الخميس، 21 مايو 2009

أخي محمد .. آلمتني كثيرا ..!

أخي محمد.. آلمتني كثيرا..!


قبل البداية::
من السهل جدا أن يحدثك صديقك القريب إلى قلبك بكل ما يمر به في هذه المعمورة الملونة من تقلبات الحياة اليومية ( فرح ـ حزن ـ هم ـ سعادة ...إلخ )..!
يشكي لك غلبت أمره باسم الأخوة.. فيسمعك آهاته.. ويكويك بحرارة أنفاسه.. ويشويك بزفراته.. ويسكب بين راحتيك دمعاته..
ولابد من شكوى إلى ذي مروءة .. يواسيك أو يسليك أو يتوجع
ومن الصعب جدا أن يبوح لك أخيك ابن أمك وأبيك بشيء قليل جدا مما يلتصق بسقف قلبه.. ويدور في خلده.. وإن كان ( في الظاهر ) أنّ أخيك هو من أقرب المخلوقات إليك.! تراه يوميا.. تسمع صوته.. تتحدث معه..
يضمكم مسكن واحد.. ويلمكم بيت واحد.. ويجمعكم مجلس واحد.. وتحيط بكم غرفة واحدة.. فراشكم واحد.. وهمكم واحد.. وطعامكم واحد..
إلا أنه هناك حاجز يقف بينك وبينه.. يجعل عملية ( الفضفضة ) عسيرة جدا.. ولا أعرف هل هذه قاعدة عامة .. أم خاصة بنا ( أنا وأقربائي )..؟
.....
فضفض يا أبو حميد..
ابتعدت المسافات.. وزادت الكيلومترات.. حتى أصبحت حواجزنا قارات.. بيني وبينه نصف الكرة الأرضية.. نهاره ليل علي.. وليله نهار عندي.. تشرق الشمس لتبلّغني آلامه.. وقبل غروبها أرسم عليها آماله..
تطوف فوق رأسي سحابة دافئة.. أرسلها قدر ربي.. وبعثها دعاء قلبي.. وحرّكتها أهازيج صوتي.. حتى تصل فوق هامتي.. فتمطرني لأحس بها دمعة عينك.. وأستشعر حرارة وجعك.. وأجد رائحة همك.. وألمس حريق قلبك.. فأبدا ألملم أوجاعك.. وأواسي آلامك.. واذرف دموعي قريبة من دموعك..
أخرج للصحراء وحدي.. لأنتظر رسالتك القادمة.. ولأستقبل قمر الليلة الهادئة.. أترقب حديث السماء.. وألوكة الفضاء..
فيبزغ القمر منكسر الجبين لأقرأ عليه قصيدتك الباكية.. ومقالتك الكاوية.. وخاطرتك الحزينة.. وقصتك الدفينة.. وكلمتك البائسة.. وعبارتك المذهلة.. وحروفك الحارقة..
فأسطر على الرمال .. أخي محمد .. لا يستحقون.. صدقني..!
محمد::
سأبقى قادرا على تحمل جبال همومك.. وأعاصير قلبك المؤلم..
ففؤادي مخزن لحزنك.. وخندق لغمك.. وملجأ لوجعك.. ومأوى ينتظرك..!
فلا تتأخر وإن جفوت.. ولا تبعد وإن ابتعدت.. ولا تسكت وإن صمّت اذنيّ.. فهد جسدي هدا.. وأهلكه فهو وقف لك.. وسبيل لآهاتك..
محمد:
.. دعني أُسكت قلمي المبحوح.. فلا أريد أن أزيد الجرح عمقا.. ولا أريد أن أبني للقطيعة جسرا.. فلربما أغضب أبي ( رحمه الله ) في قبره..
صدقني ما هم إلا صورا اجتماعية فقط لا غير.. أجبرتنا على وصالهم الأيام.. والأ؟؟ـام وإلا...!!
الوصال جاف.. واللقاء باهت.. والغربة موجودة..
فلا تصدم نفسك بأفعالهم.. ولا تغضب روحك على تصرفاتهم..!
دعهم..
أرجوك دعهم..
ولا تتألم فالأمر انتهى..
وفقهم الله..!

أخي محمد وإن جاوزت العشرين عاما فما أنت إلا يتيما تصغرني سنا..!

صديقك ..


هناك 4 تعليقات:

غير معرف يقول...

أهلا

"ومن الصعب جدا أن يبوح لك أخيك ابن أمك وأبيك بشيء قليل جدا مما يلتصق بسقف قلبه.. "..... في هذه صدقت !


إنَّ الْكَلمة إذا خَرجَت مِن القَلب وقَعت في صَمِيمِ الْقَلب .. كَجِراحك التَّي بَسِطْتَها هُنا

رُبَّ اخٍ لَكَ لمْ تَلِدْهُ أُمُّـــك

أَدَامَ الله صَدَاقَتكُما مَدى الدَّهر

جَعَلكُما الله مِن الـَّ7 الذِين سَيَظلهُم يَوم لَا ظِل إلَّا ظِلُّه

عام الفيل يقول...

آمين ..

..

هاه..!

مرحبا بك ايها العابر من هنا..

سنحتفل بعباراتك ..

البتي هي بمثابة التاج الذهبي على رؤسنا..

صديقي ..
ليتك كتبت لنا معرفك ..

سابقى دائما أنتظرك هنا وهناك ..!


عام الفيل ..

مُجرد من أنا يقول...

سامحك الله منذ متى و الكتابات تؤثر فيني , شكراً لأنك أرشدتني إلى هنا .. !

و أكرر سبحان من ذلل لك الحرف .. ,
متابع .. ماشاء الله تبارك الرحمن .. !

عام الفيل يقول...

العابر الكريم..
والمبدع العظيم..

مجرد من أنا..

أحرجتم تواضعنا.. أتشرف بمرورك الدائم.. وزيارتك المستمرة..

لك قلبي .. وودي..