الجمعة، 20 مارس 2009

التردد ..مطاردة ومحاصرة ..!!

لا .. لا ..نعم .. نعم ..
بيان لنفسي فقط ….في صدري بحار من التردد .. بل محيطات .. أغرقت نبضاتي .. وغطت فؤادي .. وأعمت أهدافي .. ولعبت بأفكاري .. وغيبت آمالي .. وأحرقت أمنياتي .. وهزت حياتي .. وقلبت ساعاتي .. تسونامى أرعبني .. فأغرق ودمر .. وهدّم وفجر .. وفرق وبعثر .. ومزق وكسّر ..
وجيش دمرني .. فقتل وسلب .. وسرق ونهب .. وظلم واغتصب .. وشنق وصلب .. وداس وضرب .. وأشعل اللهب ..
وظلام أخافني .. سواد شديد .. وأصوات تعلو وتزيد .. صياح دون تغريد .. وعواء من بعيد .. والهواء يزيد .. والبرد قارس وعنيد ..
وحصار جوعني .. فلا دواء للداء .. ولا طعام للفقراء .. ولا سرير للمرضى .. ولا ماء للعطشى .. ولا بيت للسكنى .. فلا ملجأ ولا مأوى .. ولا سكنى ولا مخبئ ..
هكذا فؤادي بين الـ ( لا ) والــ(نعم ) !!
أعيش بين معركتي ( لا ) و ( نعم ) .. أو ( نعم ) و ( لا ) .. أمضي ساعة وقراري ( لا ) .. وتأتي أخرى ليكون رأيي ( نعم ) .. تشرق شمس بــ( لا ) .. وتغرب بــ( نعم ) ..
أين أجد حل هذه العويصة ؟ .. لا أدري .. (شيخ دين ـ طبيب نفسي ـ سمكري ـ صيدلاني ـ ليبرالي محترم ) أم ماذا ؟
يا ليتني لم أكن أعرف إحدى هاتين اللكمتين أقصد الكلمتين .. لأمضي دون تردد .. وأعيش حياة مليئة بالقرارات .. فإما ( نعم ) ـ عينك عينك ـ ,وإما ( لا ) ـ عينك عينك ـ .. فسبحان من جمع النون بالعين بالميم .. وسبحان من لمّ شمل اللام بالألف ..
لا أدري !!
لا أدري ما الذي أسكن التردد في هذه اللحمة الصغيرة ( قلبي ) .. وكيف استقر وبقي .. بل وأحاط به .. واستولى على أرضه .. وزرع حتى حصد .. وأصبح سيدا دون معارضة سلمية .. أو خلايا إرهابية .. أو تفجيرات خارجية ..
…. ومن هنا اسمحوا لي أيها السادة الفضلاء أن أترككم مع سطور المقالة ، لأذهب إلى فؤادي وأنزع منه هذه القذارة .. وأقلب الحكم عليه .. والقيام بثورة عالمية .. لا مثيل لها ولا شبيه .. دون إذن من البيت الأبيض .. أو موافقة من مجلس الأمم .. ولا حتى تصريح من وزارة الأوقاف !!.. فلا تردد بعد اليوم .. وإن غضبت الدول الثمانية .. أو زعل حلف الناتو .. أو شرهوا علينا ربع العم سام ..
فلا لا .. لآ .. لآ لآ لآ لآ لآ ..لا لا لا .. للتردد ..
وسأجعل شعاري قول الشاعر :
إذا كنت ذا رأي فكن ذا عزيمة .. فإن فساد الرأي أن تترددا
هيا لنرمي التردد في زبالة الفاشلين .. ونتركه لمناصب المخذولين .. ولنهجره وننساه في حياتنا .. هيا لنعيش حياة واضحة .. لا تردد فيها ..


متردد سابق
.

ليست هناك تعليقات: