون إلا هو .. ، ظن المسكين أنّ النّاس يبحثون عنه ، وينتظرون منه ، وما علم أنهم بانتظار لحظات ساعات العزاء لوالديه ، فقد عزوا أبويه حيا وسيهنئون أبويه ميتا ...تقلب في مراحل الدراسة ـ الابتدائية والمتوسطة والثانوية والجامعية ـ دون اهتمام يذكر ، أو علم ينشر ، أو قلم يعصر .. أو رأي ينصر .. لا يعرف المبتدأ حتى ينتهي بالخبر .. يكره ابن مالك لألفيته .. التي يشتمها الأستاذ قبل الطالب .. ويحب المتنبي لقصائده .. التي رغم الأنوف طافت على الدنيا وراجت .. كانت قرأته متنوعة لا تركيز فيها .. وقد قرأ الشرح الممتع والأجزاء الثلاثة للقاء المفتوح لابن عثيمين وشرح عمدة الأحكام للبسام وزاد المعاد لابن القيم والرحيق المختوم ولا يعرف أحكام سجود السهو ولا يحفظ شروط الصلاة بترتيب . و لا يدري عن معركة احد أو بدر متى كانت وأين صارت وأيهما أسبق من الثانية .. ولا يعرف متى مات النووي .. وأين عاش !! ويظن أن البسام صاحب إبراهيم النخعي وما يعلم أنه حي يرزق .. ويزعم أنه طالبا بارعا في علوم اللغة ولا يعرف ي هذا الفن إلا كتابا واحدا اسمه الجاحظ لمؤلفه الكتاب !!!!!! أقصد الكتاب للجاحظ أو الجاحظ ( يوووه .. لا أدري ) من مؤلف الثاني ومن صاحب الآخر ..يصبح على أبيات حسان .. ويمسي على شيلات خلف مشعان .. لا مقارنة عنده بين الفصيح والعامي .. فلا عامية عند الفصيح وقد علم كل أناس مدوخهم .. ومزعجهم .. ومقرفهم .. وسلامتكم !!يحفظ الشعر ، ويكتب الشعر ، فينشد تارة ، وتارة يحدو به ، فإذا طالعوه الحسّاد أبصر قول أبو تمام :وإذا أراد الله نشر فضيلة طويت أتاح لها لسان حسودوإذا أصابه ألم فإنه يتفرد به ويكون خاص له وذلك لقول القائل :لا تشتكي للناس جرحا أنت صاحبه لا يؤلم الجرح إلا من به ألمالشعر صديقه الأول ، ومرجعه في حزنه وفي فرحه ، فالمتنبي عنده عملاق ، وأبو تمام عظيم ، وأحمد مطر مجدد . وشاعر المليون ( سيم سيم ) امرئ القيس ، لا يفهم منهما شيئا !! ويحتاجان إلى معاجم وقواميس وسواطير وفزعة بعض الشباب ..هوايته نتف الشعر ، من جذوره ، فيده تلعب في الشارب ساعة حتى تنهيه ، وتشاغب باللحية حتى تشوهها ، هوايته دائما ما تجر عليه الويلات ، وتكب عليه ” وايتا ” من الصرخات والنصائح ، والحمد لله أنّ هناك من فسقه في ظاهره وجعل باطنه لله ، وبعضهم اتهمه بالنفاق ، والحمد لله على كل حال ، وبعضهم لبسه تهمة التهاون في الدين ، كما أنّ هناك من اتهمه بالتشدد ، والتقليد ، لكن هكذا حياة بقية السلف !!!يقرأ كتاب وما إن ينتهي إلا ويجد سواد متطاير على صدر ثوبه ، وما إن يفكر بقضاياه السخيفة إلا ويده تعبث في بستانها المفضل ، وما يجلس في مجلس إلا وأن ينتف سبعين شعرة وفي رواية مئة شعره ، ما عاد ذاك يخفى على القريب منه ، فلو فتشوا جيبه لوجدوا شعرا ، ولو تصفحوا جزء من كتبه لرأوا حبيبات صغيرة سوداء ، سراميك الغرفة أبيض وما إن يدخلها إلا وتتغير بالتدريج إلى السواد ، وكأنه يحب ذلك اللون ( لا أدري ) وللمعلومية هو أبيض من كوفي أنان الله يأخذه !!..يقهره التخلف الحاصل في مجتمعه ، التحريم أصبح شربة ماء ، والتكفير أهون من ذبابة العراق، والخروج على الدين موضة ، والقول بلا علم من أيسر ما يكون والحمد لله ، والتثبيط هدف منشود، والحسد غاية ينشدها الحسود ، فأصبحوا فُرقا في التصنيف ، وقادة في التخلف ، ونجوم في الجهل ، ورؤساء في الجبن ، يضحك عليهم تاريخهم ،ويلعنهم دهرهم ، ويبكي من أجلهم عصرهم ، فلا تعاون ولا تكاتف ولا تصادق ولا تشجيع ولا حتى قل خيرا أو اصمت !!تمنى أنّه لو نشأ بعيدا عنهم ، وقريبا من نفسه ، يختلي بربه ساعة ، فينام بهدوء ، ويستيقظ مطمئن ، فيصلي صلاته ، ويقرأ ورده ، ويذهب لمدرسته ، ويفتش مذكراته ، فيجلده المعلم لتقصيره ، ويثيبه المدرس لتفوقه ، ثم يعود لبيته فيجلس مع أمه ( أغلى الكون ) ، فيأخذ منها علم الحياة ، وفنون الدهر ، ودروس الزمان كلها ، بعيدا عن ترهات كثيرا من المنظرين ، وفلسفة جمع غفير من الجهلة ،وخزعبلات سلمان رشدي وحزبه ، واجتهادات بعض متشددي الدين التي ( دهورت الأمة ونكبتها ) !!.ثم ينصرف ليتصفح كتاب اليوم ، فيعيش مع نبي كريم ، أو صحابي جليل ، أو شاعر عظيم ، أو قصة مبدع كبير ، فتذرف دمعته لمطاردة سراقة للعظيم الأول عليه الصلاة والسلام ، وينبهر من عمر وقصته مع الفقراء ، ويتأمل في شعر أبي تمام ، ويعجب من قصة محمد يونس .ثم يتوضأ ويستعد لصلاته ، ويذهب بوجه خاشع ليكون ضيفا في بيت ربه ، أكرم الأكرمين ، بعيدا عن بيوت البخل والخسة ( بدون ذكر أسماء ) !!يتمنى أن يكون كذلك .. ولكن .. ( هيهات )
لا يستطيع أن يمحي الماضي ، وأبشركم انه لا يملك تخطيط المستقبل ، ولا يفهم واقعه الحالي ، الرؤية أمام عينيه ظلام في ظلام ، لم يجرب الخمر ولو طرفة عين ، لكنه يعيش حالة السكارى ، وتحيط به وساوس المرضى ..أخيرا :الحياة .. فوز وخسارة .. وعلو ودنو .. وضحك وبكاء .. وطاعة ومعصية .. وبر وعقوق .. ونوم وسهر .. ونجاح وفشل .. ورحمة وقسوة .. وذكاء وغباء .. وعلم وجهل .. ووفاء وغدر .. وكتابة ثم كتابة ثم كتابة .
سطر ونص :فمن نعم الله عليه القلم والدفتر ، أو قل الكيبورد والوورد ، فلولاهما لبقي وحيدا .. والحمد لله .. من قبل ومن بعد ..

ليست هناك تعليقات: