الخميس، 31 ديسمبر 2009

هي الغربة تلفظ أنفاسها الأولى ..



هي الغربة تلفظ أنفاسها الأولى..
..

هي الوحدة المكتوبة .. ولا سوى الوحدة مصير ..!!
لا يمكن أن يخطر في بالي أن أجد نفسي بين مجموعة من البشر.. أضحك كما يضحكون.. وأفرح كما يفرحون..
حتما سأضحك ولكن عندما أسير في الشارع كالمجنون..!


..
هي القسوة التي تدك القلوب الصغيرة دكا..
تختار الأفئدة الضعيفة.. المسكينة..
فتطلب منها سيلا من الدموع.. وأمواجا من الزفرات..
..
يا سعادة: اجتهدت لأرسمك.. لأكتبك.. لأخطك..!
لكن اكتشفت بأنه بيني وبينك مسافة شاهقة..
كما هي المسافة بين السماء الأولى والسماء المائة..!!
أرتعش عندما أفكر بك..
وأرتجف عندما أنظر إليك..
..
صدقوني لا ينقصني شيئا ..
سوى قلب جديد.. وروح جديدة.. ودنيا جديدة..
فقط..فقط..فقط..
..
جنوني عندما أجد أحدهم يدعوني وبكل جرأة للابتسامة..
وكأنه يسخر بي .. يستفزني .. يقهرني..
وكأنه يقودني إلى عالم ضجّ بأقنعة الوجوه خدّاعة..!
يريدني أن أمحو دمعتي..
وأن أودع حرقتي..
وأن أطمس عبرتي..
وأن أخفي شقوتي..
وأن أفارق ظلمتي..
وأن أُنكر حالتي..
وأن أزوّر طبيعتي..
يريدني شوكة في وجه القضاء والقدر..
..
ليته لم يلمح حزني.. ولم أكشف له وجعي..!
..
يريدني أن أطوي لسعات الأعوام..
وأقلب غموم الأيام..
وأجبر كسور الآلام..
وأدفن طعنات الطوام..
وأنسف حوادث الظلام..
وأداوي جروح الأحلام..
وأنسى الحزن التام..
يريدني معارضا للقضاء والقدر ..
..
وما يعلم أنه وقع الاختيار عليّ لأقوم بوظيفة البكاء..
وأعرف ثلاثة آخرون يقومون معي بنفس المهمة..
أجدهم في أيام الصيف..
في ثلج الشتاء..
في دمعة جدتي..
عند شاطئ البحر..
عند عتبة البيت..
عند غروب الشمس..
في حجرتي..
في فراشي..
في أحضاني..
روحي.. وحدتي.. غربتي..
..
تساءلت وأنا أكتب هذه السطور ..
هل الحياة تحتاج لمثل هذه الأرواح التي لم تذق طعم الابتسامة..!؟
فلماذا هي هنا إذن ..!؟
كثيرا ما أتسائل متى ينتهي المشهد..؟
ومتى تُسدل الستارة البيضاء..؟
كيف تحتمل تُربة الأرض مثل أولئك.؟
بانتظار جواب القدر..!!
..
يحتاج فؤادي أن يتثاءب ثلاثا بعد هذه السنوات الطويلة..!!
..
يا صديقي:لا تسرف دمعتك هنا.. فلا شيء يستحق ..!

عام الفيل
n1n19@hotmail.com

ليست هناك تعليقات: