الجمعة، 20 مارس 2009

لا تفرح يا عائض القرني ..!

لا تفرح يا عائض القرني ..كلما داهمتني مشكلة .. أو حاصرتني كارثة .. أو دبت إليّ مصيبة .. أو أقعدتني صاعقة .. أو أكلتني آكلة .. أو رميت في نفسي .. أو ذقت طعم الهزيمة .. أو سمعت خبر مؤلم أو قرأت حدث مبكي .. أو شاهدت موقف محزن .. أو عشت جو الحرمان وساعات القهر والطغيان وأيام الظلم والنسيان .. وكلما ضاق الفضاء بوجهي .. وغلّقت الأبواب لحظي .. وطمست سماء الأرض بعيني .. وسجنت في المعمورة بهمي ..عند ذلك .. مباشرة ومن دون أي نقاش وبلا مقدمات أتجه مسرعا متعطشا إلى كتاب عائض القرني القديم !! لا تحزن ..أتصفح أوراقه البيضاء بهدوء .. وأقلب صفحاته الملساء برقة .. أنظر إلى حروفه بشغف .. وأتمعن مواضيعه بتريث .. حرصا مني على ألا تزيغ عينيّ عما أريد .. والسعي خلف ما يكشف لي ما هو محترق حد الوريد ..أتصفح الكتاب .. فأبحث عن علاج حزني .. ودواء نفسي .. وطبيب حسي .. وراحة بالي .. وصفاء ذهني .. ونقاء فكري .. وسلامة جسمي .. وسعادة روحي ..فأجد في صيدلية لا تحزن أسماء أدوية ما عاد لها فائدة ولا قيمة ولا أدري أين المسئولين عنها !! ومن تلك الأدوية ( لا تنتظر شكرا من أحد ـ ما مضى فات ـ يومك يومك ـ اصنع من الليمون شرابا حلوا ـ لا تحطمك التوافه ـ نعمة الألم ـ فن السرور ـ رب ضارة نافعة ـ تعز بالمنكوبين ـ من لنا وقت الضائقة ـ ابتسم ـ فصبر جميل ـ يا شقاوة هؤلاء ـ لا ينفعك القلق شيئا الخ … ) ..أدوية أكل عليها الدهر وشرب .. وبدأ ينفثها ويرميها دون رحمة .. أصبحت متهالكة وغير مناسبة ـ وقليلة الفائدة والمعالجة .. فدائما ما أرى الغبار يعج حولها .. والنمل يسير على أنفها .. ( لا تحزن !! )صحيح أن هذه المواضيع عالجت في نفسي شيئا كثيرا في يوم ما ..لكن ( لا تفرح ) يا عائض فكتابك ( لا تحزن ) أصبح للهموم الخفيفة .. والأحزان الهينة .. والمصائب السخيفة .. والنكبات التافهة .. والدموع الباردة ..فهلا كتاب لهموم رجل يبكي الماضي ويخاف المستقبل ويصيح من أوجاع الحاااضر !!أخيرا :ليعلم شيخنا الفاضل المناضل عائض القرني أن كتابه وإن بيع منه مليوني نسخة ولنقل أكثر من ذلك وزيادة ..إلا أنه عالج صغائر الهموم والأحزان فهلا كتاب يا شيخنا الفاضل لجبال المصائب وبحار النكائب .. لمن بكت الأرض لبكائه .. ودمعت السماء لدموعه .. فما أبرد النار عند غليان قلبه .. وما أحر القطب المتجمد الشمالي عند التهاب نيران همه .. وما أدفئ من النووي عند شكواه ..
ننتظر ذلك من أبي عبد الله الشيخ عائض أو من أي فرد آخر يعالج كبار المهمومين وشيبان المغمومين ..

ليست هناك تعليقات: