الجمعة، 20 مارس 2009

شيكافو الصداقة ..!

شيكاغو الصداقة ..
.. صديق .. بل أصدقاء ..
كنت أظنها حياة لا تموت .. وأيام لا تتكالب .. وليال سامرة ساهرة باقية ما بقينا.. وبحار زرقاء نمرح على شواطئها ونسرح .. الشمس والقمر يعرفان صحبتنا .. والليل والنهار لا ينكران أخوتنا .. والقرطاس والدفتر يشهدان جريان توقيع عهدنا .. والعين والدمع يحسان بسياط آلامنا ..
أخوتنا أشهر من أسامة بن لادن مع جنده.. وأقوى من قوات مسكن الجن بوش .. ورئيس العالم القديم الأحمق كلينتون .. وأكبر من أوربا الرابية .. إلا أن الصحافة الحاقدة لا تشخبط ولا تلخبط ولا تحوم حول حمانا ..( لا أدري لماذا لكن ربما لأن غير معروفين ) ..
هكذا هي أخوتنا ..بلغت شهرتها عنان سماء الأرض .. وعمق أرض السماء ..وجرِب إن شئت وابحث عنا في قوقل فستجدنا في مجلدات عنكبوت النت في موقع شيكاغو في منتدى ومن الحب ما قتل ..
ولا أعرف هل كانت حكايات العجائز لأحفادهن عند النوم عن صداقتنا ؟؟ربما !! فليس بيننا وبين رواية ألف ليلة وليلة فرق إلا بالتذكير والتأنيث والبداية والنهاية وألف ليلة فقط !!
ولا أخفيكم سرا ..أن عناوين صداقتنا قنابل يحتج عليها نظام الدول.. وأحزمة ناسفة ينكرها العالم من باب الأمر بالمنكر والنهي عن المعروف.. فمعذرة لا أستطيع سرد بعضها لأن فيها ما يفجر عنقي تلك الوصلة التي هي بين رأسي ومتني والبعض الآخر يجعلني ضيفا عزيزا مكرما في فنادق لا تدخلها أشعة الشمس وليس فيها لا حس ولا همس ميزتها أنك لا ترى لا تسمع لا تتكلم !! ( السجن )
فلن أبوح بعنوان واحدا .. طبعا ليس خوفا كما تعلمون وإنما لكيلا أحسب من خوارج هذا العصر العاصر ..
ومما لا بد من ذكره ويجب علينا سرده .. هو ما كنا نرسمه وننقشه على أكتافنا قاصدين الذكرى وذلك لترسيخ تلك المعالم بيننا وجعلها تسبح في دماء أجسادنا مع كرات الدم الحمراء والبيضاء والسوداء ..ومن تلك المعاني ..الاعتذار .. والتضحية .. والعفو .. والابتسامة .. والنصح .. والصبر .. والبذل .. والجود .. والفداء .. والستر .. والصدق .. والأمانة .. والرحمة .. والتعاون .. والإيثار ..
وبهذه الألغام أصبحنا أصدقاء نحزن لحزن أصغرنا .. ونفرح لفرح أحدنا .. وننصت لحديث أكبرنا .. نلتقي وكأنا غبنا سنين .. ونفترق وكأنا ابتعدنا مئين .. أعدائنا كثر ولكن أشدهم الفراق .. نعتصر مر الحياة بجلساتنا .. ونحتمل وجع الدنيا بلقائنا .. نصنع الابتسامة لمهمومنا .. ونوزع التهاني لناجحنا .. رحلاتنا لا تنقطع .. ومحبتنا لا تصطنع .. ساعاتنا جميلة .. ولحظاتنا رهيبة .. نحلق بين سحائب المحبة .. ونرقص على أوتار المودة .. ونطرب على أصوات الخلة .. ما أجمل الحياة بنا .. وما أجملنا بالحياة .. نرتوي عند اللقاء .. ونظمئ عند ساعة الوداع .. ليس هناك غربة ما دمنا متقاربين .. أشهر الكلمات بيننا أخي إني أحبك في الله .. وأشهر الردود أحبك الله الذي أحببتني فيه ..ما أجمل حديثنا أيا كان .. لا نعرف الملل عندما نكون معا .. ولا نجد للكسل محلا بيننا .. حاجاتنا متحدة .. وأفكارنا متقاربة .. وهمومنا مشتركة .. أشجاننا متشابهة ..لا تحسبوا حياتنا جنة !! بل جنان !! حديث متفق عليه عند البخاري ومسلم .. وحياة لا يستطيع وصفها لا إقبال ولا شكسبير .. ولم أجد في خطب الخطباء خاصة الخطيب الجاهلي البليغ قس بن ساعدة كلمة واحدة تصور هذه الحياة وتحكيها .. أيامنا مرت ولو كان أهل الجنة في مثل ذلك لكفى ..هكذا كانت وهكذا كنت أظنها .. ومضت السنون تلعب وتنهب .. ودارت بنا دائرة إبليس .. وصرنا فجأة ومن دون أي مقدمات في فخ الدنيا الماكرة العاكرة الساكرة وقد لفت لفتها وتفلت تفلتها ..
فلقد ساقت إلينا سواقيها .. وأرتنا قبائحها .. وجعلت عاليها سافلها .. وبدأ نباح الكلاب .. وصياح الديكة .. وعويل النساء .. واحترقت شمسنا .. واهتز كياننا .. وضاعت ابتسامتنا .. وكثر تفرقنا .. وعم خبرنا .. وشاع شئننا .. بعدما كنا .. وكنا ..
ماذا حصل ؟؟ ماذا جرى ؟؟أعدك أمام لوحة المفاتيح لتكتب لنا بعض خيانات الدنيا …
ليتني بقيت طفلا صغيرا …

ليست هناك تعليقات: